بيان لجبهة النضال الشعبي الفلسطيني حول حق الثورة الفلسطينية في ضرب المصالح الصهيونية في الخارج
المصدر: “الوثائق الفلسطينية العربية لعام 1970، مؤسسة الدراسات الفلسطينية، بيروت مج 6، ص 262 – 264”
بيان لجبهة النضال الشعبي الفلسطيني حول حق الثورة الفلسطينية في توجيه “الضربات للمصالح الصهيونية والاستعمارية” خارج فلسطين.
( السياسة، الكويت، 30 /4 / 1970 )
غطت وكالات الأنباء المحلية والعالمية خلال هذا الأسبوع أخبار قيام مقاتلي ( جبهة النضال الشعبي الفلسطيني ) بنسف عمارتين رئيسيتين في تل أبيب “عند منتصف ليلة الجمعة الرابع والعشرين من نيسان (أبريل) 1970″ ، وبتدمير مكاتب شركة ” العال ” ، و”بان أميركان” في تركيا صباح السبت الموافق الخامس والعشرين من نيسان (أبريل) 1970، كما وسبق لهذه الوكالات ان غطت أخبار قيام ثوار “الجبهة” بمهاجمة مكاتب شركة العال في أثينا في الرابع والعشرين من تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي، واشعال النار في مطار اللد مما أدى إلى تدمير المبني الرئيسي تدميرا كاملا في الرابع والعشرين من تشرين الأول (أكتوبر) 1968. ان تنفيذ العمليات الفدائية داخل الأرض المحتلة، وضرب المصالح الصهيونية والاستعمارية، أينما وجدت ينبع من إيمان ” الجبهة ” بما يلي:
- ان العمل الأساسي اليومي لثوارنا هو الكفاح المسلح، وتصعيد العمليات العسكرية داخل الأرض المحتلة للوصول إلى حرب التحرير الشعبية التي تعتبر نقطة الانطلاق لتحرير فلسطين. ويظهر ذلك جليا في عملياتنا في الاغوار والجولان والجليل والقدس واللد وتل أبيب.
- ان ضرب الأهداف المدنية داخل الأرض المحتلة كعملية تل أبيب تدخل ضمن استراتيجيتنا العسكرية بالإضافة إلى كونه ردا على تمادي السلطات الإسرائيلية العنصرية النازية بممارسة أساليبها الوحشية ضد مواطنينا في الأراضي المحتلة باتباعها أسلوب التهجير والإبادة الجماعية مع تركيزها على عمليات الاستيطان، والاعتداء على المدنيين كضربهم مصنع “أبو زعبل” ومدرسة “بحر البقر” بقنابل النابالم المحرقة دون تمييز بين طفل أو شيخ كبير أو بين العمال في مصانعهم والتلاميذ الأطفال الأبرياء في مدارسهم.
- العمليات الخارجية وضرب المصالح الاقتصادية التي تؤثر تأثيرا مباشرا على حالة العدو العسكرية والنفسية.
انطلاقا من كل هذا فان “جبهة النضال الشعبي الفلسطيني” تعمل من ناحيتها على تصعيد العمليات الفدائية عموديا وأفقيا بحيث تمتد الضربات الموجهة للعدو إلى العمق داخل الأرض المحتلة لتصيبه في الصميم، ويكون لها مردود على قوته العسكرية والاقتصادية والنفسية الصهيونية أينما وجدت. وايمانا من ” الجبهة ” بوجوب وعلى كل مرفق من مرافقه الحيوية، بالإضافة إلى أنها تقوم بتصعيد عملياتها من حيث الكم والكيف ضد المصالح الصهيونية أينما وجدت. وإيمانا من ” الجبهة ” بوجوب توضيح ما تتطرق اليه الجماهير من تساؤلات عن مدى تأثير مثل هذه الأعمال على قوة العدو الاقتصادية والعسكرية والنفسية، نقول بأن مبدأ ضرب الأهداف المعادية البعيدة عن الأراضي المحتلة، أي ضرب المصالح الصهيونية والاستعمارية في كل جزء من العالم، لا يلقى المعارضة كمبدأ بقدر ما هي قائمة على أساس انتقاد كل عملية في حد ذاتها، من حيث نجاح انجازها ومدى تأثيرها على العدو. فالجماهير تؤمن ان من حق المقاومة الفلسطينية إسماع العالم كله صوتها، وان تجعل العالم كله كمجتمع دولي يدفع الثمن فإسرائيل هي الدولة الوحيدة التي أقامها المجتمع الدولي بقرار من الأمم المتحدة على أرض شعب آخر. فالمجتمع الدولي كله مسؤول عن هذه الكارثة، واذا