بيان اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية حول الحوادث الجارية في لبنان
المصدر: “الوثائق الفلسطينية العربية لعام 1973، مؤسسة الدراسات الفلسطينية، بيروت، مج 9، ط 1، ص 149-150 “
بيان اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية حول الحوادث الجارية في لبنان.
بيروت، 5/5/1973 (وفا، بيروت، 5/5/1973، ص1)
ايها الاخوة المواطنون في لبنان ،
يا جماهير أمتنا العربية المناضلة ،
لم تكن حركة المقاومة الفلسطينية تتوقع ان تصل الأمور في لبنان إلى ما وصلت إليه في الأيام الثلاثة الماضية حيث تعرض مواطنونا الفلسطينيون واللبنانيون في المخيمات والاماكن التى تحيط بها إلى القصف الشديد بمختلف أنواع الأسلحة الخفيفة والثقيلة . كما لم نكن نتوقع أن تقصف الطائرات الاماكن السكنية الآمنة وان تشن على اللبنانيين والفسلطينين وعلى حركة المقاومة بشكل خاص حملة ظالمة تتهمهم بالتعرض لقوى الجيش مرة ، ومرة اخرى بخرق الاتفاقيات المعقودة ، ومرة ثالثة بعدم احترام سيادة لبنان. وان حوالي نصف مليون فلسطسيني يقيمون في هذا البلد منذ ربع قرن ويقدرون اوضاعه وظروفه ويشكلون عاملا اساسياً من عوامل بنائه الاقتصادي وازدهاره ويحترمون سيادته الوطنية ويعتبرون ان امن واستقرار لبنان يساعدهم على التوجه لمهمتهم الاساسية وهي العمل من اجل تحرير وطنهم المحتل، واستعادة ارضهم المغتصبة. وقد عبروا عن هذا في مختلف المناسبات والمحن التى مرت بها قضيتهم عبر السنوات الطويلة الماضية . لكننا لاحظنا وبكل اسف منذ فترة من الزمن ان هنالك محاولات مستمرة للحد من قدرة حركة المقاومة على التحرك وشل فاعلياتها وتعطيل الاتفاقيات المنظمة للعلاقة بين السلطة اللبنانية والمقاومة وعلى سبيل المثال لا الحصر نورد المخالفات والأمثلة التالية :
1 – إلقاء القبض على العديد من الفدائيين وتقديمهم إلى المحاكمة واصدر أحكام كيفية بالسجن عليهم .
2 – مصادرة أسلحة الفدائيين التي تكون في حوزتهم اثناء تنقلاتهم من قاعدة الى قاعدة. وإحالة حاملي السلاح إلى المحاكمة العسكرية على الرغم من حوزتهم لإجازات تبيح لهم حق حمل السلاح ومهمات تحدد اماكن تحركاتهم .
3 – تعرض منازل مناصري الثورة الفلسطينية من المواطنين اللبنانيين للمداهمة ومصادرة السلاح وتقديمهم إلى المحاكمة العاجلة .
لقد ارتضت قيادة حركة المقاومة تقديراً منها لأوضاع لبنان التجميد المؤقت لعملياتها القتالية عبر الحدود البنانية معطلة بذلك جزءاً أساسياً من مهمتها ومبرر وجودها، ورغم كل ذلك كانت هناك دائماً مبررات لزيادة التحرش بها ولتضيق الخناق عليها .
لقد فؤجيء بها الفلسطينيون صباح 2/5 بتطويق المخيمات والمناطق الآهلة بالسكان بالمصفحات والدبابات وناقلات الجنود التي توجهت الى مداخل المخيمات والمناطق بحجة استعادة عنصرين اعتقلا في تلك الأماكن مع ان انهاء مثل هذا الامر كان يتم من خلال اتصال هاتفي عادي بين ضباط الارتباط المحليين .
