بيان الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين بتأييد مذكرة أعضاء اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية حول طلبهم تنحي السيد احمد الشقيري عن رئاسة المنظمة

بيان الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين بتأييد مذكرة منظمة التحرير الفلسطينية حول تنحي السيد أحمد الشقيري
المصدر: ” الوثائق الفلسطينية العربية لعام 1967، مؤسسة الدراسات الفلسطينية، بيروت مج 3، ص 1018 – 1019 “

بيان الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين بتأييد
مذكرة اعضاء اللجنة التنفيذية لمنظمة
التحرير الفلسطينية حول طلبهم تنحي السيد
أحمد الشقيري عن رئاسة المنظمة.

بيروت، 19 / 12 / 1967
( المحرر، بيروت، 20 / 12 / 1967 )

          لقد قامت التنظيمات الفلسطينية أكثر من مرة ببذل محاولات متكررة لدفع منظمة التحرير الفلسطينية نحو مواقع ثورية، تجعلها مكرسة بشكل يومي لخدمة القضية الكبرى التي وجدت من أجل تحمل مسؤولياتها.

          الا ان هذه المحاولات كانت تصطدم دائما بعقبات تجعل من محاولات الإصلاح حوارا عقيما لا جدوى له، وكان السيد أحمد الشقيري، رئيس المنظمة، بعقليته واسلوبه في العمل، أبرز هذه العقبات.

          ونتيجة لهذا الوضع الذي استمر أكثر من ثلاث سنوات، تحولت منظمة التحرير إلى هيكل فارغ بينما بقيت المنظمات الفلسطينية ملتصقة بالجماهير تبني بين صفوفها وفوق ارضها عملا يتصدى للوجود الإسرائيلى وجها لوجه.

          وكان يمكن لهذا الوضع ان يستمر حتى تقرر الجماهير الفلسطينية بنفسها الجهة التي تدين لها بالولاء. لولا ان قام السيد أحمد الشقيري مؤخرا ببذل محاولات عديدة ليس لها الا نتيجة واحدة هي تخريب حركة المقاومة الفلسطينية وإحاطتها بالشك والغموض.

          وقد بادرت كافة المنظمات الفلسطينية للرد على هذه المحاولات وكشف اخطارها، وفي نفس الوقت قامت اللجنة التنفيذية في المنظمة باصدار بيان يطلب من الشقيري أن يتنحى عن منصبه.

          ان الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، باسم مناضليها الذين يتابعون فوق الأرض المحتلة تأدية مهامهم الثورية الأصيلة تعلن تأييدها التام لبيان اللجنة التنفيذية.

          والجبهة الشعبية لتحرير فلسطين ترى، منسجمة في ذلك مع اراء كافة قطاعات شعبنا، أن مثل هذه المبادرة كانت ضرورية وان المضي فيها حتي نهايتها، واعطاءها مضامينها الثورية، ليس الا سيرا على الطريق السليم للرد على هزيمة الخامس من حزيران، بإيجاد أوضاع فلسطينية تسعى جاهدة للإرتفاع إلى مستوى الواجبات الصعبة المطلوبة منها.

          ان الاقدام على هذه المبادرة ودعمها ودفعها نحو اهدافها الحقيقية لا يتضمن ادانة للشقيري كفرد وكرئيس للمنظمة فحسب، بل هو ايضا ادانة للعقلية التي سير شؤون المنظمة على اساسها، فأفقدها القدرة، على الحياة وللتصدي للمهمات الحقيقية لمعركتنا، وحولها من اداة لبلورة العمل الفلسطيني ودعمه إلى مؤسسة تخريب لهذا العمل وتعطيله.

          لقد تحولت منظمة التحرير على يدي السيد الشقيري وبسبب عقليته إلى مؤسسة تسيطر عليها الدكتاتورية الفردية والإرتجال والدجل السياسي والاستخفاف بالجماهير، لعبت ادوارا مخربة في مجال وحدة العمل الفلسطيني، وسعت باساليب منظورة وغير منظورة إلى وضع العراقيل المادية والمعنوية امام هذا العمل.

