الميثاق القومي الفلسطيني الصادر في 28 مايو 1964
“ملف وثائق فلسطين من عام 1950 إلى 1969، وزارة الإرشاد القومي، ج 2، ص 1275 – 1278”
الميثاق القومي الفلسطيني(*)
الصادر في 28 مايو سنة 1964
مقدمة:
نحن الشعب العربي الفلسطيني الذي خاض معارك ضارية متصلة من أجل الحفاظ على وطنه والدفاع عن شرفه وكرامته والذي قدم عبر السنتين قوافل متتابعة من الشهداء الخالدين وسطر أروع صفحات البذل والتضحية والفداء.
نحن الشعب العربي الفلسطيني الذي تألبت عليه عوامل الظلم والشر والعدوان وتآمرت عليه قوى الصهيونية العالمية والاستعمار وعملت على تشريده واغتصاب دياره وأراضيه واستباحة حرماته وانتهاك مقدساته فما استكان أو لانت له قناة
نحن الشعب العربي الفلسطيني الذي آمن بعروبته وبحقه في استخلاص وطنه وتحقيق حريته وكرامته وصمم على حشد قواه وتعبئة كل جهوده وطاقاته من أجل متابعة نضاله والسير قدما على طريق الجهاد المقدس حتى يتحقق له النصر النهائي الكامل.
نحن الشعب العربي الفلسطيني استنادا إلى حقنا في الدفاع عن النفس واسترداد الوطن السليب بكامله وهو الحق الذي أقرته الأعراف والمواثيق الدولية وفي مقدمتها ميثاق الأمم المتحدة.
وتطبيقا لمبادئ حقوق الإنسان وإدراكا منا لطبيعة العلاقات السياسية الدولية بمختلف أبعادها ومراميهما.
واعتبارا للتجارب التي خلت في كل ما يتعلق بأسباب النكبة وأساليب مجابهتها.
وانطلاقا من الواقع العربي الفلسطيني ومن أجل عزة الإنسان الفلسطيني وحقه في الحياة الحرة الكريمة.
وشعورنا بالمسئولية القومية الخطيرة الملقاة على عاتقنا.
من أجل هذا كله:
نحن الشعب العربي الفلسطيني
نملي هذا الميثاق الفلسطيني ونعلنه ونقسم على تحقيقه:
مادة 1 – فلسطين وطن عربي تجمعه روابطه القومية العربية بسائر الأقطار العربية التي تؤلف معها الوطن العربي الكبير.
(*) مطبوعات منظمة التحرير الفلسطينية
الميثاق القومي الفلسطيني الصادر في 28 مايو 1964
“ملف وثائق فلسطين من عام 1950 إلى 1969، وزارة الإرشاد القومي، ج 2، ص 1275 – 1278”
مادة 2 – فلسطين بحدودها التي كانت قائمة في عهد الانتداب البريطاني وحدة إقليمية لا تتجزأ.
مادة 3 – الشعب العربي الفلسطيني هو صاحب الحق الشرعي في وطنه وهو جزء لا يتجزأ من الأمة العربية يشترك معها في آمالها وآلامها وفي كفاحها من أجل الحرية والسيادة والتقدم والوحدة.
مادة 4 – شعب فلسطين يقرر مصيره بعد أن يتم تحرير وطنه ووفق مشيئته وبمحض إرادته واختياره.
مادة 5 – الشخصية الفلسطينية صفة أصيلة لازمة لا تزول وهي تنتقل من الآباء إلى الأبناء.
مادة 6 – الفلسطينيون هم المواطنون العرب الذين كانوا يقيمون إقامة عادية في فلسطين حتى عام 1947 سواء من أخرج منها أو بقى فيها وكل من ولد لأب عربي فلسطيني بعد هذا التاريخ داخل فلسطين أو خارجها هو فلسطيني
مادة 7 – اليهود الذين هم من أصل فلسطيني يعتبرون فلسطينيون إذا كانوا راغبين بأن يلتزموا العيش بولاء وسلام في فلسطين.
