بيان رابطة العالم الإسلامي حول القانون الصادر عن الكنيست الإسرائيلي بشأن ضم مدينة القدس العربية
المصدر: “يوميات ووثائق الوحدة العربية 1980، مركز دراسات الوحدة العربية، بيروت، ط 1، 1981، ص 604 -605”
بيان رابطة العالم الإسلامي حول القانون الصادر عن الكنيست الإسرائيلي بشأن
ضم مدينة القدس العربية.
الدوحة، 31/ 7/ 1980 | (العرب، الدوحة، 1/ 8/ 1980) |
أيها الأخوة العرب والمسلمون في جميع أنحاء العالم.. أيتها الشعوب المحبة للسلام والعدل ان هذا القرار العدواني الخطير الذي أصدره الكنيست الإسرائيلي باعتبار القدس العربية عاصمة موحدة للابد يشكل اعظم استهانة شهدها التاريخ بكل معطيات الحق والعدل ذلك ان العالم كله يعرف ان القدس منذ عصر الفاروق عمر بن الخطاب رضي الله عنه مدينة إسلامية أظلها الإسلام بلواء العدل واكد فيها التسامح بين رسالات موسى وعيسى ومحمد عليهم الصلاة والسلام.
ولقد عاشت القدس مئات السنين والعالم كله يتعامل معها بهذه الحقيقة التاريخية الرائعة حتى ابتلاها الله في هذا الزمان بالوباء الصهيوني الخطير الذي لا يرضى أسلوبا ولا مبدأ سوى العنصرية البغيضة والحقد المجنون على الديانات كلها والمتمثل اليوم بقمة عنصريته وعدوانيته في حكومة الإرهابي مناحيم بيجين صاحب التاريخ الحافل بالعدوان والغدر ويتجاهل القيم والحقوق.
ولا يجبر الأمانة العامة للرابطة في هذا المقام ان تقدم الوثائق حول عروبة القدس ومكانها في تاريخ الإسلام والمسلمين فإنما الوثائق والحقائق لمن يحترمون الحقوق ويخضعون للعدل أما الصهاينة الذين تمتلكهم اليوم حكومة الإرهابي بيجين والذين أضافوا إلى الجريمة رصيدا جديدا والى سابق أرصدتهم في العدوان والعنصرية هؤلاء لا يجدون من لا جدوى من مخاطبته بالوثائق والحقوق.
وقد حانت الساعة للعمل الجاد والرادع الذي يرد الباغي عن بغيه ويعيد المعتدي إلى صوابه وان امتنا العربية والإسلامية قادرة بعون الله ثم بما تملك من قدرات وإمكانات سياسية واقتصادية واستراتيجية قادرة بهذا كله على رفض هذه الإهانات البشعة التي وجهها النظام العنصري في إسرائيل إلى
<1>
بيان رابطة العالم الإسلامي حول القانون الصادر عن الكنيست الإسرائيلي بشأن ضم مدينة القدس العربية
المصدر: “يوميات ووثائق الوحدة العربية 1980، مركز دراسات الوحدة العربية، بيروت، ط 1، 1981، ص 604 -605”
العرب خاصة والى المسلمين عامة في شتى أنحاء العالم ومطلوب اليوم من العرب والمسلمين ان يتحملوا مسؤولياتهم تجاه هذا التحدي المهين وان تكون خطواتهم في ذلك على مستوى الاستفزاز الذي يستطيعه العرب أو المسلمون متى اجمعوا كلمتهم ان يردوا عليه بأضعاف أضعافه والأمانة العامة للرابطة تقترح في مجال الرد على قرار حكومة بيجين ما يلي:
1 – ان يقوم العالم العربي خاصة والإسلامي عامة بمقاطعة كل حكومة تعترف بهذا القرار أو تساعد عليه أو تسمح بنقل سفارتها إلى القدس مقاطعة شاملة سياسية واقتصادية وثقافية.
2 – على الدول العربية خاصة والإسلامية عامة ان تسرع في التحرك في مجلس الأمن والجمعية العامة للأمم المتحدة ومنظمة الوحدة الأفريقية وكل المنابر العالمية لاتخاذ الوسائل الإيجابية الكفيلة برد النظام العنصري في إسرائيل عن غيه ومعاقبته إذا استمر في عدوانه على الدول العربية والإسلامية.
3 – حشد طاقاتها وإمكاناتها الفكرية والبشرية والعسكرية تمهيدا لإعلان الجهاد المقدس الذي اصبح إزاء هذا العدوان السافر فرض عين على جميع المسلمين بالنفس والمال لاسترداد القدس وتحريرها من اسر العنصرية الصهيونية وإعادتها إلى العالم الإسلامي حرة تمثل سماحة الإسلام في تعامله مع جميع أصحاب الأديان.
4 – على الأمانة العامة لمنظمة المؤتمر الإسلامي والأمانة العامة لجامعة الدول العربية القيام بتحرك عاجل لمواجهة هذه الكارثة واتخاذ الوسائل العلمية الكفيلة بوضع حد لهذا العدوان.
5 – مطلوب من جميع الدول المحبة للسلام التي ترتبط بالعالمين العربي والإسلامي برباط المصالح الحيوية ان تبقى بثقلها السياسي في ارض العرب والمسلمين.
وأخيرا أيها الأخوة العرب والمسلمون في شتى أنحاء العالم.. ليكن واضحا لدينا ان دولة الصهاينة وخاصة في عهد الإرهابي بيجين لن تهتم بما نذيع من بيانات واحتجاجات.. فلتكن لنا في التخاطب معهم لغة جديدة تلك اللغة التي
<2>
بيان رابطة العالم الإسلامي حول القانون الصادر عن الكنيست الإسرائيلي بشأن ضم مدينة القدس العربية يتحدثون بها الينا وإلى العالم عبر تاريخهم.. ان هذا القرار الخطير باعتبار القدس عاصمة موحدة لإسرائيل إلى الأبد لن يكون آخر القرارات عدوانا وبغيا لكنه أعظمها إذلالا واهانة للعرب لكل ما يملكون من طاقات وقدرات.. فلتحاول امتنا المسلمة ان تكون على مستوى التحدي وان تكون الأعمال لا الأقوال هي أسلوب الرد على هذا الغرور الصهيوني البغيض وصدق الحق سبحانه وتعالى حين قال: <3> | ![]() |
![]() | ![]() | ![]() | ![]() |