بيان رسمي حول موقف الجمهورية العربية المتحدة من حوادث الأردن

بيان رسمي حول موقف الجمهورية العربية المتحدة من حوادث الأردن

بيان رسمي حول موقف الجمهورية العربية المتحدة
من حوادث الأردن

القاهرة: 29 مارس 1971

الأهرام، القاهرة: 30 مارس 1971

         لقد تلقى الرئيس أنور السادات برقية من السيد ياسر عرفات، تشير إلى تطورات الحوادث المحزنة في الأردن خلال الأيام الأخيرة، وهي حوادث كانت الجمهورية العربية المتحدة تتابعها بقلق عميق وبأسف لا مزيد عليه، وذلك عن اعتقاد بأن النضال العربي في مرحلته الراهنة لا يحتمل على الإطلاق مثل ما يجري الآن في الأردن من عمليات قتل وإبادة يتعرض لها المكافحون من أبناء الشعب الفلسطيني، الذين لا يطلبون أكثر من فرصة تتاح لهم للعمل ضد غاصب وطنهم وعدو أمتهم.

         إن الجمهورية العربية المتحدة كانت ترى عملية الانقضاض التي تشنها بعض عناصر السلطة في الأردن، وقد حذرت منها مراراً ، وأوضحت موقفها منها بكل الوسائل وفي كل المناسبات.

         وكان من بين ما اتخذته الجمهورية العربية المتحدة أخيراً هو قرار بسحب العميد أحمد حلمي عبدالحميد، الذي كان يتولى رئاسة هيئة المراقبة العربية، لأن هذه اللجنة منعت من مهمتها أولاً، ولأن استمرار بقاء ضابط مصري كبير على رأسها، بينما هي غير قادرة على مسئوليتها، أصبح أمر لا يمكن قبوله وإلا قبلت الجمهورية العربية المتحدة لنفسها أن تتستر على تصرفات لا تقبلها، بل هي تدينها إدانة كاملة، قومياً ونضالياً.

         ولقد كانت الجمهورية العربية المتحدة تأمل أن تتدبر العناصر المستفزة في الأردن هذا القرار وتتوقف عن مواصلة مخططها، ولكن ذلك لم يحدث، بل تفاقمت الأمور ووصل ترديها إلى حد خطير.

         إن الجمهورية العربية المتحدة تريد أن يكون موقفها واضحاً، وهي تشهد جماهير الأمة العربية على المأساة التي يعاد تكرارها مرة أخرى في الأردن الآن. وهي تدعو هذه الجماهير لأن تقف بحزم إلى جانب قوى المقاومة الفلسطينية، وتأمل أن يحاول من يملكون في الأردن سبيلاً للحيلولة دون مذبحة عربية جديدة، أن يتداركوا الموقف، وأن يصيخوا السمع إلى صوت ضمير أمة بأسرها، تعيش ساعات فاصلة في كفاحها البطولي المجيد.


<1>

Scroll to Top