برقية الملك حسين إلى الرئيس جمال عبد الناصر رداً على برقيتي الرئيس إليه
برقية الملك حسين إلى الرئيس جمال عبد الناصر رداً على
برقيتي الرئيس جمال عبد الناصر إليه
القاهرة، 20 سبتمبر 1970
جريدة ” الأهرام “: العدد الصادر في 21 سبتمبر 1970
استمعت إلى ندائكم الأخوي الصادق بكل قلبي وروحي ومرة أخرى أحب أن أؤكد لسيادتكم أن المحنة التي اُبتلى بها أردن العرب بشعبه وقواه المسلحة والمناضلين الشرفاء فيه هي عنوان لمؤامرة رهيبة خطط لها الأعداء ودبروها وانجرف فيها من انجرف من غير ان يتقي الله في الأردن والعرب والقضية المقدسة.
ولئن كنت مع أخي آخر من يرضى بإراقة نقطة دم عربية واحدة في غير ساحة النضال ضد العدو المشترك، فإنني واثق من أن أخي هو أول من يرفض أن يقدم الأردن لقمة سائغة لذلك العدو وهدية رخيصة لأطماعه في التوسع والاحتلال.
لقد كنت جاداً ومخلصاً عندما طلبت من القوات المسلحة الأردنية إصدار الأمر بإيقاف إطلاق النار أمس ( السبت ) ويؤسفني أن يكون الطرف الآخر قد أعرض عن كل نداء حتى ندائكم وأصم أذنيه عن سماع كل صوت حتى صوت الأمة والقضية والمصير وأطلق رفضه عالياً في الأثير ولم يتورع حتى عن قصف مقري طول ساعات المساء كما فعل طول الليالي الأربع الماضية. وعزائي في ذلك أنه يعرضني لما يتعرض له مواطني الأحياء وجنودي البواسل وكل شريف على ثرى هذه الأرض الطهور.
ويسرني أن أنقل سيادة الأخ ظهور بوادر مشجعة لتحقيق لقاء بين الأخوة أرجو أن يتم فيه التوصل إلى ما نبتغي جميعاً ونريد.
وقد طلبت من الحكومة إشراك الأخ الفريق محمد صادق في الجهود وإطلاعه على كل النتائج. أكرر شكري لأخي والله المستعان.
حسين بن طلال
<1>