بيان اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية حول الانتفاضة في الأرض المحتلة وممارسات الاحتلال الإسرائيلي، والدعم العالمي لمنظمة التحرير الفلسطينية

بيان للجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية حول الانتفاضة في الأرض المحتلة
المصدر: “الوثائق الفلسطينية العربية لعام 1980، مؤسسة الدراسات الفلسطينية، بيروت، مج 16، ط1، ص 408 – 409”

بيان للجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية حول الانتفاضة في الأرض المحتلة، وممارسات الاحتلال الإسرائيلي، والدعم العالمي لمنظمة التحرير الفلسطينية.

بيروت، 16 / 12 / 1980

 

(“وفا”، بيروت، 16 / 12 / 1980، ص1 – 3)

         منذ أكثر من خمسة أسابيع يواصل شعبنا في الأرض المحتلة انتفاضته البطولية ضد الإرهاب الصهيوني الذي تجسد فيما أطلق عليه اسم سياسة ” اليد الحديدية ” الصهيونية والتي حاولت حكومة العدو من خلالها تطويع شعبنا وإخضاعه لمشاريعها العدوانية التوسعية بينما تستمر سلطات الحكم العسكري الصهيوني في ممارساتها الإجرامية ضد جماهير شعبنا مطلقة الرصاص على جماهير الطلبة مقتحمة معاهد الدراسة فارضة الحصار على المدن والمخيمات والقرى مستنفرة كل آلة قمعها في محاولة لسحق الإرادة الثورية لجماهير شعبنا في الوطن المحتل ..

         لقد جاءت هذه الانتفاضة لتؤكد أن شعبنا هو أكبر من كل الإرهاب والقمع إذ بعد 13 عاما من الممارسات الإسرائيلية الإرهابية لجأت سلطات العدو خلالها إلى إبعاد وسجن الشخصيات الوطنية وإلى محاولة التصفية الجسدية لثلاثة من رؤساء المجالس البلدية. ولجأت إلى فرض الإقامة الجبرية على عشرات المناضلين من ممثلي المؤسسات والهيئات الوطنية وإلى محاصرة المدن والاعتداء على سكانها وهدم بيوتهم، كما قامت وتقوم بتهجير الآلاف من أبناء شعبنا، وأصدرت القوانين الفاشية التعسفية ضد النقابات العمالية وضد مؤسسات التعليم العالي وضد جماهير شعبنا ولقد توهمت بعد كل هذه الممارسات إنها قادرة على اجتثاث الروح الثورية من شعبنا، لكن الانتفاضة العارمة التي فجرها الطلبة وانخرطت في صفوفها كافة قطاعات شعبنا إنما جاءت لتوجه ضربة قاصمة لكل الأوهام الصهيونية من جدوى الإرهاب في مواجهة شعب مصمم على انتزاع حقوقه الوطنية العادلة ..

         إن وقوف العالم إلى جانب القضية العادلة لشعبنا

<1>

بيان للجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية حول الانتفاضة في الأرض المحتلة
المصدر: “الوثائق الفلسطينية العربية لعام 1980، مؤسسة الدراسات الفلسطينية، بيروت، مج 16، ط1، ص 408 – 409”

والتنديد الحازم الذي جابهت به 117 دولة  في الجمعية العامة للأمم المتحدة، إجراءات حكومة الاحتلال الصهيوني كإبعاد الوطنيين الفلسطينيين وإطلاق الرصاص على جماهير الطلبة، إنما يجيء ليؤكد مجددا أن شعبنا لا يخوض معركته جيدا في مواجهة المتغطرسين الصهاينة وحماتهم الإمبرياليين الأمريكيين، وليؤكد كذلك على مدى افتضاح الدور الذي يقوم به الكيان الصهيوني في تهديد أمن وسلام المنطقة وفي تهديد السلام العالمي بإصراره على التنكر للحقوق الوطنية العادلة لشعبنا الفلسطيني، وإصراره على استخدام الإرهاب والقمع والمجازر الدموية ضد شعبنا في محاولة لمنعه من الوصول إلى حقوقه الوطنية في العودة وتقرير المصير وإقامة الدولة المستقلة فوق ترابه الوطني الفلسطيني.

         إن اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية إذ تحيي انتفاضة شعبنا في الأراضي الفلسطينية المحتلة وإذ تقيم عاليا الصمود البطولي لجماهير شعبنا في الضفة الغربية وقطاع غزة وتثمن النهوض الوطني الشامل لجماهيرنا الفلسطينية في المناطق المحتلة عام 1948 فإنها تدعو هذه الجماهير للمزيد من التلاحم الوطني وإلى المزيد من الصمود والنضال من أجل إسقاط كافة المشاريع العدوانية ضد شعبنا وهي تدعوها إلى المزيد من البذل والعطاء الثوريين حتى ينتزع شعبنا كافة حقوقه الوطنية.


<2>

Scroll to Top