بيان الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين حول محاذير الحلول السياسية لأزمة الشرق الأوسط
المصدر: “الوثائق الفلسطينية العربية لعام 1968، مؤسسة الدراسات الفلسطينية، بيروت، مج 4، ص 353 – 354”
بيان الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين حول محاذير الحلول السياسية لازمة
الشرق الأوسط.
18 / 5 / 1968 |
| (منشور) |
تزايد الحديث في الآونة الأخيرة عن مشاريع الحل السياسي وانتقال مهمة يارينج إلى مرحلة متقدمة جديدة لتنفيذ هذه المشاريع.
أن الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، وهي تحمل لواء حركة القتال المسلح داخل الأرض المحتلة، تفرض عليها مسؤولية القتال والتزامها بقضية الجماهير وأمانيها وخطوطها السياسية ان تؤكد الأمور التالية:
1 – ان الشهور الستة الماضية من عمر الكفاح المسلح قد اثبتت بشكل قاطع قدرة الطاقات الجماهيرية الشعبية على تخطي الهزيمة وعلى المبادرة وبشكل سريع إلى الرد عليها.
لقد بادرت الجماهير الشعبية، بقيادة قواها المقاتلة، إلى تعبئة صفوفها بعد الهزيمة، وأخذت تتجاوز كل أساليب النضال الماضية، وتدوس فوق كل الخطوط السياسية الوسطية التي سادت قبل حزيران (يونيو). ان الجماهير الشعبية تحل الآن قضاياها بالسلاح وتصنع من رصاصها تاريخها الجديد وهي ليست بحاجة الآن إلى وصاية أحد لكي يشدها إلى الخلف ويعود بقضيتها إلى أروقة الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي.
ان الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين تؤمن بأن كل القرارات ومشاريع الحلول السياسية التي يرسمونها الآن لا تساوي في حكم التاريخ طلقة واحدة توجه إلى صدر أعدائنا فوق الأرض المحتلة. لقد أكدت جماهيرنا ايمانها المطلق بالشعار العظيم “ما أخذ بالقوة لا يسترد الا بالقوة”، ولن ترضى جماهيرنا ان تتنازل عن هذا الشعار ومضامينه.
2 – لقد كان من الأهداف الأساسية لعدوان الخامس من حزيران (يونيو)، الذي خططت له الصهيونية والقوى الامبريالية المتحالفة معها، تحقيق تصفية كاملة لحركة التحرر الوطني العربية، وبالتالي تصفية القضية الفلسطينية عن طريق حل سياسي، بان يفرض العدو علينا مساومته من أجل الانسحاب من الأراضي المحتلة. ان عدوان الخامس من حزيران (يونيو) كان يهدف إلى تحقيق الحل السياسي واذا كان هذا العدوان لم يحقق أهدافه حتى هذا اليوم فان القبول بالحل السياسي الآن معناه تحقيق أهداف العدو من عدوانه الذي فشل في قطف ثماره حتى هذه الآونة.
3 – ان الحل السياسي مع كل الأشكال التي اتخذها، لم يكن سوى نتاج الدوائر الامبريالية والصهيونية هذه الدوائر التي تحاول الآن بكل ذكاء تصوير المشروع السياسي الأخير وكأنه انتصار للقضية العربية. ان من النتائج الأساسية التي يؤكدها هذا المشروع هي تثبيت الوجود الإسرائيلي والاعتراف بشرعية قيامه ووجوده هذا على حساب قضية جماهيرنا العربية والفلسطينية بالإضافة إلى ان هذا الحل يحاول أحكام الطوق حول نضال جماهيرنا العربية لاخضاعها مجددا ووضعها ضمن اطار النفوذ الاستعماري الجديد.
4 – ان شعار إزالة عدوان الخامس من حزيران ( يونيو) بالوسائل السلمية أو غير السلمية لم يكن له وجود في قاموس الكفاح الشعبي المسلح فقد فتحت هزيمة حزيران (يونيو) الباب أمام الجماهير الشعبية لترفع شعار “تحرير الوطن الكامل” بكل الأرض الفلسطينية ولتبدأ من خلال الكفاح المسلح انطلاقاتها من أجل تحقيق هذا الهدف.
ان التنازلات التي تقدم الآن من أجل تحقيق حل “وسطي مقبول” لا تلزم الجماهير الشعبية المقاتلة بشيء ان طريقنا واضح وان أي تآمر مباشر أو غير مباشر على قضيتنا بطرح مشاريع الاستسلام المشبوهة لن نقابلها الا بالمزيد من القتال العنيف المستمر وبالتصدي الحازم لكل هذه المشاريع مهما تغيرت ألوانها وتعددت مصادرها.
5 – ان الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين تؤمن بأن الحل السياسي بكل أشكاله ومشاريعه ليس سوى
بيان الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين حول محاذير الحلول السياسية لأزمة الشرق الأوسط
المصدر: “الوثائق الفلسطينية العربية لعام 1968، مؤسسة الدراسات الفلسطينية، بيروت، مج 4، ص 353 – 354”
مؤامرة استعمارية تهدف إلى تطويق الكفاح الشعبي المسلح وإلى إجهاض هذا الكفاح قبل أن ينمو ويتصاعد لكي يمثل ثورة كل جماهيرنا على الاحتلال، وعلى واقعها والأساليب السياسية التقليدية التي تحاول عرقلة مسيرة هذه الجماهير. ان الذين يرفعون اليوم لواء المشاريع المشبوهة لطعن أماني أمتنا وشعبنا في التحرير الوطني الكامل والجذري لن يلقوا مع كل مشاريعهم سوى المصير الذي لقيته سائر المشاريع التآمرية على قضيتنا وشعبنا طوال العشرين عاما الماضية، ابتداء من مشاريع التقسيم والصلح والإسكان والتدويل وانتهاء بمهمة يارينج الأخيرة. وان جماهيرنا الشعبية بقيادة قواه المقاتلة ستسحق كل محاولات الحل السياسي بكل العنف التي اختزنته طوال عشرات الأعوام لتفجره بعد الخامس من حزيران (يونيو).
ان الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين ترفض أي حل سوى التحرير الكامل لكل الأرض الفلسطينية.