بيان اللجنة السياسية العليا لشؤون الفلسطينيين في لبنان بإستنكار أعمال العنف ضد مؤسسات أجنبية في لبنان
المصدر: “الوثائق الفلسطينية العربية لعام 1970، مؤسسة الدراسات الفلسطينية، بيروت، مج 6، ص 198”
بيان اللجنة السياسية العليا لشؤون الفلسطينيين في لبنان
بإستنكار أعمال العنف الموجهة ضد مؤسسات أجنبية في لبنان
بيروت، 30 /3 / 1970 |
| (المحرر، بيروت، 31 /3 / 1970) |
يا جماهير شعبنا،
منذ اليوم الأول للازمة الدموية التي خطط لها الاستعمار والصهيونية، والتي بادر لتنفيذها حقنة من العناصر المتآمرة داخل السلطة وخارجها، وقفت جماهير الشعبين اللبناني والفلسطيني، وفي مقدمتها حركة المقاومة الفلسطينية والقوى الوطنية اللبنانية، وقفة رائعة وشجاعة لاحباط المؤامرة وتطويقها، منعا لفتنة طائفية يسعى اليها المتآمرون تبريرا لاستدعاء قوات اجنبية تحتل لبنان كرأس جسر لقمع الثورة الفلسطينية وحركة الجماهير العربية المناهضة للاستعمار والرافضة لحلوله الاستسلامية التصفوية.
وقد سجلت جماهير شعبينا عن وعي سياسي عظيم عندما فضحت المؤامرة وكشفت أبعادها وتصدت لرؤوسها مباشرة ودون أي مواربة.
واللجنة السياسية العليا للفلسطينيين التي تمثل جميع فصائل الثورة الفلسطينية اعتمدت منذ بداية الأزمة ولا تزال خطا سياسيا واضحا هو وحده الكفيل باحباط المخطط الرهيب وذلك بتطويق الأزمة ومنع استفحالها وذلك بالنضالين السياسي والقتالي على حد سواء، الأمر الذي رفع رصيد حركة المقاومة أمام الجماهير اللبنانية كلها، وخصوصا في ذلك القطاع منه الذي كان يسعى الاستعمار والعملاء لتعبئته ضد الثورة.
ولكنه من المؤسف فعلا ان احدى فصائل حركة المقاومة ( الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين )، قد تجاوزت موقف اللجنة السياسية وخرجت عن مخططها فقامت بعدد من أعمال العنف غير المجدية ضد عدد من المنشآت في قلب العاصمة تحت ستار ضرب المصالح الأميركية، وكأن ضرب مصالح الاستعمار يتلخص في تحطيم عدد من الواح الزجاج.
أن اللجنة السياسية العليا ترى في مثل هذه الاعمال استكمالا للمخطط الاستعماري لا يجوز الوقوع فيه ولا يجوز السكوت عليه.
ان الضرب الحقيقي لمصالح الاستعمار لا يجوز ان يأخذ شكلا ارهابيا سطحيا بل ينبغي ان يهز القوى السياسية والاجتماعية التي تحمي هذه المصالح الامبريالية وتجسدها.
لذلك فان اللجنة السياسية العليا اذ تستنكر مثل هذه الاعمال غير المسؤولة وغير الواعية لمخططات العدو، تؤكد ما يلي:
اولا: ان المخطط الاستعماري التآمري لم ينته بعد، وهنالك معلومات أكيدة عن تحركات أجنبية داخل لبنان وحوله استدعيت لتصعيد الأزمة الدموية والوصول بها إلى غايتها الاساسية: الفتنة الطائفية فالدعوة للاحتلال الأجنبي.
ثانيا: ان حركة المقاومة وهي تدعو في هذه الآونة إلى الالتزام بخطها المحدد في هذا البيان تعلن وتؤكد ان المصالح الاميركية الحقيقية لن تكون بعيدة عن ضرباتها، ولكن وفق خطة مدروسة لا تخضع للانفعال العاطفي ولا تقبل ان تستدرج حسب مخططات العدو.
ثالثا: تهيب حركة المقاومة بجميع الجهات الوطنية والقوى الشريفة الواعية أن تساهم في تطويق هذه الأزمة ضمن هذا التصور الثوري لحقيقة الاوضاع ولحقيقة نوايا الاستعمار وعملائه.
<1>