مادة 8 – إن تنشئة الجيل الفلسطيني تنشئة عربية قومية واجب قومي رئيسي ويجب اتخاذ جميع وسائل التوعية والتثقيف لتعريفه بوطنه تعريفا روحيا عميقا يشده على الدوام إلى وطنه شدا وثيقا راسخا.
مادة 9 – المذاهب العقائدية سياسية كانت أو اجتماعية أو اقتصادية لا تشغل أهل فلسطين عن واجبهم الأول في تحرير وطنهم، والفلسطينيون جميعا جبهة وطنية واحدة يعملون لتحرير وطنهم بكل مشاعرهم وطاقاتهم الروحية والمادية.
مادة 10 – يكون للفلسطينيين ثلاثة شعارات: الوحدة الوطنية والتعبئة القومية والتحرير. وبعد أن يتم تحرير الوطن يختار الشعب الفلسطيني لحياته العامة ما يشاء عن النظم السياسية والاقتصادية والاجتماعية.
مادة 11 – الشعب الفلسطيني يؤمن بالوحدة العربية ولكي يؤدي دوره في تحقيقها يجب عليه في هذه المرحلة من كفاحه أن يحافظ على شخصيته الفلسطينية ومقوماتها وأن ينمي الوعي بوجودها وأن يناهض أيا من المشروعات التي من شأنها إذابتها أو إضعافها.
مادة 12 – الوحدة العربية وتحرير فلسطين هدفان متكاملان يهيئ الواحد منها تحقيق الآخر فالوحدة العربية تؤدي إلى تحرير فلسطين وتحرير فلسطين يؤدي إلى الوحدة العربية والعمل لهما يسير جنبا إلى جنب.
مادة 13 – إن مصير الأمة العربية بل الوجود العربي بذاته رهن بمصير القضية الفلسطينية ومن هذا الترابط ينطلق سعي الأمة العربية وجهدها لتحرير فلسطين ويكرم شعب فلسطين بدوره الطليعي لتحقيق هذا الهدف القومي المقدس.
مادة 14 – إن تحرير فلسطين من ناحية عربية هو واجب قومي تقع مسئولياته كاملة على الأمة العربية بأسرها حكومات وشعوبا وفي طليعتها الشعب العربي
الميثاق القومي الفلسطيني الصادر في 28 مايو 1964
“ملف وثائق فلسطين من عام 1950 إلى 1969، وزارة الإرشاد القومي، ج 2، ص 1275 – 1278”
الفلسطيني ومن أجل ذلك فإن على الأمة العربية أن تعبئ جميع طاقاتها العسكرية والمادية والروحية في سبيل تحرير فلسطين وعليها بصورة خاصة أن تبذل للشعب العربي الفلسطيني العون والتأييد وتوفر الوسائل والفرص الكفيلة لتمكينه من القيام بدوره في تحرير وطنه.
مادة 15 – إن تحرير فلسطين من ناحية روحية يهيئ للبلاد المقدسة جوا من الطمأنينة والسكينة تصان في ظلاله جميع المقدسات الدينية وتكفل حرية العبادة والزيارة للجميع من غير تفريق ولا تمييز سواء على أساس العنصر أو اللون أو اللغة أو الدين. ومن أجل ذلك فإن أهل فلسطين يتطلعون إلى نصرة جميع القوى الروحية في العالم.
مادة 16 – إن تحرير فلسطين من ناحية دولية هو عمل دفاعي تقتضيه ضرورات الدفاع عن النفس كما نص عليه ميثاق الأمم المتحدة. ومن أجل ذلك فإن الشعب الفلسطيني الراغب في مصادقة جميع الشعوب يتطلع إلى تأييد الدول المحبة للحرية والعدل والسلام لإعادة الأوضاع الشرعية إلى فلسطين وإقرار الأمن والسلام في ربوعها وتمكين أهلها من ممارسة السيادة الوطنية والحرية القومية.
مادة 17 – إن تقسيم فلسطين الذي جرى عام 1947 وقيام إسرائيل باطل من أساسه مهما طال عليه الزمن لمغايرته لإرادة الشعب الفلسطيني وحقه الطبيعي في وطنه ومناقضته للمبادئ العامة التي نص عليها ميثاق الأمم المتحدة وفي مقدمتها حق تقرير المصير.