وبالرغم من ذلك، فان حركة المقاومة ومخيمات الفلسطينين، الذين طوقت اماكن تواجدهم وضربت بيوتهم وقتل رجالهم، حافظوا خلال الأيام الثلاثة على موقف الدفاع عن الذات ولم يبدر منهم ما يشير إلى مهاجمة القوات المحيطة بهم، وإلا كيف يفسر المراقبون أن يظل الصدام محصوراً في نفس الاماكن المحاصرة من قبل قوات الجيش في صبرا، شاتيلا، برج البراجنة، تل الزعتر والضبية، مع ان الفلسطينين منشرون في كل انحاء لبنان وكان بامكانهم لو لم يقدروا الوضع اللبناني ان ينقلوا الصدام الى اماكن اخرى .
لهذا فنحن بدورنا نعجب من وصف الوجود الفلسطيني على أرض لبنان بانه جيش احتلال . ففي الوقت الذي نحرص فيه كل الحرص على سيادة لبنان فاننا نصر على ان يبقى الوجود الفلسطيني في لبنان بكل طاقاتة متوجهاَ لمهمتة الاساسية والاعداد الكامل والعمل الدائب لتحرير الارض واستعادة الوطن السليب .
واكبر دليل على حرصنا على السيادة اللبنانية والتزامنا بالاتفاقات المعقودة اننا لم نقم باخراج معتقلينا الذين يعدون بالمئات من سجن الرمل الواقع في نفس المنطقة المحاصرة وكان باستطاعتنا لو اردنا ذلك .
ولو كانت لدينا نوايا للمساس ببنود الاتفاقات
<1>
بيان اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية حول الحوادث الجارية في لبنان
المصدر: “الوثائق الفلسطينية العربية لعام 1973، مؤسسة الدراسات الفلسطينية، بيروت، مج 9، ط 1، ص 149-150 “
لنقلنا ساحة الصدام إلى كافة الأماكن لكننا اكتفينا بالدفاع عن النفس في الأماكن التي داهمنا فيها الجيش ولما حرصنا منذ الوهلة الأولى على إيقاف الصدام وموالاة الاتصال بالمسؤولين حتى تعود الأمور إلى طبيعتها .
وعلى العموم ، فلو كانت حركة المقاومة غير منظمة وغير مقدرة لوضع لبنان وسيادته واستقلاله لما تصرفت بكل حكمة واتزان ومسؤولية خلال الأيام الثلاثة الماضية.
ان كل ما تطلبة حركة المقاومة هو إفساح المجال أمامها للقيام بدورها الوطني والعمل على تجرير اراضيها المحتلة ، وليس وضع العراقيل في طريقها وجرها إلى معارك جانبية لا يفيد منها غير العدو الصهيوني .
ان الأحداث الاخيرة بكل ما فيها من مرارة وضحايا ستزيدنا ايماناً بعدالة قضيتنا وثقتنا بالشعب اللبناني الشقيق وقواه الوطنية الشريفة . ولكنها في نفس الوقت تجعلنا اكثر يقظة وحذرا من عناصر الشر التي تعبث بمقدرات لبنان وتسئ إلى الثورة الفلسطينية.
ان الهجوم الذي تعرضت له مخيمات الفسلطينيين في شمال لبنان البداوي ونهر البارد وكذلك الهجوم الذي تعرض له قلب العاصمة اللبنانية قد جعل الفلسطينين يتمسكون بسلاحهم دفاعا عن انفسهم وعن قضيتهم ووجودهم الشرعي في النهاية .
ونحن أحرص الناس على أمن لبنان واستقراره وحتى نضمن لهذا البلد الآمن كل اسباب الراحة ، فلا بد لنا جميعا ان نراعي ما يلى :
1 – التزام الطرفين بتنفيذ الاتفاقات المعقودة بينهما .
2 – إعادة تشكل اللجان المشتركة التي تضمن سير العمل وتحرص على تطبيق الاتفاقات .
3 – اطلاق سراح المقاتلين المعتقلين في السجون لمواصلة تأديتهم لواجبهم الوطني وإعادة السلاح المصادر .
4 – معالجة كافة القضايا بروح الإخوة وسعة الصدر وبالوسائل السلمية المشروعة .
ايها الأخوة المواطنون ،
من حق الثورة الفلسطينية ان تطالب كل الجماهير العربية بتفهم اوضاعها وان تحمى وجودها وان تدافع عن حقها في الوجود واستمرار نضالنا المسلح وان تمنع اي اعتداء عليها من اي جهة جاء.
<2>
