بيان الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين بمناسبة ذكرى احتلال فلسطين

بيان الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين بمناسبة ذكرى احتلال فلسطين
المصدر: “الوثائق الفلسطينية العربية لعام 1968، مؤسسة الدراسات الفلسطينية، بيروت، مج 4، ص 332 – 333”

بيان الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين بمناسبة ذكرى احتلال فلسطين.

15 / 5 / 1968

 

(الحرية، العدد 413، بيروت،
20/ 5/ 1968)

         تأتي الذكرى العشرون للخامس عشر من أيار (مايو)، وقوى شعبنا الثورية المقاتلة تخوض أشرس المعارك وأعنفها ضد قوى العدو المحتل. ان 15 أيار (مايو) من عام 1948 قد شهد قمة التناقض بين اصرار الجماهير الشعبية المؤهلة بطبيعة مواقعها ومصالحها لخوض المعركة المصيرية وبين القيادات الرسمية والشعبية، الفلسطينية والعربية، هذه القيادات التي كانت تخشى من أن تؤدي مبادرات الجماهير الشعبية ليس إلى تحطيم المؤامرة الصهيونية الاستعمارية لخلق إسرائيل فقط، ولكن إلى اسقاطها وإسقاط النمط الذي تمثله في خططها السياسية والقتالية ضد العدو. واذا كان العام العشرون للنكبة يحمل حالة جديدة من التصدي للوجود الصهيوني تختلف عن كل أنماط المواجهة السابقة للعدو التي سقطت يوم 5 حزيران (يونيو)، فان هذا العام الذي مضى قد شهد انطلاقة الطاقات الشعبية العربية والفلسطينية من قيود الوصاية والعزلة عن دورها الأساسي في التصدي لعدوها. ان الشهور الماضية من تجربة القتال المسلح بعد 5 حزيران (يونيو) قد أثبتت الأمور التالية:
         1 – ان الجماهير الشعبية الفلسطينية هي القوى الأساسية والطليعة المؤهلة لتفجير الثورة المسلحة وللاستمرار في القتال المسلح رغم كل العقبات والسدود باتجاه تصعيد الثورة لخلق كافة الظروف الموضوعية التي تصنع التحرير. ان جماهير العمال والفلاحين والنازحين والفقراء من أبناء شعبنا هي قاعدة القتال المسلح العريضة، وهذه الجماهير هي التي يجب ان تقفز لقيادة العمل المسلح حتى يسود فكر هذه الجماهير وخطوطها السياسية وأسلوبها الطويل النفس في القتال والمواجهة وقدرتها على حشد كافة الطاقات الوطنية من أجل التحرير.

         واذا كانت جماهيرنا الشعبية قد عزلت خلال عشرات السنين الماضية عن القيام بدورها الطليعي وساهمت قيادات تقليدية فلسطينية، أو قيادات عربية رسمية في عزل جماهيرنا وخنق مبادراتها وإجهاض كل تحرك ثوري أصيل تبادر إليه، فان الجماهير الشعبية الفلسطينية تقف اليوم وأمامها التجربة الطويلة لكل الثورات التي خاضتها بدءا من أوائل العشرينات ومرورا بعام 1936 وما تبعه من أحداث حتى مجيء عاما 1948 وما لحقه من محاولات لتجديد صيغة العمل الفلسطيني، ثم بدء العمل الفدائي حتى معركة حزيران (يونيو) وما تبعها من وقائع إلى يومنا هذا، كل هذه التجارب تؤكد الدور الطليعي للجماهير الشعبية وقياداتها الذي لا يجب ان يخضع لأية مؤثرات، كما أنها تلزم الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين التي انبثقت من بين هذه الجماهير لتعبر عن طموحها النضالي والسياسي بأن السلاح الذي نقاتل به، حملناه بارادة.

 بيان الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين بمناسبة ذكرى احتلال فلسطين
المصدر: “الوثائق الفلسطينية العربية لعام 1968، مؤسسة الدراسات الفلسطينية، بيروت، مج 4، ص 332 – 333”

هذه الجماهير ولمصلحتها، وبإرادة هذه الجماهير ومن أجل مصلحتها نستمر في قتالنا حتى التحرير.

         2 – ان الالتحام المصيري بين النضال الفلسطيني المسلح وبين النضال العربي قضية مصيرية تحكم مسيرة الثورة الفلسطينية المسلحة وقضية التحرير بشكل كامل. ان ارتباط النضال الفلسطيني بالنضال العربي من أجل التحرير الوطني الشامل قد أكدته معركة الخامس من حزيران (يونيو) وأكدت بالتالي ضرورة اسهام كل الجماهير العربية في معركة تحرير الأرض المحتلة كجزء أساسي في معركتها لتحرير الأرض العربية من كل أشكال الاحتلال والاستغلال.

         3 – ان القتال الفلسطيني في ظروفه الراهنة يسير نحو استكمال الصورة الفعالة للمقاومة المسلحة. ان المقاومة تعني بالنسبة لنا، قيام الجماهير الشعبية بدور أساسي وطليعي فوق الأرض المحتلة وفي المناطق المتاخمة لها. ان الثورة الفلسطينية تمثل ثورة شعبنا المسلحة على الاحتلال، ولكنها تمثل إلى جانب ذلك ثورة شعبنا على واقعه وأساليب النضال الماضية التي انتهجها، والخط السياسي الذي سار فيه، وعلى كافة القيادات التقليدية التي قادت نضاله السابق وصرفت هذا النضال عن أهدافه وأجهضته في منتصف الطريق، ان تصعيد القتال الفلسطيني المسلح والانتقال به إلى مرحلة المقاومة الشاملة ومن ثم الثورة الشعبية المسلحة رهن بالتحام التنظيم الثوري المقاتل مع الجماهير الشعبية وإطلاق مبادراتها وتعبئتها والالتزام بالخط النضالي والسياسي الذي يعبر عن مصلحتها وقتالها على الأمد البعيد.

         4 – ان لقاء المقاتلين فوق الأرض المحتلة هو خط تاريخي وحتمي تفرضه طبيعة المعركة التي تخوضها والعدو الذي نجابهه. ان الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين تؤمن بأن حتمية هذا اللقاء، ان لم تتحقق بالمبادرة الذاتية، الثورية والأصيلة، لكل الأطراف الأخرى في العمل المسلح، فان المعركة التي نخوضها والتي تشكل الجماهير الشعبية دعامتها وقيادتها، لا بد أن تفرض في النهاية هذا اللقاء، مع استمرار اصرارنا وجهودنا من أجل بقاء المقاتلين.

         5 – ان الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين تؤمن بأن القتال المسلح هو النهج التاريخي لكل جماهيرنا الفلسطينية والعربية من أجل تحريرها الكامل. ان كافة المحاولات التي بذلت أو تبذل لتحقيق حل سياسي على حساب قضيتنا وقضية الأمة العربية والتي قد يكون من بين أحلامها تصفية الكفاح الفلسطيني المسلح، لا بد أن تسقط. ان الحل السياسي هو مؤامرة استعمارية لتطويق النضال الشعبي المسلح وان جماهيرنا بقيادة قواها الثورية المقاتلة ستحطم كل محاولة كهذه بنفس العنف والشدة التي تحطم بها اليوم دعائم الموجود الصهيوني فوق أرضنا.


Scroll to Top