احتجاج الجمعيات الإسلامية والمسيحية على فرض الانتداب ودمج وعد بلفور فيه
“ملف وثائق فلسطين من عام 637 إلى عام 1949، وزارة الارشاد القومي، ج 1، ص 271”
احتجاج الجمعيات الاسلامية والمسيحية
على فرض الانتداب ودمج وعد بلفور فيه
شباط 1920
نحن أعضاء الجمعيات الاسلامية المسيحية الممثلة عموم عرب فلسطين نحتج على القرار الصادر من مؤتمركم بخصوص مستقبل فلسطين ونرفضه رفضا باتا لما فيه من الإجحاف بحقوقنا المقدسة. ونعلن أننا لا نتخلى عن مطالبنا المنحصرة فى استقلال سوريا المتحدة من طوروس الى رفح. ونرفض الهجرة الصهيونية رفضا باتا وعدم فصل فلسطين عن سوريا للأسباب التالية:
1 – | لأننا لم نقاتل الترك الذين تجمعنا واياهم الرابطة الشرقية ونحارب بجانب الحلفاء لتعطى بلادنا هدية لأناس أجانب عنها وليس لهم حق من حقوق التملك فيها بل لننال حقنا من الاستقلال في الحياة. |
2 – | لأن فصل فلسطين عن سورية يضر بمصالح البلاد الاقتصادية والعمرانية وبمصالح الوطنيين القومية والمحلية. |
3 – | لعدم كفاية أراضى البلاد لأهلها الوطنيين الذين هم في ازدياد مستمر لا سيما وفي النية الاهتمام بأمر اسكان وتحضير القبائل البدوية القاطنة فيها. |
4 – | لأن الهجرة ستزيد النفوس وتسبب المجاعات وتعرض البلاد للشغب والثورة الدائمين. |
5 – | لو لم يكن دخول الأجنبى مضرا بمصالح البلاد الاقتصادية والأدبية لما منعت أرقى دول العالم وأشدها بأسا كدولتى بريطانيا وأمريكا دخول الأجنبى إلى بلادها فكيف بفلسطين المنهوكة القوى من الحرب الطاحنة فانها لا تتحمل هجرة أشد الشعوب طمعا وأكثرها أنانية. |
لذلك نطلب من المجلس أن ينظر إلى مطالبنا بعين الانصاف ويؤكد الحق الطبيعى الذى لا حياة للبلاد الا به. ونلقى تبعة كل ما يحدث في البلاد مستقبلا على عاتق المؤتمر والسلام.
عيسى السفرى، فلسطين العربية بين الانتداب والصهيونية يافا، مكتبة فلسطين الجديدة، 1937، ص37 – 38.