بيان القيادة الموحدة لحركة المقاومة الفلسطينية حول المرحلة الراهنة
المصدر: “الوثائق الفلسطينية العربية لعام 1970، مؤسسة الدراسات الفلسطينية، بيروت مج 6، ص 109 – 111”
بيان القيادة الموحدة لحركة المقاومة الفلسطينية حول المرحلة الراهنة.
عمان 17/2/1970 |
| (الهدف، العدد 30، بيروت،21/2/1970 ص 4) |
تجتاز حركة المقاومة مرحلة عصيبة على طريق حماية القضية الفلسطينية من صفقات التسوية والتصفية، ولهذا فان العمل الفدائي يتعرض يوميا لكافة أشكال التمزيق والتطويق، ومحاولات التمييز بين المنظمات المقاتلة والجماهير، بل أكثر من هذا: فقد عمدت القوى المضادة المعادية لكفاح شعبنا، وبشكل ملموس، على التشويش على هذه المنظمة أو تلك قبل غيرها ومحاولة زرع الانقسام في صفوف المقاومة حتى يسهل على هذه القوى المعادية، ضرب المقاومة على خطوات متتالية، مستخدمة في ذلك القاعدة الاستعمارية المعروفة، قاعدة فرق تسد.
ان حركة المقاومة التي اجتازت أزمة العاشر من شباط (فبراير) الماضي بصلابة وتماسك موحد بين كافة الفصائل، ترى أن الأخطار لا زالت تحيط بها: فالامبريالية العالمية عامة، والأميركية خاصة، والصهيونية ممثلة بالكيان الصهيوني، مصممة على جعل عام 1970 عام تصفية للقضية الفلسطينية وفرض الحلول التصفوية والاستسلامية بالقوة المسلحة والسياسية على شعبنا وعلى الأمة العربية جمعاء، ومن هنا تهتم الحملات الأميركية العارية في مساندة العدو الصهيوني والعمليات الصهيونية العسكرية في أعماق الأرض العربية على جميع الأهداف الاقتصادية والمدنية والعسكرية، لدفع شعبنا وجماهير الأمة العربية نحو اليأس والاستسلام، وفي ذات الوقت يزداد التآمر على حركة المقاومة الفلسطينية لضربها مجتمعة ضمن خطة استعمارية رجعية في مجابهة العمل الفدائي. ان الثورة الفلسطينية، بعد أن جابهت أزمة العاشر من شباط (فبراير) بقيادة موحدة صلبة وحديدية، وقفت بشجاعة أمام تجربة عام 1969 تمارس نظرة نقد ذاتية تجاه مجموعة العلاقات الداخلية بين المنظمات، وعلاقة العمل الفدائي بالجماهير في الأردن خاصة و الوطن العربي عامة، لتصحيح هذه العلاقات وتنميتها في اتجاه يزيد التماسك في ما بينها وبين الجماهير التي تمثل البحر الذي لا ينضب في مواجهة ودعم المقاومة الجماهيرية المسلحة الباسلة، ومن أجل تطوير المقاومة طليعة الصدام مع العدو الصهيوني، ومن أجل القضاء على مؤامرة تصفية القضية الفلسطينية وتركيع حركة التحرير الوطنية العربية وفرض الحلول الاستسلامية بالقوة الامبريالية الصهيونية الغاشمة.
ان عملية النقد والنقد الذاتي التي تمارسها اليوم القيادة الموحدة لتجربة عام 1969، تؤكد المبادرة الثورية للمقاومة في تصحيح أخطائها وتطوير أوضاعها، وهذا من أول المبادئ التي تطلبها حركة التحرير الشعبية. ان الحرب الشعبية تتعرض لكثير من الأخطاء، في جميع أنحاء العالم وفي بلادنا خاصة، فلأول مرة بعد عشرين عاما من التشرد والضياع يقبض شعبنا قضيته بيده ويحمل السلاح للقتال حتى النصر الأكيد، وفي مثل هذه الحالة فان المقاومة المسلحة الجماهيرية ستتعرض للكثير من الأخطاء، وشعبنا لا يمتلك تجربة شعب فييتنام التي تختزن ربع قرن من الكفاح المسلح، والتي طورت نفسها عبر التجارب العديدة المريرة لتؤكد بالتحليل الأخير وبالنتيجة ان طريق الانتصار للشعوب المتخلفة على التفوق التكنيكي الإمبريالي هو طريق الحروب الشعبية مهما كانت الأخطار والتضحيات.
