بيان القيادة العامة لقوات الصاعقة التابعة لمنظمة طلائع حرب التحرير الشعبية حول اندماج جبهة التحرير الشعبية الفلسطينية ومنظمة قوات الجليل في منظمة طلائع حرب التحرير الشعبية

بيان القيادة العامة لقوات الصاعقة التابعة لمنظمة طلائع حرب التحرير الشعبية حول اندماجها ومنظمة قوات الجليل
المصدر: “الوثائق الفلسطينية العربية لعام 1968، مؤسسة الدراسات الفلسطينية، بيروت، مج 4، ص 970 – 971”

بيان القيادة العامة لقوات الصاعقة، التابعة لمنظمة طلائع حرب التحرير
الشعبية، حول اندماج جبهة التحرير الشعبية الفلسطينية ومنظمة قوات الجليل
في منظمة طلائع حرب التحرير الشعبية.

27 / 12 / 1968

 

(الثورة، دمشق، 28/12/1968)

         يا جماهير شعبنا العظيم،

         في هذه الظروف، حيث تتكالب القوى الرجعية والاستعمارية المتحالفة مع الصهيونية العالمية المعادية لأهداف جماهير شعبنا ومصالحها، والمتآمرة دوما على كافة قضايانا الوطنية الناشطة من أجل تفتيت الجهود وشل الطاقات النضالية لجماهير شعبنا، ومن أجل تفسيخ الثورة وجرها الى منزلقات الفوضى والارتجال والانتهازية، حيث تعمل كافة تلك القوى المعادية، مسخرة كافة امكاناتها المالية والدعائية الضخمة، من أجل تمييع وامتصاص الروح الثورية لدى جماهير شعبنا الصامدة، وتشويه صورة الثورة الشعبية العربية الفلسطينية، من أجل لجم تجربة العمل الفدائي الفذة، وحصرها وإجهاضها. تلك التجربة الرائعة التي فرضت نفسها على المنطقة معبرة عن ارادة الجماهير، مؤكدة تحفزها لمواصلة القتال، واستعدادها للبذل والتضحية والصمود، تلك التجربة التي باتت القوى الرجعية والامبريالية تخشى تفاقمها وتطورها عمقا واتساعا، وتتحسب لارتقائها الحتمي الى مستوى الثورة الشعبية الشاملة، الواعية لأهدافها وظروفها وأبعاد معركتها، التي تنمو وتعيش وسط الجماهير، تحتضنها وتلتحم بها التحاما عضويا ومصيريا.

         في هذه الظروف، حيث تتخذ النشاطات الاستعمارية والمناورات والمؤامرات الرجعية والصهيونية الهادفة الى تصفية القضية أشكالا جديدة متعددة، متمتعة بدفقات قوية من الحيوية والجرأة عقب فوز نيكسون بمنصب الرئاسة في الولايات المتحدة – زعيمة الاستعمار العالمي – وحيث تجري الاتصالات المشبوهة على قدم وساق تمهيدا لتمرير الحلول الاستعمارية والتسويات الخبيثة الهادفة الى تصفية القضية وتثبيت الوجود الصهيوني العدواني الإجرامي في بلادنا.

         في هذه الظروف، دخلت منظمات طلائع حرب التحرير الشعبية، وجبهة التحرير الشعبية الفلسطينية، وقوات الجليل، في مفاوضات مشتركة من أجل توحيد قواها وكوادرها وعيا منها لكافة الأخطار المحدقة بالقضية، والمتربصة بالثورة، والتزاما بمسؤوليتها لجهة تصعيد العمل الفدائي، ودفع النضال الوطني برمته، والارتقاء به الى مستوى الثورة الشعبية، وإيمانا منها بضرورة تواجد المنظمة التقدمية القوية، الواضحة الأهداف والمنطلقات، وضرورة التمهيد لنشوء الجبهة التقدمية الثورية الفلسطينية الواسعة القادرة على احتواء كافة القوى والفئات والعناصر المناضلة والشريعة لتكون اداة الثورة الصلبة الواعية، القادرة على الصمود والاستمرار في النضال حيث يتحقق النصر النهائي بتصفية الوجود الصهيوني المجرم تصفية تامة ونهائية، واستعادة كل شبر من أرض الوطن المغتصبة، وتطهير المنطقة من النفوذ الامبريالي، والرجعي الصهيوني.

         وحيث كان تصور المنظمات الثلاث لمستقبل الثورة ومصيرها متشابها، وكانت وجهات النظر حول كافة القضايا متقاربة الى أبعد الحدود، فقد أسفرت تلك المفاوضات عن قرار كل من جبهة التحرير الشعبية الفلسطينية ومنظمة قوات الجليل، الاندماج اندماجا تاما بكافة كوادرها السياسية والعسكرية في منظمة طلائع حرب التحرير الشعبية، وجناحها العسكري – قوات الصاعقة.

         وقد بدأت بتنفيذ هذا القرار فعلا منذ بداية

<1>

بيان القيادة العامة لقوات الصاعقة، التابعة لمنظمة طلائع حرب التحرير الشعبية حول اندماجها ومنظمة قوات الجليل
المصدر: “الوثائق الفلسطينية العربية لعام 1968، مؤسسة الدراسات الفلسطينية، بيروت، مج 4، ص 970 – 971”

المفاوضات، وبإعلان هذا البيان تكون عملية الاندماج قد شارفت مرحلة اكتمالها.

         وعليه، واعتبارا من لحظة هذا البيان، تكون منظمة الطلائع – قوات الصاعقة – شاملة لكافة قوى وكوادر المنظمات الثلاث معا.

         يا جماهير شعبنا العربي الفلسطيني،

         ان المنظمات الثلاث، باقدامها على هذه المبادرة الإيجابية الثورية، انما تدلل على عمق ايمانها باستراتيجية الحرب الشعبية، وبضرورة حشد وتجميع القوى الثورية المناضلة، وعلى جدية التزامها بالثورة وبأهداف الجماهير، وعلى متانة ارادة الصمود لدى عناصرها، وصدق الرغبة في مواصلة الكفاح المسلح حتى يتحقق النصر الكامل لشعبنا ولقضيتنا المقدسة.

         واننا، اذ نعلن اليوم هذه الخطوة التوحيدية لبعض القوى المناضلة في الساحة الفلسطينية، لنؤكد مجددا على ان الحوار الإيجابي بين القوى والفئات الفلسطينية التقدمية المناضلة، ينبغي أن لا يتوقف لحظة واحدة باعتباره الطريق الطبيعي والسليم لخلق قدر من الثقة، بين تلك القوى والفئات، كاف لتحقيق انفتاحها على بعضها بشكل ايجابي خلاق، ولتهيئة المناخ الملائم لقيام تحالف متين بين كافة القوى والفئات والعناصر الثورية ضمن اطار الجبهة الثورية الفلسطينية الواسعة، الجبهة القادرة على مجابهة كافة التحديات المحيطة بها والصمود لها، الجبهة القادرة على احتواء كافة العناصر الثورية المناضلة من أبناء شعبنا، وعلى تعبئة وتنظيم طاقات الجماهير وحشدها في ساحة المعركة بالشكل الذي يخدم قضية الثورة وأهداف شعبنا المقدسة.


<2>

Scroll to Top