بيان جبهة التحرير العربية حول امتناع السلطات اللبنانية من السماح لعدد من المنتمين إليها بالعودة إلى لبنان بعدما خرجوا إلى الأردن لنصرة الفدائيين

بيان جبهة التحرير العربية حول امتناع السلطات اللبنانية من السماح لعدد من المنتمين إليها بالعودة إلى لبنان
المصدر: ” الوثائق الفلسطينية العربية لعام 1970، مؤسسة الدراسات الفلسطينية، بيروت، مج 6، ص 879- 880 “

بيان جبهة التحرير العربية حول امتناع السلطات اللبنانية
من السماح لعدد من المنتمين إليها بالعودة إلى لبنان
بعدما خرجوا إلى الأردن لنصرة الفدائيين.

بيروت، 5/10/1970

 

( الأحرار، العدد 702، بيروت،
9 / 10 / 1970 ، ص 5 )

          على إثر تنفيذ المؤامرة الرجعية لتصفية حركة المقاومة في الأردن، واستجابة لنداء المشاركة في المعركة المصيرية التي تخوضها طلائع شعبنا المسلحة ضد السلطة العميلة في عمان، تحركت مجموعة من شباب التنظيم الشعبي المسلح ( المليشيا ) التابع لجبهة التحرير العربية في لبنان للالتحاق بالثورة في الأردن ولنصرة حركة المقاومة.

          وقد تمكنت هذه المجموعة من الوصول إلى الأردن عبر الأراضي السورية إبان اندلاع المعارك وبمساعدة من المنظمات الفدائية المسموح لها بالعمل في سوريا. وبعد أن أعلن وقف إطلاق النار، ونظرا لتضاؤل الحاجة إلى وجود هذه المجموعة على أرض الأردن بعد اتفاقية القاهرة، وبسبب أن أفراد المجموعة هم من المناضلين غير المتفرغين وبينهم الطلاب والعمال والموظفون، فقد ارتأت قيادة الجبهة إعادتهم إلى لبنان بالطريقة التي غادروه فيها.

          إلا أن الجبهة فوجئت بالسلطات السورية تمنع عبور المناضلين أراضيها بحجة انتمائهم لجبهة التحريرالعربية، ورفضت كافة الوساطات التي أجرتها اللجنة المركزية لحركة المقاومة لتسهيل مرورهم.

          ولما كان لا بد من عودة المناضلين إلى بلدهم، فقد وافقت الجبهة على استعداد أبدته السلطات العراقية لنقل المجموعة بطريق الجو إلى بيروت.

          وبالفعل فقد كان تقسيم المجموعة إلى دفعتين ليتسنى نقلها بطريق الجو. وبالحقيقة فقد وصلت الدفعة الأولى بعد ظهر الأربعاء 30 أيلول ( سبتمبر ) الماضي، وحدثت بعض الإشكالات مع الجهات المختصة تم تذليلها بفضل الاتصالات التي أجراها الأخ أبو يوسف رئيس اللجنة السياسية العليا لشؤون الفلسطينيين مع المسؤولين.

          وقد وصلت الدفعة الثانية ليل الأحد الرابع من تشرين الأول ( أكتوبر ) وتضم 45 مناضلا غالبيتهم الساحقة من اللبنانيين والبقية من الفلسطينيين المولودين والمقيمين في لبنان وليس بينهم مسلح واحد كما حاولت بعض الجهات أن تشيع.

          وقد منعت سلطات الأمن في المطار دخول الدفعة الثانية بالطريقة ذاتها التي دخلت بها الدفعة الأولى أي بالذهاب إلى المصنع والدخول عن طريق مخفر الكفاح المسلح الفلسطيني هناك. وقد أجرت قيادة الجبهة اتصالات مع كافة الهيئات والجهات المختصة بقصد تذليل هذه العقبات إلا أنها اصطدمت بمخاوف شديدة عند المسؤولين سببتها محاولات الدس التي قامت بها بعض الجهات المشبوهة وفي طليعتها راديو لندن.

          وحرصا من قيادة الجبهة في لبنان على تفويت الفرصة على كافة المصطادين في الماء العكر، ورغم إحساسها العميق بحالة المناضلين الجسدية والنفسية والإنهاك الشديد الذي تعرضوا له أثناء وجودهم على أرض الأردن، فقد اتخذت القيادة قرارا بإعادة المناضلين على الطائرة ذاتها التي أتوا بها إلى بغداد بانتظار تأمين أوراقهم الشخصية التي يتحكمون بواسطتها من دخول لبنان.

          وقد تجاوب كافة الرفاق المناضلين مع هذا القرار رغم ظروفهم النفسية والجسدية القاسية جدا، فأنهوا اعتصامهم حول الطائرة، وصعدوا إليها لنقلهم إلى بغداد ما عدا مناضلا واحدا لم يستطع تمالك نفسه وضبط أعصابه فسلمته قيادة الجبهة إلى قيادة الكفاح المسلح لاتخاذ اللازم بحقه.

          إن الأجواء والإشاعات التي حاولت جهات مختلفة نسجها حول قصة عودة المناضلين إلى بيوتهم وأهلهم وهم عزل من أي نوع من أنواع السلاح، يراد منها تحقيق أغراض مختلفة دفعة واحدة، إلا أن أبرز هذه الأغراض هو تشويه المعاني الرائعة التي جسدها تطوع الرفاق المناضلين في صفوف الثورة في الأردن، والإساءة إلى الروح النضالية العالمية التي يتحلى بها الرفاق والتي دفعتهم إلى الاستعداد للتضحية بأرواحهم في سبيل حماية وجود حركة المقاومة وحريتها ومستقبلها.
          وثورة حتى التحرير


<1>

Scroll to Top