          وبدلا من أن تكون امكانياتها موضوعة تحت تصرف حركة المقاومة الفلسطينية تحولت نحو تكريس أساليب في العمل عفا عليها الزمن من جهة، وتخطتها تطورات القضية الفلسطينية من جهة اخرى. وحين بدأت حركة المقاومة تحفر فوق الأرض المحتلة وفي مواجهة للتحدي الإسرائيلي مسمارا جديدا مبنيا على التضحيات الكبيرة يقدمها شعبنا في ساحة المعركة، قام الشقيري بدفع المنظمة نحو مواقف غوغائية تحاول تطمين الجماهير

 

بيان الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين بتأييد مذكرة منظمة التحرير الفلسطينية حول تنحي السيد أحمد الشقيري
المصدر: ” الوثائق الفلسطينية العربية لعام 1967، مؤسسة الدراسات الفلسطينية، بيروت مج 3، ص 1018 – 1019 “

وكسب رضاها، عن طريق البيانات والتصريحات التي لا تستند إلى اي اساس من الصحة، والتي من شأنها ان تزعزع ثقة الجماهير بقياداتها المناضلة التي تعيش معها، وتحمل معها تبعات المعركة وقساوتها.

          وقد كان هذا الاستخفاف بحركة المقاومة الفلسطينية والسعي لإحاطتها بستار من الدجل والتمويه، امرا لا يمكن السكوت عليه، خاصة بعد الخامس من حزيران، وفي الوقت الذي تحاك فيه المؤامرات الدولية لفرض تسوية سياسية على العرب، تنهي قضية فلسطين، وتعطي الشرعية للوجود الإسرائيلى.

          لذلك فان خطوة اللجنة التنفيذية، يمكن ان تكون محاولة جادة للسير في اتجاه اللقاء مع حركة المقاومة في الأرض المحتلة، اذا تابعت سيرها للتخلص من عقلية الشقيري ومن اجهزة المنظمة التي بنيت بوحيها، وإذا اخذت على عاتقها بناء منظمة التحرير على أسس جديدة.

          ان بناء منظمة التحرير على اسس ثورية، مهمة لا تخضع للنقاش النظري، اذ ان طبيعة المعركة الدائرة الان في اراضينا المحتلة، وطبيعة الدعم الذي تطلبه هذه المعركة، هي التي تحدد الاسس الثورية المطلوبة. وهي اسس تتوجه اولا وقبل كل شيء نحو رفض التراث الذي اغرقت به عقلية الشقيري منظمة التحرير، ولا بد لرفض تراث الشقيري وعقليته، في العمل من أجل ان يتبلور في خطوات عمل واضحة تتركز فيما يلي:

          1 – وضع كافة امكانيات منظمة التحرير في خدمة حركة المقاومة الفلسطينية، وذلك بتقديم دعم غير متحفظ للتنظيمات الفلسطينية التي تقود إلى هذا العمل في الأراضى المحتلة.

          2 – اخذ دور المبادرة في تهيئة الظروف لإيجاد نوع من اللقاء والتنسيق بين المنظمات الفلسطينية حتى: تستطيع ان تتعايش في جو يضمن في النهاية وحدة اداة الثورة الفلسطينية، والتخلص اثناء السعي لهذه المهمة التاريخية من كافة العقد التي تحكم الشقيري تجاهها، والتي كانت تهدف لفرض الوصاية والتسلط ليس غير.

          3 – تخليص منظمة التحرير الفلسطينية من التسلط الفردي والارتجال الذي جعل من كافة مؤسساتها، وخاصة اللجنة التنفيذية مؤسسات مشلولة عن العمل. ورفض التسلط الفردي وتخطيه امر لا يمكن ان يتم الا بتوفير قيادات جماعية همها الأول والأخير ازالة العقبات من وجه العمل الفلسطيني، حتى ينمو بشكل طبيعي وفعال.

          ان هذه المهمات الثلاث ليست المهمات الوحيدة المطلوبة من منظمة تحرير فلسطينية ثورية، ولكنها فقط المهمات المستعجلة، التي تضع منظمة التحرير على الطريق السليم الذي يتجاوب مع تطلعات شعبنا، ومع متطلبات معركته ضد الاحتلال الإسرائيلي، وهي المهمات التي يعني البدء في تنفيذها ان مبادرة اللجنة التنفيذية سوف تكون بداية لمبادرات فلسطينية اخرى تنفض عن كاهلها الغوغائية والدجل السياسي والدعاوى متوجهة نحو لقاء حر مع الجماهير الفلسطينية ومع المنظمات الفدائية، ومع الاساليب الجذرية لمعركة التحرير التي يشق شعبنا الان طريقها بتضحيات شهدائه وابطاله.


Scroll to Top