بيان الهيئة العربية العليا لفلسطين حول المرحلة الجديدة للقضية الفلسطينية
المصدر: ” الوثائق الفلسطينية العربية لعام 1967، مؤسسة الدراسات الفلسطينية، بيروت، مج 3، ص 212 – 213 “
بيان الهيئة العربية العليا لفلسطين حول
المرحلة الجديدة للقضية الفلسطينية.
بيروت، 25 / 5 / 1967
( ” فلسطين “، بيروت، تموز 1967، ص21 )
دخلت قضيه فلسطين مرحلة جديدة، قد تكون حاسمة اذا أحسنت الأمة العربية اجتيازها بحكمة وحزم، وروية وتصميم. وهذه المرحلة ذات أهمية خاصة في الظرف الدقيق الحاضر الذي أوجده تمادي التهديدات والاعتداءات الإسرائيلية. وقد آن للامة العربية أن تقف من هذه التهديدات والاعتداءات الأثيمة، الموقف الذي تفرضه عليها عزتها وكرامتها، بل يفرضه عليها وجودها المهدد بالعدوان الصهيوني الذى يؤيده الاستعمار الأجنبي لايجاد دولة ” اسرائيل الكبرى ” من الفرات إلى النيل!
وقد تابعت الهيئة العربية العليا لفلسطين، بكل عناية واهتمام، الاحداث الخطير التي جرت مؤخرا في المنطقة المحيطة بفلسطين المحتلة، القرارات المهمة التي نتجت عنها، الخاصة بقوات الطوارئ الدولية وخليج العقبة واستنفار الجيوش العربية وتحركاتها.
ان قرار سحب قوات الطوارئ الدولية من قطاع غزة وشبه جزيرة سيناء وخليج العقبة، يعتبر استجابة لمطلب من أهم المطالب التي تبناها الشعب الفلسطيني وألح على ضرورة تنفيذها زمنا طويلا، حتى تتمكن القوات العربية المتحدة من التمركز في اماكنها الطبيعية على حدود الوطن السليب، ويتمكن ابناء فلسطين المجاهدون من القيام بدورهم الطليعي في القضاء على الكيان الصهيوني المصطنع.
كما ان اغلاق خليج العقبة في وجه الملاحة اليهودية واعادة الوضع في الخليج ومضائق تيران إلى ما كان عليه قبل العدوان الثلاثي سنة 1956 هو اجراء ضرورى وخطوة سديدة. ولقد سبق ان طالبت الهيئة العربية باغلاق خليج العقبة اغلاقا تاما شاملا في وجه الملاحة اليهودية والاجنبية بجميع أشكالها، حتى يكون ذلك احكاما لحلقة الحصار الاقتصادي وسدا منيعا في وجه الغزو التجاري الصهيوني لدول اسيا وافريقيا.
ولا ريب في ان سحب قوات الطوارئ الدولية واغلاق خليج العقبة هما خطوة مهمة وواسعة على طريق التحرير تزيل وصمة عار استمرت طويلا، وتفسح المجال واسعا أمام الخطوات الجدية الحازمة الواجب تنفيذها لازالة وصمة العار الكبرى المتمثلة في الوجود الاستعماري الصهيوني القائم في قلب الوطن العربي.
ولا بد هنا من الاشارة بكل وضوح إلى ما سبق ان طالبت الهيئة العربية به من ضرورة وضع مخطط شامل يستهدف تجميع قوى الأمة العربية والعالم الاسلامي ورص الصفوف وانهاء الخلافات ووقف المعارك الجانبية وتوجيه جميع الطاقات لمجابهة الوجود الصهيوني بالقوة ومقابلة غروره وتحدياته بمواقف البطولة والعزة التي تجتثه من جذوره.
ان الارتباطات الوثيقة بين الصهيونية والاستعمار وسياسة التآمر والتواطؤ التي تجمع بينهما تحتم على الامة العربية ان تقف موقف اليقظة والتنبه، وان تعمل بكل الوسائل الممكنة لمنع الاعداء من تحقيق اي نجاح أو الحصول على أي مكسب جديد، يساعدهم على انجاح مخططاتهم الرامية إلى فرض الصلح على العرب بالقوة وتنفيذ قرارات الأمم المتحدة الخاصة بالتدويل والتعويض وما يتبع ذلك من تجريد الضفة الغربية من السلاح ووضعها تحت اشراف دولي وجعلها عاجزة عن القيام بأى دور تحريري.
ان تحرير فلسطين هو هدف الشعب الفلسطيني خاصة والأمة العربية عامة، ولا يمكن التنازل عن هذا الهدف أو القبول بأي بديل عنه، ولذلك ينظر الشعب الفلسطيني نظرة الجد والتقدير إلى استنفار الجيوش
بيان الهيئة العربية العليا لفلسطين حول المرحلة الجديدة للقضية الفلسطينية
المصدر: ” الوثائق الفلسطينية العربية لعام 1967، مؤسسة الدراسات الفلسطينية، بيروت، مج 3، ص 212 – 213 “
العربية وتحركاتها الاخيرة، ويأمل ان تؤدي هذه، الخطوات العسكرية المباركة إلى خوض معركة الشرف لتحرير فلسطين، فقد آن للعدو الغادر ان يتلقى الضربة التي تشعره بأن وجوده في الوطن العربي ليس اكثر من سحابة صيف، وانه صائر إلى زوال، وان الامة العربية لن تستخزي وتستكين، وان فلسطين لا بد عائدة إلى شعبها، وان العرب كلهم من وراء هذا الشعب يؤيدونه ويمدونه وان على الباغي تدور الدوائر.