وقد حاولت الدوائر المعادية لحرب تحرير فييتنام، التقاط بعض الأخطاء لتشويه سمعة الثورة الشعبية وعزل الجماهير عنها، ولكن وعي وصلابة الثورة الفييتنامية أحبطت كل هذه المحاولات الرجعية الاستعمارية. وفي بلادنا تتكرر نفس الظاهرة، حيث تحاول الدوائر الاستعمارية الرجعية المعادية لثورة شعبنا ان تلتقط بعض الأخطاء الجزئية، لا لتصحيحها ولكن لطعن المقاومة بالظهر وتصفيتها من الداخل. ان القيادة الموحدة وهي تقف وقفة أولية أمام تجربة 69 تلاحظ:
*1 – انها مطالبة امام جماهير شعبنا والأمة العربية ان تصحح العلاقات الداخلية فيما بينها لبناء جبهة وطنية موحدة صلبة ومرتبطة ببرنامج سياسي وعسكري محدد يقود خطاها على درب التحرير الطويل النفس الغالي التضحيات.
*2 – انها مطالبة بتوفير وبناء علاقات صحيحة وعريضة مع أوسع الجماهير، والوقوف أمام أية أخطاء في هذا التعاون مع الجماهير للقضاء على أية سلبيات تنشأ من خلال النضال والكفاح، وعدم التردد مرة واحدة في تصفية أي خطأ يرتكبه أي مقاتل ومناضل في صفوف المقاومة.
<1>
بيان القيادة الموحدة لحركة المقاومة الفلسطينية حول المرحلة الراهنة
المصدر: “الوثائق الفلسطينية العربية لعام 1970، مؤسسة الدراسات الفلسطينية، بيروت، مج 6، ص 109- 111”
*3 – تعزيز العلاقات مع أبناء الشعب من جنود وضباط في الجيش والأمن العام ليكون الجميع صفا واحدا في مجابهة الغزو الصهيوني، وتكون جميع البنادق موجهة إلى صدر العدو، وقطع الطريق على أية دوائر معادية تحاول تمزيق وحدة الفدائيين والجيش في معركة المصير الواحد. لذا فالقيادة الموحدة تتوجه لجميع فصائل المقاومة وتناشد جنود وضباط الجيش في بناء علاقات أخوية صادقة شعارها: ” جميعنا في خندق واحد ضد العدو الصهيوني الامبريالى وضد أعداء حرب التحرير الشعبية “.
ان اية استفزازات فردية بين قوى الجماهير المسلحة والقوى النضالية المسلحة لا تخدم حرب التحرير بل تخدم الدوائر المعادية للكفاح المسلح والجبهة الصهيونية الامبريالية.
*4 – الانضباط الثوري الواعي لجميع قواعد فصائل المقاومة، والوعي التام بضرورة المساواة بين جميع المواطنين والوقوف صفا واحدا أمام أي تصرف فردي خاطئ يخرق قواعد السلوك الثوري بالتعامل بين صفوف المواطنين واحترام المصلحة المشتركة بين جميع المناضلين وجماهير شعبنا. ان التصرفات الفردية الخاطئة تسيء لحركة المقاومة.
*5 – التقيد التام من طرف جميع فصائل المقاومة لتعليمات القيادة الموحدة السياسية والعسكرية والانضباطية. ان التقاليد والقوانين الثورية التي وضعتها القيادة الموحدة هي قواعد للعمل والتعامل والسلوك والوطنية والإنسانية.
*6 – إبلاغ القيادة الموحدة عن أية مخالفات لنقف أمامها ونضع حدا لها على الفور، ان رجولة الثوريين ان يقفوا أمام الخطأ مهما كان ويعالجوه بشجاعة “علنا” وفي الشارع أمام الجماهير.
*7 – ان اية ازعاجات للمواطنين في بيوتهم وأماكن العمل والانتاج وفي الدوائر الرسمية تنفي العلاقة الحقيقية بين الشعب والمقاومة المسلحة والجماهيرية. فالشعب هو السياج الثوري لحماية العمل الفدائي، وقد اثبت شعبنا في أزمة العاشر من شباط (فبراير) انه الدرع الحديدي الملتف حول المقاومة ويفتديها بالدم ويحميها من أي تآمر امبريالي رجعي. ان القيادة الموحدة هي المسؤولة عن معالجة أي أخطاء أو ازعاجات من أبناء شعبنا وهي الحريصة على بناء علاقات وطنية متماسكة مع الشعب حامي الثورة والمقاومة.
يا أبناء حركة المقاومة، شعبنا وجماهير الأمة العربية: لقد اتخذت القيادة الموحدة سلسلة من التدابير والاجراءات الداخلية لاعطاء هذا البيان مضمونه العملي الكامل، والقيادة الموحدة تتوجه بهذا النداء واعدة بالوقوف وقفة نقدية اطول في فترة قريبة قادمة لتبني علاقة ثورية عريضة مع الجميع دون أي تفرقة إقليمية بين أبناء الشعب الواحد في الأردن وفلسطين، علاقة ثورية مع الجميع دفاعا عن الثورة وتطويرها، دفاعا عن تعزيز العلاقة بين المقاومة المسلحة الجماهيرية وقوى الجيش من جنود وضباط لنقف جميعا في خندق واحد خلف خطوط الثورة ضد الصهيونية والامبريالية والدوائر المعادية.
<2>