بيان الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين حول قيام فدائيين اثنين من فدائييها بمهاجمة طائرات شركة “العال” الإسرائيلية
المصدر: “الوثائق الفلسطينية العربية لعام 1968، مؤسسة الدراسات الفلسطينية، بيروت، مج 4، ص 968 – 969”
بيان الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين حول قيام فدائيين اثنين من فدائييها بمهاجمة
احدى طائرات شركة “العال” الإسرائيلية للطيران في مطار اثينا.
26 / 12 / 1968 |
| (الانوار، بيروت، 27/12/1968) |
تعلن الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين مسؤوليتها الكاملة عن حادث احراق وتدمير طائرة “العال”، الخطوط الجوية الاسرائيلية، من طراز “بوينج 707” أثناء مرورها بمطار اثينا في نطاق رحلتها العادية المقررة إلى نيويورك.
وقد قامت، بالهجوم الخاطف على الطائرة، احدى وحداتنا المقاتلة التي بدأت هجومها عند استعداد الطائرة للاقلاع، وتمكنت من انجاز مهمتها بسرعة، ثم ألقت سلاحها طوعا واختيارا، واستسلمت للسلطات اليونانية دون ابداء أية مقاومة وفق الخطة الموضوعة.
ان الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، التي سبق لها ان استولت على طائرة “العال” خلال شهر تموز (يوليو) الماضي، تلفت انظار العالم من جديد لطبيعة النشاطات العسكرية العدوانية لشركة “العال”، والتي تخرج هذه الشركة من عداد شركات النقل المدني البريء وتضعها، هي وطائراتها وطياريها، في نطاق الاحتياط الاستراتيجي لسلاح الجو الإسرائيلي. قد كان آخر نشاطات “العال” بهذا الصدد، قيامها برحلات سرية خاصة باشراف وزارة الدفاع الإسرائيلية نقلت خلالها دفعات من الطيارين العسكريين المدربين على قيادة طائرات “فانتوم” الحربية تحضيرا لهجوم مباغت وعدوان جديد على الدول العربية.
وتؤكد الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، بأن اختيارها لمطار أثينا دون غيره كميدان لهذه العملية، كان راجعا لاعتبارات محض فنية. وترجو الجبهة الشعبية الشعب اليوناني الصديق، صاحب التاريخ المجيد في القتال الباسل ضد الاحتلال النازي، ان يتفهم الدوافع النبيلة لحركة المقاومة الفلسطينية، في وقت تناضل فيه نضالا مشرفا ومشروعا ضد الاحتلال الصهيوني لأرض فلسطين. كما تأمل الجبهة الشعبية ان تقوم السلطات اليونانية باطلاق سراح المناضلين اللذين قاما بتنفيذ هذه العملية احتراما منها وتقديرا لقدسية ومشروعية نضال كافة الشعوب المضطهدة ضد الغزو والاحتلال الأجنبي لأراضيها.
ان الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، اذ تؤكد مسؤوليتها الكاملة عن هذه العملية تخطيطا وتنفيذا، تعلن انها مصممة على متابعة تصعيد نضالها ضد العدو المغتصب وان انتقام العدو بضرب المدنيين الأبرياء داخل المنطقة المحتلة وخارجها، لن يزيدنا الا اصرارا على ملاحقته حيثما كان.
فبعد الاستيلاء على طائرة “العال” “بوينج 707” وانزالها في الجزائر، وليلة الرعب والقنابل في القدس، ويوم المتفجرات في تل أبيب، ونسف مقر القيادة الإسرائيلية في فندق امبسادور في القدس، والعمليات الجريئة في مرتفعات الجولان، وقطاع غزة، والخليل، وكفر سابا، وناتانية، ومعركة بيت فوريك، يأتي حادث احراق وتدمير طائرة “العال” “البوينج 707” في مطار اثينا تأكيدا من الجبهة بأن ملاحقتها للعدو مستمرة ومتصاعدة مهما بلغت التضحيات.
ان الجبهة الشعبية التي اختارت الكفاح الشعبي المسلح سبيلا لتحرير كامل التراب الفلسطيني، تعلن بعزم واصرار رفضها القاطع، وعدم الاعتراف المطلق بأية حلول استسلامية أو تصفوية، وتعاهد شعب فلسطين، والامة العربية، واحرار العالم، متابعة النضال المسلح حتى التحرير والعودة.
<1>