بيان طلائع حرب التحرير الشعبية – قوات الصاعقة – حول محاولات تصفية العمل الفدائي في الأردن
المصدر: “الوثائق الفلسطينية العربية لعام 1970، مؤسسة الدراسات الفلسطينية، بيروت، مج 6، ص 444 – 446”
بيان طلائع حرب التحرير الشعبية – قوات الصاعقة –
حول محاولات تصفية العمل الفدائي في الأردن.
11/6/1970 |
| ( الطلائع، دمشق، 15 /6 / 1970 ) |
ان الجماهير العربية التي حضنت العمل الفدائي ورأت فيه تعبيرا عمليا وأصيلا عن إرادتها في الصمود والحياة تعيش الآن ذروة توترها وترقبها وترى في الأحداث الجارية الآن في الأردن، خيوط مؤامرة تتوضح أكثر فأكثر، هذه المؤامرة التي تستهدف تصفية حركة المقاومة المسلحة تمهيدا لإنقاذ مشروعات التسوية المشبوهة وتصفية القضية الفلسطينية. وقد جاءت المؤامرة الأخيرة بوصفها التصعيد الأكثر خطورة لسلسلة الأزمات السابقة التي افتعلتها قوى الثورة المضادة سواء في لبنان أو في الأردن.
وكما حدث في كل مرة سابقة فان القوى المشبوهة والتي تعمل بتوجيه مباشر من عناصر السلطة ومن بعض الأطراف التي تدعم نظام الحكم الأردني، هذه العناصر والقوى عندما شعرت ان مؤامرتها على المقاومة الفلسطينية المسلحة قد أصبحت معدة بأغراضها وأدواتها عمدت إلى تنظيم سلسلة من الأعمال الاستفزازية المبيتة، كمقدمة لازمة لتنفيذ بقية الخطوات التآمرية. وهكذا انطلقت العناصر المرتبطة بالمخابرات الأردنية وببعض رجالات النظام تغتال الفدائيين في الشوارع وتهاجم مقراتهم، الأمر الذي أدى إلى خلق الجو المتوتر الذي استثمرته القوى المرصودة سلفا لتصفية العمل الفدائي ولإرهاب الجماهير الملتفة حوله.
وبوحشية لم يسبق لها مثيل أخذت المدفعية والصواريخ والأسلحة الأخرى التي دفع شعبنا في الأردن ثمنها لكي توجه إلى صدور العدو الغاصب، أخذت تقصف مراكز الفدائيين وتجمعات المواطنين في الأحياء والمخيمات، وانطلق الرصاص الغادر يغتال المواطنين الأبرياء في شوارع المدن، وتعرضت مخيمات النازحين للقصف العشوائي، ومن هذه المخيمات التي صمدت طيلة اثنتين وعشرين سنة أمام شتى صفوف الإرهاب والقهر وأمام كل محاولات التصفية، سقط مئات الشهداء الأبرياء وألوف المصابين من الأطفال والنساء والشيوخ والشبان، سقطوا ضحية الغدر والعمالة لا لشيء الا لأنهم صمموا مع عشرات الملايين من أبناء أمتنا العربية على رفض الاستسلام، وعلى الصمود وتحمل المشاق والتضحيات دفاعا عن كرامة الأمة العربية، وعن أرضها وحقوقها. وما عجزت أسلحة الغزو الصهيوني وقنابل النابالم الأميركية عن صنعه أتمته قوى الثورة المضادة التي تضم في صفوفها كل عملاء الاستعمار واجرائه والمتخاذلين أمامه والذين اعدوا لهذه المؤامرة وباشروا بتنفيذها منذ عدة أيام، ما زالوا يصدرون الأوامر للقوى الموضوعة بتصرفهم لكي تواصل قصف الأحياء المسكونة والمخيمات المكتظة بالنازحين ولكي تواصل محاولتها لتصفية رجال المقاومة تصفية جسدية بعد ان عجزت كل وسائل العدو الصهيوني، عن تحقيق هذا الغرض، ولم تجد حتى الآن كل النداءات التي وجهت للقوى المضادة للثورة كي تعمد إلى حقن الدماء وصيانة أرواح المواطنين الأبرياء، وتوفير أرواح المقاتلين للمعركة الدائرة مع الصهيونية والاستعمار. بل ان هذه القوى الماضية في تنفيذ مؤامرتها قد حاولت ان تستثمر من جانبها الرغبة في حقن الدماء لتزيد من طغيانها وتشدد هجماتها الغادرة.
