بيان الحزب الشيوعي الأردني بشأن تشكيل منظمة “قوات الأنصار”
المصدر: ” الوثائق الفلسطينية العربية لعام 1970، مؤسسة الدراسات الفلسطينية، بيروت، مج 6، ص 130 – 131 “
بيان الحزب الشيوعي الأردني بشأن تشكيل منظمة ” قوات الأنصار “.
عمان 3 / 3 / 1970 |
| ( الأخبار، بيروت، 15 / 3 / 1970 ) |
إلى جماهير شعبنا الباسلة، رجالا ونساء!
أيها العمال والفلاحون والمثقفون الثوريون!
يا أبناء شعبنا اللاجئين والمشردين!
إلى جميع فصائل ومنظمات ورجال المقاومة الأبطال!
الى أبناء شعبنا الرازحين تحت نير الغزو والاحتلال الصهيوني!
الى كل القوى الوطنية والتقدمية!
رغم النكبات والمصائب والهزائم التي حلت ببلادنا العزيزة منذ عام 1948 وفي حزيران ( يونيو ) 1967، بسبب موجة الطغيان والغزو والتآمر الامبريالي – الصهيوني، فان ارادة شعبنا القهارة أبت ان تستسلم، وارتفعت عاليا راية الصمود والكفاح، تشهدها سواعد المقاتلين والمناضلين، وترعاها قلوب الشعب، وتثير الاعجاب والتقدير والتعاطف من قبل الاحرار في كل أنحاء الارض.
ويوما بعد آخر، تتضح أكثر فأكثر، آفاق المستقبل الرهيب والنوايا السوداء، تجاه شعبنا ووجوده، التي تخطط وتعمل لها وتنفذها قوى الامبريالية العالمية وفي مقدمتها أميركا، وقاعدتها وركيزتها اسرائيل. فأكثر من نصف الشعب العربي الفلسطيني قد اقتلع من وطنه وشرد، والباقون منه يرزحون تحت نير الاستبداد الصهيوني الفاشستي العنصري، مهددين في وجودهم، والاخطبوط الصهيوني يهدد بالامتداد والتوسع ايضا وايضا وفي كل اتجاه في الاراضي العربية. ولكن شعبنا الشجاع أبى على نفسه هذا المصير المظلم، مصير الهنود الحمر! فانتصب يقاوم ويقاتل، بكل وسيلة وبكل سلاح ، ويقدم الضحايا والتضحيات بسخاء، دفاعا عن حريته وحقه في الوجود والحياة على ارض وطنه، ومن كل حدب وصوب يدوي صوت المقاومة ويجلجل التنادي الى الكفاح والمقاومة!
ان ” قوات الانصار ” إذ تشكل وتنخرط في صفوف الكفاح ومقاومة العدو وحماته الامبرياليين، فانما تعبر بذلك عن أعمق أعماق ضمير الشعب، وما يختلج به قلبه من حب مفعم بالولاء للوطن والذود عن حياضه بكل غال ونفيس. وتشكيل ” قوات الانصار ” المكافحة، هو النتاج الطبيعي اللازم لكفاح المناضلين التقدميين والثوريين الذي امتد عشرات السنين، ضد الاستعمار وعملائه وأحلافه ومعاهداته، وضد قوى الصهيونية الغازية، كفاح تاريخي معهود ومجرب وموصوف بالصدق والشجاعة والاخلاص للشعب وجماهيره الواسعة.
ان ” قوات الانصار ” المكافحة، اذ تنبري لمقاتلة العدو، واذ لا تبغي منافسة او معارضة اية منظمة مقاتلة ضد العدو، ستكون رافدا من روافد المقاومة يصب في نهرها العارم . وبكل ما لديها من كفاءات وطاقات وامكانيات، محليا وعربيا وعالميا، تضعها في خدمة القضية المشتركة، ولتحقيق الانتصار على العدو المشترك.
ان ” قوات الانصار ” تحمل السلاح لمقاومة الغزاة الصهاينة وحماتهم الامبرياليين، وللدفاع عن شعبنا وحقه في تقرير مصيره على أرض وطنه، ولتحقيق الغايات الوطنية الكبرى التي تعمل لها حركة المقاومة من أجل تحرير فلسطين. وفي الوقت نفسه، تعارض وتقاوم كل الحلول والمشاريع والمؤامرات الانهزامية والاستسلامية والتصفوية التي تسعى قوى الاستعمار والصهيونية والرجعية لفرضها على شعبنا.
ان ” قوات الانصار ” التي تضم في صفوفها فصائل من قوى الطليعة الواعية المجربة كما تضم جمهرة من أبناء الشعب وبناته، وتسترشد بمبادئ النظرة العلمية، وبروح الوطنية والاممية، تستلهم وتستوحي في نضالها ضد العدو الامبريالي الصهيوني وعملائه الأسس والاعتبارات التالية:
أولا : ان النضال بالسلاح، وبالاساليب الاخرى أيضا، ضد العدو واجب وطني، ينبغي تطويره وتصعيده
<1>
بيان الحزب الشيوعي الأردني بشأن تشكيل منظمة ” قوات الأنصار “
المصدر: ” الوثائق الفلسطينية العربية لعام 1970، مؤسسة الدراسات الفلسطينية، بيروت، مج 6، ص 130 – 131 “
وتعميقه على الدوام.
ثانيا: ان نضال شعبنا ضد العدو، يتلاحم ويترابط ، مع نضال الجماهير الشعبية الكادحة والحركة الوطنية في الاردن.
ثالثا: ان هذا النضال يتلاحم ويترابط مع نضال ومصالح حركة التحرر والتقدم في البلدان العربية.
رابعا: ان هذا النضال يتلاحم ويترابط، في النطاق العالمي، مع النضال الذي تخوضه قوى الحرية والتقدم والسلام والاشتراكية وفي مقدمتها الاتحاد السوفييتي ، ضد قوى الامبريالية والرجعية الدولية والصهيونية العالمية.
خامسا: ان تحقيق وترسيخ الوحدة الوطنية بين جميع منظمات المقاومة والحركة الوطنية والشعبية، شرط ضروري وأساسي للنجاح والانتصار وتحقيق الاهداف الوطنية المشتركة.
ان ” قوات الانصار ” اذ تعتز بدخولها معترك النضال المسلح وتحمل تبعاته، تتوجه اليكم جميعا، وتدعوكم الى مزيد من الالتفاف والتلاحم مع قوى منظمات المقاومة والانخراط فيها، والمساهمة في نشاطها وعملها وكفاحها، فليس هناك ما نخسره سوى الذل والتشرد والحرمان، وبنضالنا واتحادنا وتضحياتنا نربح مستقبلنا وحياتنا ووطننا ووجودنا ونصد ونكنس موجات العدوان الامبريالي الصهيوني على بلادنا وشعبنا والامة العربية كلها. فإلى النضال ، والى، مزيد من النضال ندعوكم. ان عدونا لم يرحم ولا يرحم، وفي كل يوم تدفع له أميركا بمزيد من آلات الفتك والدمار ليذبحنا ويقتلنا ويدمر قرانا ومدننا ويقذف بنا في الصحاري والقفار، ويذل شعبنا وأمتنا في الوطن العربي الكبير وليعيدها الى الوراء ، الى عهد الذل والعبودية والتبعية الاستعمارية، بعد أن تحطمت القيود في أكثر من بقعة وبلد عربي.
فلنثبت جدارتنا بالحياة، بالحياة الحرة الكريمة. ولنحطم كل ما يعترضها، والنصر لنا.
والمجد والخلود لشعبنا وشهدائه الأبرار.
<2>