بيان للجبهة الشعبية الديمقراطية لتحرير فلسطين حول وجوب إبداء رفض حاسم لكل المشاريع الرامية لإقامة دولة فلسطينية
المصدر: ” الوثائق الفلسطينية العربية لعام 1970، مؤسسة الدراسات الفلسطينية، بيروت، مج 6، ص 1019 “
بيان للجبهة الشعبية الديمقراطية لتحرير فلسطين حول
وجوب إبداء، رفض حاسم لكل المشاريع الرامية لإقامة
دولة فلسطينية.
( الحرية، العدد 543، بيروت،
30 / 11 / 1970، ص 3 )
تنشط الامبريالية الأميركية والصهيونية في هذه الآونة لوضع صيغة نهائية لإنشاء دولة فلسطينية على جزء من التراب الفلسطيني بهدف تصفية القضية الفلسطينية برمتها وتصفية حركة التحرر العربية في عموم المنطقة. فالامبريالية العالمية تتبنى اليوم مشروعا لإقامة دولة فلسطينية في الضفة الغربية وقطاع غزة، مع الإبقاء على عرش الملك حسين في الضفة الشرقية كضمانة أخرى إلى جانب ما تمثله مثل هذه الدولة الفلسطينية- لبقاء سيطرتها وامتداد نفوذها. إن خطورة هذه الخطوة تأتي من الاستعداد الذي تبديه بعض الدول الصديقة في مشاريع من هذا القبيل ( وإن جاء هذا الاستعداد من موقع مختلف ).
بعد أن نجحت الامبريالية والصهيونية والرجعية في فرض المعركة على حركة المقاومة والحركة الوطنية الفلسطينية الأردنية ( حملة أيلول – سبتمبر ) وخرجت قوى الثورة المضادة من هذه المعركة أكثر تراصا وإصرارا لكسب الكثير على حساب الحركة الوطنية وحركة المقاومة، بعد أن تم ذلك تتجه الدوائر الامبريالية والصهيونية والرجعية الآن على محورين متوازيين: الأول، اصطناع قوى ” وطنية ” فلسطينية تضم الوجوه والأعيان ووزراء ونواب سابقين وتضم تجارا ومحامين من داخل الأرض المحتلة ( الضفة الغربية والقطاع ) وتعطي هذه التجمعات صفة الأحزاب الوطنية الفلسطينية المناضلة لإنهاء الاحتلال الإسرائيلي والمطالبة بتطبيق قرار مجلس الأمن، والرافضة لموقف الفدائيين ” المتطرفين ” كما تزعم هذه الأوساط، وذلك ما نلمسه من تحركات مشبوهة لعدد من هذه الشخصيات ” الوطنية، نحو عواصم غربية وعربية منخرطة وضالعة في التسوية السلمية.
الثاني: يتمثل بالضغط على فصائل المقاومة الفلسطينية لتبدأ مرحلة جديدة من التخاطب والتعامل أو على الأقل مناقشة مشروع إقامة الدولة الفلسطينية الذي كانت المقاومة ( قبل حملة أيلول- سبتمبر- الرجعية) ترفضه بالكامل.
إن محاولات دفع المقاومة للتسليم بمشاريع التسوية وإقامة الدولة الفلسطينية، وإن الضغوط العربية والدولية والمحلية لن تخفى خطورتها على حركة المقاومة ذاتها. ولكي لا يبقى ذلك مجرد ألفاظ تذروها الرياح يتحتم على حركة المقاومة الفلسطينية، أن تقلع عن عادة الصمت التي اتصفت بها خلال السنوات الثلاث الماضية وتعلن بمنتهى الصراحة والوضوح رفضها القاطع وإدانتها الكاملة لكافة مشاريع إقامة الدولة الفلسطينية فوق جزء من الأرض الفلسطينية- الأردنية. إن حرص حركة المقاومة وتأكيدها المستمر على وحدة ضفتي نهر الأردن يجب أن تكون مترافقة مع رفضها، لإقامة دولة فلسطينية فوق الضفتين معا أو على إحداهما دون الأخرى، وإن علينا جميعا أن نتذكر أن المسافة التي تفصل قوى الثورة عن قوى الثورة المضادة في هذه المرحلة الدقيقة هي مسافة قصيرة جدا.
حتى نفوت على الامبريالية والصهيونية جني ثمار حرب حزيران ( يونيو ) 1967، وكسب النصر السياسي لا بد من النضال المستمر لإسقاط كافة البرامج والمشاريع التصفوية للقضية الفلسطينية وفي مقدمتها قرار مجلس الأمن الدولي ومشروع روجرز ومشاريع إقامة الدولة الفلسطينية مهما اختلفت صيغتها وأشكالها، لا بد من النضال الدؤوب لإقامة جبهة وطنية تقدمية فلسطينية أردنية وعربية تحت شعار النضال لدحر الامبريالية والصهيونية والرجعية وقبر الحلول التصفوية ومشاريع الدولة الفلسطينية ومتابعة حربنا الوطنية حتى التحرير الكامل والشامل لفلسطين.
<1>