برقية السيد ياسر عرفات إلى الرئيس جمال عبد الناصر والعقيد معمر القذافي رداً على برقيتهما له
برقية السيد ياسر عرفات، رئيس اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية
والناطق الرسمي باسم حركة التحرير الوطني الفلسطيني ( فتح )
إلى الرئيس جمال عبد الناصر، رئيس الجمهورية العربية المتحدة
والعقيد معمر القذافي، رئيس مجلس قيادة الثورة ورئيس مجلس الوزراء الليبي
رداً على برقيتهما إليه
عمان، 11 يونيه 1970
جريدة ” الأهرام “: العدد الصادر في 12 يونيه 1970
تحية الثورة، وبعد.
تلقيت رسالتكم التي تعبرون فيها عن مشاعركم الطيبة تجاه إخوانكم الثوار الفلسطينيين وشعبنا الصامد البطل.
لقد وصلتنا ونحن نواجه أشد الظروف وأخطر التحديات التي تواجه الثورة الفلسطينية في مسيرتها الكفاحية على درب التحرير والعودة.
إن ما يحدث الآن في الأردن لهو جزء من مخطط التآمر الضالعة فيه الإمبريالية الأمريكية والصهيونية العالمية، الذي ينفذه عملاء لها في المنطقة.
لقد وصلنا إلى أكثر من اتفاق مع بعض الأخوة هنا في السلطة، هدفها جميعها وقف إطلاق النار والقضاء على الفتنة. ولكن العناصر العميلة التي ارتضت لنفسها أن تكون جزءاً من هذا المخطط التآمري ضد ثورة شعبنا وتطلعات امتنا، كانت ولا تزال تدفع في الأتون كل ما من شأنه أن يؤزم الأوضاع إلى درجة إعطاء الأوامر لمدفعية الدبابات وغيرها لتدك أحياء برمتها في عمان والزرقاء، دون ضمير أو تحفظ أو مسئولية تجاه هؤلاء المدنيين العزل من السكان من أهلنا الأبرياء، حتى أصبحت عمان مسرحاً لعمليات كنا نود أن نراها على أرض المعركة في اتجاه العدو.
إن مئات عديدة من الإصابات قتلى وجرحى قد حدثت ولا زالت تحدث نتيجة المخطط التآمري على شعبنا وأمتنا. لقد كنا ولا زلنا حريصين كل الحرص على المبدأ الذي اختططناه لأنفسنا منذ البداية، البنادق كل البنادق نحو العدو. ولا زلنا نمارس سياسة ضبط النفس والسيطرة على إخواننا الثوار، بالرغم من قسوة المجابهة التي لا تتجه إليهم فقط، ولكن للأسف لتصب حقدها الأسود على شعبنا وعلى أطفالنا وعلى نسائنا وعلى شيوخنا.
<1>