ورغم كل محاولات التضليل والخداع التي تقوم بها الأطراف التي تريد تصفية العمل الفدائي وجماهيره، فان الجماهير العربية التي اتضحت أمامها أبعاد المؤامرة بكل جلاء تعرف المتآمرين عليها وعلى طلائعها المقاتلة، والذين يريدون طعنها من الخلف ويخططون لتصفية قضيتها ويسهمون في تمكين العدو الصهيوني الاستعماري من تحقيق الأهداف التي عجز عن تحقيقها حتى الآن.
ومن الواضح ان الأطراف التي تشترك هذه الأيام في الصدام المباشر ضد فصائل حركة المقاومة المسلحة وضد جماهيرها ليست هي كل القوى الداخلة في المؤامرة الأشمل لغرض التسوية التي يريدها الاستعمار وتريدها الصهيونية. وان إجراءات التصفية الجسدية، التي تقوم بها هذه الأطراف هي المقدمات التي تعتقد القوى المسهمة في المؤامرة انه لا بد منها لضرب إحدى فصائل المجابهة العربية، وأكثرها تعبيرا عن صمود شعبنا ورفضه للاستسلام والرضوخ لمطالب المعتدين. والمقدمات التي لا بد منها لخلق مناخ أفضل من أجل تنفيذ المؤامرة الكبيرة.
<1>
بيان طلائع حرب التحرير الشعبية – قوات الصاعقة – حول محاولات تصفية العمل الفدائي في الأردن
المصدر: “الوثائق الفلسطينية العربية لعام 1970، مؤسسة الدراسات الفلسطينية، بيروت، مج 6، ص 444 – 446”
وهنا يقع أعداء أمتنا مرة أخرى ضحية حساباتهم الخاطئة فالأمة التي رفضت الاستسلام أمام ضغط آلة الحرب الصهيونية الأميركية، والأمة التي صممت على الصمود في أحلك الظروف وأشدها قسوة، عندما بدا للبعض ان عدوان حزيران (يونيو) قد دمر كل قواها، والأمة التي سلخت ثلاث سنوات من عمرها تستعد في كل الميادين العسكرية والسياسية والاقتصاية، لدعم صمودها بدعائم مادية راسخة، هذه الأمة لن ترهبها اجراءات العملاء والمأجورين ولن تنسيها هذه الاجراءات الخط الأساسي لكفاحها في هذه المرحلة الدقيقة الحاسمة من تاريخها. ان طلائع حرب التحرير الشعبية – قوات الصاعقة – بوصفها واحدة من فصائل المقاومة المستهدفة اذ تحذر من خطورة النتائج التي يمكن ان تترتب على استمرار الأعمال الوحشية ضد المواطنين الأبرياء وضد مقاتلي حركة المقاومة، تثق وهي تدعو إلى موقف صلب في وجه المتآمرين، بانها تعبر عن مشاعر جماهير الأمة العربية في اقطارها كافة، وتؤكد ان الأيدي التي اغتالت الأطفال والنساء والشيوخ، والتي أشاعت الفوضى والخراب في قطرنا الأردني وفي جبهة يفترض فيها ان توجه كل أسلحتها باتجاه العدو الغاصب، ان هذه الأيدي الآثمة المجرمة التي يحركها الاستعمار لن تنجو من العقاب. وان شعبنا وهو يركز جهده ضد العدو الغاصب ويصمم على استمرار معركة المجابهة، يعرف كيف يقتص من الذين يحاولون طعن مسيرته ووضع العراقيل على طريق كفاحه. وفي تاريخنا الحديث عبر ما تزال حية يستطيع ان يستذكرها الذين يعبثون، دونما أدنى شعور بالمسؤولية، بأرواح أبناء شعبنا والذين يطعنون أقدس قضاياه.
لقد كان حساب الجماهير لامثال هؤلاء عسيرا، وفي وقت يرى فيه شعبنا قضيته التي ضحى من أجلها عشرات السنين معرضة للخطر على أيدي الذين اختاروا الوقوف في صف أعدائه وخدمة مخططاتهم فان عقابه لهم لن يتأخر طويلا.
عاشت حركة المقاومة الفلسطينية المسلحة طليعة لحرب التحرير الشعبية. الموت لأعداء الأمة العربية عملاء الامبريالية والصهيونية.
والنصر لأمتنا العربية.
<2>