بيان حركة التحرير الوطني الفلسطيني “فتح” بمناسبة ذكرى احتلال فلسطين

بيان حركة التحرير الوطني الفلسطيني “فتح” بمناسبة ذكرى احتلال فلسطين
المصدر: “الوثائق الفلسطينية العربية لعام 1968، مؤسسة الدراسات الفلسطينية، بيروت، مج 4، ص 330 – 331”

بيان حركة التحرير الوطني الفلسطيني “فتح” بمناسبة ذكرى احتلال فلسطين.

15 / 5 / 1968

 

(وزارة الأخبـار، “أحـداث ووثـائـق”،
الجـزائـر، 10 / 6 / 1968، ص24)

        اليوم الخامس عشر من شهر أيار (مايو) الذي يمثل الذكرى الأليمة السوداء التي تقام من أجلها المهرجانات والحفلات للتعبير عن السخط والتنديد والاستنكار.

        العالم بأسره لم يكن يسمع كل الأصوات التي ارتفعت خلال عشرين عاما تندد وتستنكر. أنه عالم أصم فجر صمته اليوم، صوت العاصفة “صوت فتح” “صوت الحق”. انطلقت العاصفة، ثورة شعب فلسطين، لتهدم الواقع التقليدي وتستبدله بواقع ثوري تفجر فيه الطاقات الفلسطينية وتزيل كل الترسبات التي تكلست عليه لتبقيه على أوضاعه السابقة.

        وكان عام 1965 علامة بارزة في مجرى النضال الفلسطيني، وكرس في أذهان الأمة في تاريخ النضال العربي بأسره، فقد شهد هذا العام ميلاد ثورة عملاقة حطمت تفوق العدو الصهيوني، وكسرت جدار الرهبة الذي كان يحيط به نفسه.

        فكانت هذه الانطلاقة بداية عهد جديد، تكونت فيه قناعات جديدة، وتبلورت مفاهيم ثورية واضحة شدت إليها أنظار شعبنا وأمتنا ومنحوها كل دعم وتأييد. ان الانتصارات و المنجزات الكبيرة، التي حققتها حركتنا على الصعيدين السياسي والعسكري، قد أثبتت وجود شعبنا وقدرته على مجابهة التحديات، كما أعطته كل امكانيات الصمود والثقة بنفسه في المعارك المصيرية التي تخوضها ضد الغزو الاستعماري الصهيوني. فلقد عزز التيار الشعبي المتصاعد، المؤيد للثورة الفلسطينية بقيادة “فتح”، أثر معركة الكرامة، قضية النضال الفلسطيني وكان نقطة تحول فارقة نحو حقيقة تبني شعبنا لقضيته وتقرير مصيره بنفسه.

        أما وقد فرض واقع الثورة الفلسطينية نفسه في كل المجالات، وعلى كافة المستويات، فان حركة التحرير الوطني الفلسطيني “فتح”، التي تقود هذه الثورة بقواتها العاصفة، تؤكد ما يلي:
        أولا – الجماهير هي أداة الثورة، وان تصعيد العمل الثوري الفلسطيني يقتضي تعبئة هذه الجماهير تعبئة ثورية، وصهر طاقاتها وإمكانياتها في بوتقة الكفاح المسلح.

        ثانيا – الكفاح المسلح هو الأسلوب الثوري الوحيد الذي يضمن للشعب العربي الفلسطيني استرجاع حقوقه وتحرير أرضه.

        ثالثا – تحرير فلسطين واجب قومي تسهم فيه الأمة العربية بكل طاقاتها. وانسجاما منها مع هذا المبدأ، طرحت: حركتنا شعار الجبهة العربية المساندة لدعم الثورة الفلسطينية أدبيا وماديا.

 بيان حركة التحرير الوطني الفلسطيني “فتح” بمناسبة ذكرى احتلال فلسطين
المصدر: “الوثائق الفلسطينية العربية لعام 1968، مؤسسة الدراسات الفلسطينية، بيروت، مج 4، ص 230 – 231”

        رابعا – الوحدة الوطنية، بكل ما تحويه من تجميع للجهود والطاقات الفلسطينية، هدف أساسي لا بد من تحقيقه، فلا يمكن أن يكون له بديل في مواجهة العدو الصهيوني المحتل. وحركتنا، التي قامت أساسا على هذا المبدأ، لن تيأس أبدا في العمل من أجل تحقيق الوحدة الوطنية حتى ينطلق العمل الثوري الفلسطيني إلى آفاق جديدة تجوب فيها كل التناقضات.

        خامسا – رفض المشاريع والقرارات التي صدرت عن المنظمة الدولية ابتداء من قرار التقسيم عام 1947 وانتهاء بالمشروع البريطاني عام 1968، كما تؤكد رفض الحل السياسي الذي جاء به يارينج وكل ما يمكن أن يقيد حرية العمل الفلسطيني.

        سادسا – الإصرار على استمرار الثورة وشمولها وتصاعدها، وعلى أن يظل زمام المبادرة بيد الشعب الفلسطيني دونما وصاية وتوجيه.

        سابعا – ما حدث في 5 حزيران (يونيو) هو استمرار للسياسة العدوانية للزمرة العسكرية في إسرائيل. وإن حركة “فتح” سائرة في طريقها لتصفية الاحتلال الصهيوني سياسيا واجتماعيا وعسكريا واقتصاديا، وستظل وفية لرسالة التحرير التي كتبتها بدماء شهدائها الأبرار، ولن تقف عند إزالة آثار العدوان بل ستستمر حتى تحرير فلسطين ويعود شعبنا إلى دياره. ولتكن ذكرى الخامس عشر من أيار (مايو)، على الدوام، بداية لسقوط الأوهام وبداية لميلاد الوعي الشعبي لحتمية الكفاح المسلح، ولتكن هذه الذكرى حافزا لشعبنا وأمتنا على المضي في طريق النصر، مهما بلغت التضحية ومهما كلف الثمن ودافعا لتحقيق المزيد من التحولات والمنجزات الثورية.

        وأخيرا، أن حركة التحرير الوطني الفلسطيني “فتح” تهيب بكل الدول والشعوب العربية أن تقف إلى جانب الثورة الفلسطينية، وان تقدم لها كل ما يمكن من دعم أدبي ومادي لتبلغ الثورة أهدافها النهائية للتحرير والعودة.


Scroll to Top