بيان ختامي صادر عن الدورة السادسة للجنة القدس

بيان ختامي صادر عن الدورة السادسة للجنة القدس
المصدر: ” يوميات ووثائق الوحدة العربية 1982 مركز دراسات الوحدة العربية، بيروت، ط 1، 1983، ص 470 – 471 “

بيان ختامي صادر عن الدورة السادسة للجنة القدس.

ايفران، ( المغرب )، 6 – 8 / 5 / 1982

 

( العلم، الرباط، 10 / 5 / 1982 )

         عقدت لجنة القدس دورتها السادسة بمدينة ايفران في الفترة ما بين 12 و14 رجب 1402 موافق 6 و8 ماي 1982 تحت رئاسة جلالة الملك الحسن الثاني بعد أن استمعت إلى خطاب جلالته التوجيهي الذي سارت اللجنة على هديه واستعرضت اللجنة الظروف المحيطة بقضية فلسطين والقدس الشريف وركزت بصفة خاصة على دراسة أبعاد الجريمة التي ارتكبتها الصهيونية ضد حرمة المسجد الأقصى المبارك واقدامها على قتل المصلين في محاولة مبيتة للقضاء على المقدسات ومحو المعالم والآثار الإسلامية في القدس وفلسطين المحتلة.

         وقد ركزت اللجنة على دراسة ردود الفعل على هذه الجريمة النكراء ولاحظت أن بعضها ردد المزاعم الصهيونية في نسب الجريمة إلى فرد وعدم اعتبارها كجزء من السياسة الإسرائيلية المبيتة ضد المقدسات. كما درست اللجنة بإمعان المواقف الأمريكية الداعمة للعدوان الإسرائيلي بما في ذلك تعطيل عمل مجلس الأمن لمنع إدانة السياسة الصهيونية ودرست كذلك المواقف الأوروبية الأخرى. وبحثت في مواجهة هذين الموقفين انطلاقا من مبدأ التزام الدول الإسلامية لتحديد علاقاتها مع الدول بناء على موقفها من قضية فلسطين والقدس الشريف كما ورد ذلك في برنامج العمل الإسلامي المقرر في مؤتمر القمة الإسلامي المنعقد في مكة المكرمة بتاريخ 19 – 22 ربيع الأول 1401 الموافق 25 – 28 يناير 1981.

         واعتزازاً بانتفاضة الشعب الفلسطيني الصامد داخل فلسطين المحتلة وإكبارا للتضحيات التي يقدمها هذا الشعب المناضل على طريق التحرير وجهت لجنة القدس تحية تقدير وإكبار لأبناء الشعب الفلسطيني الصامد في الأراضي الفلسطينية المحتلة وجددت له العهد على مواصلة الدعم وحشد كل الإمكانات للوقوف بجانبه من أجل استرجاع الحقوق الثابتة للشعب الفلسطيني المناضل.

<1>

بيان ختامي صادر عن الدورة السادسة للجنة القدس
المصدر: ” يوميات ووثائق الوحدة العربية 1982 مركز دراسات الوحدة العربية، بيروت، ط 1، 1983، ص 470 – 471″

         وعهدت اللجنة إلى الأمين العام بمهمة الاتصال بالأخ رئيس اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية لتحديد احتياجات المنظمة في مجال دعم صمود الشعب الفلسطيني ونضاله في هذه المرحلة الدقيقة.

         وحيت اللجنة صمود المواطنين العرب في الجولان وفي جنوب لبنان فأدانت قرار إسرائيل بضم الجولان السورية واعتداءاتها على جنوب لبنان ومخططاتها لاحتلاله وتشريد أبنائه وأكدت حرصها على سلامة لبنان وسيادته. وإيمانا من الدول الأعضاء بضرورة تقوية الجبهة العربية والإسلامية وتركيز التضامن الإسلامي قررت مواصلة بذل الجهد والعمل بكل قوة على إزالة الخلافات بين الدول الإسلامية والقضاء على أسباب الفرقة والتمزق وحشد كل الطاقات الإسلامية للعمل من أجل تحرير القدس وفلسطين.

         وقد ركزت اللجنة على ضرورة وقف الحرب العراقية الإيرانية وعلى العمل بكل الوسائل على إحلال السلام بدولتين مسلمتين جارتين حتى تتجه قوتهما إلى مواجهة العدوان الصهيوني ضد الأمة الإسلامية.

         وانطلاقا من قرار مؤتمر القمة الإسلامي الثالث بمكة المكرمة الذي وجه نداء إلى إيران والعراق بقبول الوساطة الإسلامية ودعا إلى وقف إطلاق النار فورا وأعلن موافقة الدول الإسلامية على تشكيل قوة إسلامية للسهر على تطبيق وقف إطلاق النار أعربت اللجنة عن قلقها الشديد لاستمرار هذه الحرب وأعلنت تمسكها بذلك القرار.

         وأعلنت لجنة القدس عن اشادتها ودعمها لجهود لجنة السلام الإسلامية لإنهاء هذه الحرب وأعربت عن تأييدها لكل إجراء يتفق عليه الطرفان لإيجاد حل يؤدي إلى وقف إطلاق النار فورا وحل النزاع على أساس العدل والاخوة الإسلامية والمحافظة على سيادة وحقوق الطرفين.

         واتخذت لجنة القدس عدة توصيات تهدف إلى دعم صمود الشعب الفلسطيني داخل الأرض المحتلة ودعم منظمة التحرير الفلسطينية في كفاحها من أجل استعادة الحقوق الفلسطينية الثابتة.

<2>

بيان ختامي صادر عن الدورة السادسة للجنة القدس
المصدر: ” يوميات ووثائق الوحدة العربية 1982 مركز دراسات الوحدة العربية، بيروت، ط 1، 1983، ص 470 – 471″

         كما اتخذت توصيات في ميدان التحرك السياسي والإعلامي لمواجهة الموقف واتخذت إجراءات عملية لتنفيذ هذه التوصيات والتوصيات السابقة.

         كما صادقت على توصيات المجلس الإداري لصندوق القدس.

         وفي ختام الدورة السادسة لاجتماع لجنة القدس عبرت الوفود المشاركة عن شكرها وتقديرها لجلالة الملك الحسن الثاني رئيس لجنة القدس على رعايته وتوجيهه لأشغال هذه الدورة التي شكل خطابه السامي التوجيهي منهجا سارت اللجنة على هديه وتمكنت بذلك من الوصول إلى قرارات إيجابية لدعم صمود الشعب الفلسطيني ومواجهة العدوان الصهيوني العنصري. كما وجهت جزيل الشكر للمملكة المغربية ملكا وحكومة وشعبا على كرم الضيافة وحفاوة الاستقبال وعلى ما هيأته في الاجتماع من إعداد جيد ومحكم.

         ولجنة القدس تأتمن رئيسها جلالة الملك الحسن الثاني في أن يقوم خلال زيارته المقبلة للولايات المتحدة الأمريكية بشرح وجهة النظر الإسلامية بخصوص قضية القدس وفلسطين بهدف إعادة تقييم موقفها من هذه القضية المصيرية بالنسبة للأمة الإسلامية جمعاء.


<3>

Scroll to Top