بيان المنظمات الفدائية الفلسطينية بتأكيد رفضها لقرار مجلس الأمن لتسوية أزمة الشرق الأوسط وسائر الحلول السياسية الأخرى
المصدر: “الوثائق الفلسطينية العربية لعام 1968، مؤسسة الدراسات الفلسطينية، بيروت، مج 4، ص 783”
بيان المنظمات الفدائية الفلسطينية بتأكيد رفضها لقرار مجلس الأمن لتسوية
أزمة الشرق الأوسط وسائر الحلول السياسية الأخرى.
عمان، 15/10/ 1968 |
| (النهار، بيروت، 16/10/ 1968) |
تلاقت المنظمات الفدائية الفلسطينية والهيئات الشعبية في اجتماع عقد في مكتب منظمة التحرير الفلسطينية في عمان مساء الاثنين الواقع في 14 تشرين الأول (أكتوبر) 1968 وعرضت الموقف الحاضر وما تتعرض له القضية الفلسطينية والعمل الفدائي في هذه الظروف الحرجة من محاولات تستهدف ضرب العمل الفدائي تمهيدا لتصفية القضية الفلسطينية.
ان العمل الفدائي الفلسطيني أقلق الأعداء وأكد عزم الشعب العربي الفلسطيني وتصميمه على تحرير وطنه المغتصب وابقى القضية الفلسطينية حية نابضة وحال دون تصفيتها تحت شعارات الحلول السلمية والسياسية.
ان المنظمات الفدائية، تساندها وتشترك معها جماهير شعبنا وتنظيماته الشعبية، تعلن بعزيمة صادقة وإيمان لا يتزعزع انها ماضية في كفاحها ولن يعيقها في مسيرتها عن غرضها الاسمى أي عائق، وهي تعبر بهذا تعبيرا صادقا عن ارادة الشعب العربي الفلسطيني التي أعلنها في ميثاقه الوطني وفي مقررات المجلس الوطني الذي عقد في القاهرة بين 10 تموز (يوليو) 1968 و 17 منه، وتمثلت فيه كل القوى الفلسطينية العاملة. وقد حددت هذه المقررات هدف هذا النضال وأسلوبه. فأما الهدف فهو تحرير الأرض الفلسطينية بكاملها، وأما الأسلوب فهو الكفاح المسلح طريقا وحيدا لحماية القضية الفلسطينية ودفع الأخطار المحدقة بالأمة العربية.
أن قرار مجلس الأمن الصادر بتاريخ 22 تشرين الثاني (نوفمبر) 1967 من شأنه ان يصفي القضية الفلسطينية تصفية تامة لما جاء فيه من انهاء حالة الحرب مع إسرائيل وإقامة حدود آمنة ومتفق عليها لها وإقامة سلام دائم معها، وما يتبع كل ذلك من اعتراف واقعي بها وتمكين لها من التغلغل والسيطرة على مقدرات الوطن العربي، وضرب العمل الفدائي ووضع حد للثورة التحريرية الفلسطينية محافظة على أمن إسرائيل وتنازلا عن قلب الوطن العربي ليظل قاعدة دائمة للعدوان والتوسع وتقليصا للقضية الفلسطينية إلى قضية لاجئين. وهي لهذا كله تعلن تأييدها لرفض قرار مجلس الأمن المذكور رفضا قاطعا وكذلك رفض الحلول السياسية المطروحة من مختلف الاتجاهات لأنها تؤدي إلى تصفية القضية الفلسطينية وتصفية الثورة الفلسطينية الممثلة لتصميم الشعب العربي الفلسطيني على مواصلة الكفاح من أجل التحرير الوطني وعودة الفلسطينيين إلى وطنهم السليب وإزالة الغزو الاستعماري الصهيوني من قلب الوطن العربي الفلسطيني، ولان للشعب العربي الفلسطيني وحده الحق في تقرير مصيره. وقد أعلن هذا الشعب رفضه مرارا وتكرارا لمثل هذه الحلول ولن يرضى عن التحرير الكامل للوطن المغتصب بديلا.
ولخطورة الموقف الذي يواجهه العمل الفدائي والعمل الفلسطيني والقضية الفلسطينية برمتها في هذه الفترة، فان المنظمات الفلسطينية والتجمعات الشعبية تهيب بجميع المواطنين وتناشدهم الالتفاف حول العمل الفدائي ومشاركة الفدائيين في الوقوف في وجه أية محاولة تعترض سبيله للمضي قدما في تأدية رسالته. المقدسة في التحرير.
<1>