بيان الهيئة العربية العليا لفلسطين إلى مؤتمر رؤساء حكومات الدول العربية المنعقد في القاهرة

1 –

تغتنم “الهيئة العربية العليا لفلسطين” فرصة اجتماع مؤتمر رؤساء الحكومات العربية الموقرة في 26 أيار الجاري لتقديم مذكرتها هذه مسترعية النظر إلى الظرف الخطير الحاضر الذي تجتازه القضية الفلسطينية وإلى الاجتماعات التي عقدها في الآونة الأخيرة رجال مسئولون في الدول الاستعمارية لبحث شئون الشرق الأوسط وقضية فلسطين خاصة كما تسترعي النظر إلى التصريحات والبيانات العديدة والمتناقضة التي ما زالت تصدر بين آونة وأخرى بشأن قضية فلسطين.

2 –

وتعتقد الهيئة العربية العليا أن قضية فلسطين ينبغي أن تطرح للبحث والمناقشة في هذا الاجتماع باعتبارها قضية وجود الشعب الفلسطيني ومستقبله ومصيره بل قضية العالم العربي بأسره ولا سيما الأقطار العربية المجاورة لفلسطين التي تتناولها مطامع الصهيونيين الخطيرة وبرنامجهم التوسعي المعروف لإنشاء دولتهم الكبرى (من النيل إلى الفرات).

3 –

إن طرح قضية فلسطين في الأمم المتحدة والمقامات الدولية وعلى الرأي العام العالمي كما جرى في الماضي ولا يزال يجري حتى الآن في نطاق –  الإسكان والتعويض والنزاع على مساحة الأرض، أو كمية المياه وفي نطاق مقررات الأمم المتحدة الخاصة بالتقسيم، يسئ إلى هذه القضية وإلى الشعب الفلسطيني أعظم إساءة كما يسئ إلى سمعة العالم العربي شعوبا ودولا ويظهره بمظهر الاستخذاء والضعف والعجز عن صيانة كيانه ووطنه والرضوخ لمشيئة العصابات الصهيونية ويفت في عضد الأمة العربية ويفقدها حماستها وينتزع منها حقيقة إيمانها بحقها وتصميمها على استرداد هذا الجزء السليب المقدس من وطنها العربي الكبير.

4 –

من أجل ذلك تناشد الهيئة العربية الدول العربية الموقرة المبادرة إلى وضع ميثاق قومي لتحرير فلسطين وإعلان التزامها هذا الميثاق ووضعه موضع التنفيذ والشروع بتعبئة الأمة العربية تعبئة شاملة بجميع طاقاتها البشرية والاقتصادية والروحية لتحقيق هذه الغاية.

5 –

وبالنظر إلى الدور الرئيسي الذي يستطيع أن يقوم به الشعب الفلسطيني سواء في إحباط المؤامرات الاستعمارية الرامية إلى تصفية قضيته أو في تعبئة طاقاته في سبيل تحرير وطنه المغتصب فإن الهيئة العربية العليا تسترعي نظر حكومتكم الموقرة إلى القرارات، التي اتخذها مجلس جامعة الدول العربية في دورته الأربعين المنعقدة في القاهرة في أيلول 1963 والتي نصت على ما يأتي:

(أ)

تأكيد حق شعب فلسطين في بلاده وتمكينه من تقرير مصيره بنفسه وممارسة حقوقه الوطنية كاملة.

(ب)

ان الوقت قد حان ليتولى أهل فلسطين أمر قضيتهم. ومن واجب الدول العربية أن تتيح لهم الفرصة لتمكينهم من ممارسة ذلك الحق بالطرق الديمقراطية.

(جـ)

يؤيد مجلس الجامعة المبادئ العامة التي يقوم عليها الاقتراح العراقي. بشأن الكيان الفلسطيني ويعهد إلى وزراء خارجية الدول العربية بدراستها بصورة شاملة في اجتماع يعقد في شباط القادم ( وقد نص المشروع العراقي على إجراء انتخابات عامة للشعب الفلسطيني لإنشاء كيانه ولاختيار من يمثله في مجلس الجامعة).

6 –

وتقدر الهيئة العربية كل التقدير إدراك حكومتكم الموقرة، الأضرار الناجمة عن هذا الأمر والمترتبة على الاكتفاء بإيجاد كيان شكلي مفرغ من محتواه النضالي وعاجز عن تحقيق وحدة وطنية فلسطينية تتوفر فيها القدرة على إحباط مؤامرات التصفية وتعبئة الشعب التعبئة التي تفرضها خطورة الظرف الحاضر التي تجتازه قضيته الوطنية وإعداده إعدادا جديا لمعركة التحرير المقبلة في أسرع وقت ممكن بكل قوة وروح فداء.