مادة 18 – يعتبر باطلا كل من وعد بلفور وصك الانتداب وما ترتب عليهما وأن دعوى الروابط التاريخية أو الروحية بين اليهود وفلسطين لا تتفق مع حقائق التاريخ ولا مع مقومات الدولة في مفهومها الصحيح وإن اليهودية بوصفها دينا سماويا ليست قومية ذات وجود مستقل وكذلك فإن اليهود ليسوا شعبا واحدا له شخصيته المستقلة وإنما هم مواطنون في الدول التي ينتمون إليها.
مادة 19 – الصهيونية حركه استعمارية في نشوئها، عدوانية وتوسعية في أهدافها عنصرية في تكوينها وفاشستية بمراميها ووسائلها وإن إسرائيل بوصفها طليعة هذه الحركة الهدامة وركيزة للاستعمار مصدر دائم للقلق والاضطراب في الشرق الأوسط خاصة وللأسرة الدولية بصورة عامة ومن أجل ذلك فإن أهل فلسطين جديرون بعون الأسرة الدولية وتأييدها.
مادة 20 – إن دواعي الأمن والسلم ومقتضيات الحق والعدل تتطلب من الدول جميعها حفظا لعلاقة الصداقة بين الشعوب واستبقاء لولاء المواطنين لأوطانهم أن تعتبر الصهيونية حركة غير مشروعة وتحرم وجودها ونشاطها:
مادة 21 – يؤمن الشعب الفلسطيني بمبادئ العدل والحرية والسيادة وتقرير المصير والكرامة الإنسانية وحق الشعوب في ممارستهـا ويؤيد جميع المساعي الدولية التي تهدف إلى إقرار السلم على أساس الحق والتعاون الدولي.
مادة 22 – يؤمن الشعب الفلسطيني بالتعايش السلمي على أساس الوجود الشرعي إذ لا تعايش مع العدوان ولا سلم مع الاحتلال والاستعمار.
الميثاق القومي الفلسطيني الصادر في 28 مايو 1964
“ملف وثائق فلسطين من عام 1950 إلى 1969، وزارة الإرشاد القومي، ج 2، ص 1275 – 1278”
مادة 23 – تحقيقا لأهداف هذا الميثاق ومبادئه تقوم منظمة التحرير الفلسطينية بدورها الكامل في تحرير فلسطين وفق النظام الأساسي لهذه المنظمة.
مادة 24 – لا تمارس هذه المنظمة أية سيادة إقليمية على الضفة الغربية في المملكة الأردنية الهاشمية. ولا قطاع غزة ولا منطقة الحمة وسيكون نشاطها على المستوى القومي الشعبي في الميادين التحريرية والتنظيمية والسياسية والمالية.
مادة 25 – تكون هذه المنظمة مسئولة عن حركة الشعب الفلسطيني في نضاله من أجل تحرير وطنه في جميع الميادين التحريرية والتنظيمية والسياسية والمالية وسائر ما تتطلبه قضية فلسطين على الصعيدين العربي والدولي.
مادة 26 – تتعاون منظمة التحرير مع جميع الدول العربية كل حسب إمكانياتها لا تتدخل في الشئون الداخلية لأية دولة عربية.
مادة 27 – يكون لهذه المنظمة علم وقسم ونشيد ويقرر ذلك كل بموجب نظام خاص.
مادة 28 – يلحق بهذا الميثاق نظام يعرف بالنظام الأساسي لمنظمة التحرير الفلسطينية تحدد فيه كيفية تشكيل المنظمة وهيئاتها ومؤسساتها واختصاصات كل منها وجميع ما تقتضيه الواجبات الملقاة عليها بموجب هذا الميثاق.
مادة 29 – لا يعدل هذا الميثاق إلا بأكثرية ثلثي مجموع أعضاء المجلس الوطني لمنظمة التحرير الفلسطينية في جلسة خاصة يدعى إليها من أجل هذا الغرض.