قيل في الداخل ان المقاومة الفلسطينية تخرج بهذه الاعمال عن قوانين العالم، فالرد ان العالم نفسه بمساعدته على خلق إسرائيل خرج على القانون الطبيعي، واذا كانت الحركة الصهيونية قد استطاعت أن تشعر العالم كله بذنب اضطهاد اليهود، فلا بد ان يشعر العالم بالذنب الذي ارتكبه ويرتكبه للآن بحق الشعب الفلسطيني، واذا كان النشاط الاعلامي الصهيوني الامبريالي قادرا على محاصرة عملياتنا داخل الأرض المحتلة وتشويهها واستغلالها لصالحه، فاننا يجب الاستفادة من العمليات الفدائية الخارجية اعلاميا بعد ان تمكنا من اخراج عملياتنا من نطاق حصاره الاعلامي المتسلط والمسيطر على وسائل الاعلام الواصلة بين منطقة الشرق الأوسط والعالم الخارجي، لذا فاننا نؤمن بأنه من حق الثورة الفلسطينية، بل من واجبها، ان توجه الضربات للمصالح الصهيونية والاستعمارية أينما وجدت سواء في فلسطين أو أية أرض من أجل توسيع ساحة الكفاح وتشتيت الاعداء، كما انه لا بد للثورة وللشعب العربي عامة من أن يجند نفسه لضرب مصالح الدول الاستعمارية المؤيدة لإسرائيل والصهيونية العالمية أينما وجدت، وعلى رأسها مصالح حكومة الولايات المتحدة الاميركية بصفة خاصة، التي تحكمها الاحتكارات ورأس المال، والتي سارت سياستها في الشرق الأوسط بعد
<1>
بيان لجبهة النضال الشعبي الفلسطيني حول حق الثورة الفلسطينية في ضرب المصالح الصهيونية في الخارج
المصدر: “الوثائق الفلسطينية العربية لعام 1970، مؤسسة الدراسات الفلسطينية، بيروت مج 6، ص 262 – 264”
نكبة 1948 لدعم وجود اسرائيل كقوة عسكرية تقف حجر عثرة في طريق التقدم العربي والوحدة العربية، مكونة حاجزا بشريا وجغرافيا بين شرق الوطن العربي ومغربه، فتعبر من خلاله في أي وقت لتنفيذ مؤامراتها من ناحية، ودعم القوى التي تحافظ على التجزئة لتتمكن من ابقاء الوطن العربي مجزأ، وتتمكن الدول الاستعمارية وعلى رأسها حكومة الولايات المتحدة من الاحتفاظ بقواعدها العسكرية في أرضنا، فتستطيع ان تنطلق منها لقمع الثورة العربية من ناحية أخرى. ولا زالت الجماهير العربية تذكر التدخل الأخير في حوادث الفتنة في لبنان تمهيدا لتصفية حركة المقاومة الفلسطينية، والمؤامرة التي دبرت وتدبر قبل وأثناء وبعد حرب حزيران (يونيو)، وهي حاليا تعمل على أن يستمر الوضع القلق الذي تلا حرب حزيران (يونيو)، لتصفية القضية الفلسطينية وقضية التحرر العربي لصالح اسرائيل، ومكافأة لها بالابقاء لديها على أجزاء من الأراضي التي احتلها بعد حرب حزيران (يونيو)، بحجة ضمان الحدود الآمنة، من خلال فرض تسوية سليمة لصالح اسرائيل. ولا يتأتى افشال هذه المؤامرات التصفوية الا باعتماد حرب التحرير الشعبية، فقد أبرز أحد قادة “االجبهة” في مؤتمر صحفي عقد في عمان بتاريخ 26/4/1970، بأن ” الجبهة ” تؤمن بأن حرب التحرير الشعبية تقضي بتوسيع نطاق منطقة الصدام مع العدو، وهي الاستراتيجية العسكرية التي تعتمدها ” الجبهة ” لتحرير فلسطين، وسبيلها إلى ذلك هو الكفاح المسلح. وكما هو معلوم فان من الأسس الرئيسية في استراتيجية حرب التحرير الشعبية العمل على التحام الشعب بالمناضلين، باعتبار الشعب القوة الرئيسية فيها، فيترتب اعداده عسكريا ونفسيا لخوضها وتوجيه جميع الطاقات البشرية والمادية لتكون موردا أساسيا لمعركة التحرير.
وأخيرا فان “جبهة التحرير الشعبى الفلسطيني” ترى انه لا بد من مشاركة جميع المنظمات الفدائية في وضع استراتيجية متكاملة من كافة النواحي تتلاءم وظروف بلادنا، لمواجهة أعدائنا، ومستندة في ذلك إلى دراسة عملية وافية تحدد دور كل فرد في المعركة.
<2>