بيان بالعمليات رقم 18 للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين
المصدر: “الوثائق الفلسطينية العربية لعام 1968، مؤسسة الدراسات الفلسطينية بيروت، مج 4، ص 267 – 268”
بيان بالعمليات رقم 18 للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين.
| ( الحرية، العدد409، بيروت، 22 /4 /1968) |
تعلن الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين مسؤوليتها عن العمليات التالية:
اشتبكت مجموعتان من قواتنا في منطقة نابلس مع قوات كبيرة للعدو، وكبدت قواتنا خلالها قوات العدو خسائر فادحة تقدر بحوالي 30 قتيلا وجريحا، كما سقط خمسة شهداء من ثوارنا في معركة متواصلة استمرت حوالي، 14 ساعة وقتال متقطع دام يومين كاملين على امتداد شرقي مدينة نابلس بأكملها.
ففى يوم السبت 13 /4 /1968، وفي تمام الساعة الحادية عشرة والنصف صباحا، اصطدمت إحدى مجموعاتنا المقاتلة في منطقة بيت فوريك، الواقعة شرقي مدينة نابلس، بإحدى دوريات العدو العاملة في تلك المنطقة وقد فتحت نيرانها الرشاشة على الدورية، وقتلت بعض أفرادها واشتبكت مع بقية أفراد الدورية. وعلى الإثر تحركت مجموعات أخرى للعدو محملة على ناقلات نصف مجنزرة، كما تبعتها طائرات الهليكوبتر في محاولة لحصار مجموعتنا وضربها، وقد انتشر مقاتلونا فوق التلال المحيطة بالقرية واتخذوا مواقعهم عليها، وعند وصول نجدات العدو قام مقاتلونا بضرب المواقع التي اتخذتها قوات العدو بالأسلحة الرشاشة والقنابل اليدوية. كل هذا وقوات العدو تزيد من تعزيزاتها بشكل مكثف، واستمر القتال حتى الساعة الرابعة بعد الظهر حيث استشهد ثلاثة من عناصر مجموعتنا في القتال الذي دار، وأصيب مقاتلان آخران بجراح بليغة وقعا بسببها أسرى عند العدو. وخلال فترة الاشتباك قامت مجموعة أخرى من مقاتلينا بالتحرك من مواقعها قرب خربة بيت دجن في منطقة نابلس لمحاولة إشغال العدو وفك الحصار المضروب حول المجموعة المقاتلة في ” بيت فوريك “، وقد التحمت المجموعة الثانية بقوات العدو المسيطرة على الطريق بين القريتين، وتمكنت من إبادة إحدى الدوريات التي اتخذت مراكزها في تلك المنطقة بعد أن ضربت إحدى الناقلات المجنزرة بمدفع مضاد للدرع، ثم قامت بعملية اقتحام لمواقعه بالقنابل والرشاشات، وقد تحركت بعدها قوات إضافية للعدو إلى أرض المعركة معززة بطائرات الهليكوبتر والآليات المختلفة، كما قامت بعض الطائرات القاذفة بالتحليق فوق المنطقة وقصف عدد من التلال فيها وبينها بعض الأماكن المأهولة، ولكن المجموعة الثانية استمرت في قتالها وتبديل مواقعها حتى الساعة الواحدة ليلا، حيث بلغت خسائر العدو، حسب التقديرات الأولية، ما لا يقل عن 30 بين قتيل وجريح، كما بلغت خسائر المجموعة الثانية شهيدين، وبعض الجروح الخفيفة في صفوف بقية المقاتلين.
وقد تمكنت بقية المجموعة الثانية من التسلل من مواقعها والانتشار في المنطقة، مع الاستمرار في المقاومة الفردية والجماعية لمدة يومين كاملين كانت خلالها كل المنطقة شرق مدينة نابلس تقع تحت حظر مشدد للتجول، بينما استمر إطلاق النار المتبادل،كما شهد سكان المنطقة، حتى يوم الاثنين 15/ 4، ولا زالت قوات العدو تحيط بالمنطقة.