بيان لجنة إنقاذ القدس لتوحيد الصف وإفشال مخطط تهويد القدس
المصدر: ” الوثائق الفلسطينية العربية لعام 1971، مؤسسة الدراسات الفلسطينية، بيروت، مج 7، ط 1، ص18-19 “
بيان لجنة إنقاذ القدس لتوحيد الصف وإفشال مخطط
تهويد القدس.
عمان |
| ( الدستور، عمان، 5 / 1 / 1971 ) |
العدو الصهيوني مستمر في خلق وقائع جديدة في الأراضي المحتلة لتكريس احتلاله المؤقت إلى بقاء دائم. وقد كان ضم القدس الخطوة الأولى في تنفيذ مخططه المرحلي. فبعد الضم اتخذ من القرارات والإجراءات ما يكفل له تهويد الحياة في المدينة المقدسة. وإن أبرز الإجراءات التي تمت حتى الآن الاستيلاء على مساحات كبيرة من الأراضي، والقيام بالحفريات حول المسجد الأقصى والأماكن المقدسة في البلدة القديمة من القدس، ثم إقامة العمارات السكنية. وهو يوشك بإجراءاته، الآن، تطويق المدينة المقدسة بسلسلة من الأبنية والمشاريع الإنشائية المختلفة. وهذه مرحلة من المراحل الأولى التي أتمتها. والآن بدأ العدو يخطط لما سماه بالقدس الكبرى، ويهدف إلى توسيع المدينة المقدسة لكي تستوعب مليونا من السكان الصهاينة الذين يجري تهجيرهم إلى فلسطين بإغرائهم بالسكن في القدس عاصمة العالم، ويطمس معالم المدينة الإسلامية، ويحقق العدو من وراء ذلك مكاسب اقتصادية وسياسية ودعائية على أوسع نطاق. العدو الصهيوني يكرس احتلاله، ويستغل كل طاقاته وخبراته من أجل تهويد الأرض والشعب والحياة في القدس وفي كامل الأرض المحتلة.
إن لجنة إنقاذ القدس التي تتابع ما يجري داخل الأرض المحتلة وما يتم خارج هذه الأرض، ومنها التطورات والأحداث التي تمت خلال عام 1970 ولا سيما أحداث أيلول ( سبتمبر ) الأسود وما عقبه من ذيول بددت وتبدد الطاقات وتهدد الإمكانيات وتشغل الثورة الفلسطينية والجيش العربي الأردني بمعارك جانبية وتقسم الشعب الواحد إلى فريقين متخاصمين.
إننا، ونحن نرى ما يجري داخل الأرض المحتلة وما يجري الآن على الأرض العربية، نجد أن الأمور تسير بشكل مترابط. فرض واقع جديد على شعبنا وأرضنا المحتلة هناك وخلق واقع هنا يخدم المخطط الذي يجري تنفيذه في الأرض المحتلة. ولقد كان العدو وهو المخطط لما يجري هنا وهناك، كان وهو ينفذ في الأرض المحتلة هذا المخطط، يترك لبعض الأيدي وللنفوس الضعيفة والعواطف الحاقدة والجهالة الجهلاء والضلالة العمياء والعصبية المقيتة، أن تقود إلى تنفيذ باقي المخطط هنا.
إننا نناشد جماهيرنا، نناشد كل جندي وضابط ومقاتل، نناشد كل ذوي الضمائر الحية في البادية والحاضرة في القرية والمدينة، حتى لا تلحقنا جميعا لعنة التاريخ، أن نعمل بقلوب مؤمنة مخلصة لرأب هذا الصدع ووقف هذا النزيف الدموي وهذه العواطف الآثمة، ورفع الأصوات عالية مدوية في وجوه كل من لا تردعهم ضمائرهم عن السير في غمرة هذا الطوفان الذي لن يوردنا إلا موارد التهلكة.
وبهذا وحده ننقذ القدس، ونفشل مخطط تهويدها وتهويد الأرض المحتلة، وتتجه كل بنادقنا وإمكانياتنا وطاقاتنا للقدس وباقي الأراضي المحتلة والمغتصبة من وطننا.
<1>