بيان للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين حول حادث الاستيلاء على الطائرة التابعة لشركة “العال” الإسرائيلية للطيران

بيان الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين حول حادث الاستيلاء على الطائرة التابعة لشركة “العال” الإسرائيلية للطيران
المصدر: “الوثائق الفلسطينية العربية لعام 1968، مؤسسة الدراسات الفلسطينية، بيروت، مج 4، ص 553 – 554”

‍ بيان للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين حول حادث الاستيلاء على الطائرة التابعة
لشركة “العال” الإسرائيلية للطيران.

29 / 7 / 1968

 

(الأنوار، بيروت، 30/7/1968)

         ان استيلاء “الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين” على طائرة “العال” الإسرائيلية من طراز “بوينج – 707” في الجو، خارج نطاق الأجواء الإقليمية لأية دولة، هو حق شرعي تمنحه حركة المقاومة الفلسطينية لنفسها، كما تمنحها اياه جميع الشرائع العالمية المتعارف عليها، خدمة لقضية تحرير مقدسة.

         لقد مارست شركة “العال” الإسرائيلية وطياروها، مهمات حربية تخرجها من نطاق الشركات المدنية العادية وتجعلها هدفا طبيعيا لنشاط الفدائيين الفلسطينيين.

         وهذه النقطة بالذات تحاول الجهات الصهيونية والموالية لها تجاهلها واعتبار طائرات “العال” طائرات تنشط في إطار الطيران المدني فقط، وهو ادعاء كاذب جملة وتفصيلا.

         ان “الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين” التي يهمها ان تجعل هذه النقطة واضحة بصورة قاطعة، تضع بين أيدي وسائل الإعلام العربية والعالمية، وبين أيدي وفد اتحاد الطيران الدولي الذي يزور الجزائر، الوثائق التالية، التي تثبت بصورة لا يرقى اليها الشك الطبيعة العسكرية العدوانية لطائرات شركة “العال” ولطياريها:
         أولا
 – في عددها الصادر في كانون الثاني (يناير) 1968 (المجلد 23 العدد 1) قالت مجلة “فلاينج ريفيو” المهتمة بشؤون الطيران العالمي في الصفحة 14، حرفيا:

         “ان دور شركة “العال” خلال حرب حزيران (يونيو) يدل على السرعة التي يمكن ان تحول بها الطائرات التجارية لخدمة حاجات الحرب … كثيرا من طياري شركة “العال” كانوا في الحقيقة طيارين عسكريين احتياطيين وقد حولوا على الفور إلى وحدات طائرات “الفوجا ماجستير”، وحين بدأت الحرب طاروا في مهمات عسكرية ضاربة، وفي الواقع فان شركة “العال”، نتيجة حرب حزيران (يونيو)، فقدت اربعة من طياريها خلال غارات شنها طائرات “الماجستير” الإسرائيلية”.

         وأكدت هذه الصحيفة – المصدر:
         “لقد تولت شركة “العال” نقل حمولات عسكرية إلى اسرائيل، وذكر ان طائرات “العال” حملت

بيان الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين حول حادث الاستيلاء على الطائرة التابعة لشركة “العال” الإسرائيلية للطيران
المصدر: “الوثائق الفلسطينية العربية لعام 1968، مؤسسة الدراسات الفلسطينية، بيروت، مج 4، ص 553 – 554”

بمعدات عسكرية للقوة الجوية الإسرائيلية من مطارات شركة داسو الفرنسية”.

         ثانيا – في “فورين ريبوت” الذي أصدرته صحيفة “الايكونوميست” البريطانية سرا يوم 13 تموز (يوليو) 1967 جاء حرفيا ما يلي:
         “ليلة 29 ايار (مايو)، لاحظ مراقبون في مطار صغير قرب بوردو ثلاث طائرات إسرائيلية من طراز “بوينج – 720 ب” تحمل بأجهزة الأشعة تحت الحمراء للتعقب “صواريخ ماترا 550 – 551”. وقد اعترفت مصادر تل أبيب، فيما بعد، ان هذه الأجهزة كانت فعالة في الهجوم المفاجئ على طائرات “الميج” والمعدات الأخرى على الأرض، وأتاحت للصواريخ الإسرائيلية أن تصيب أهدافها بدقة قاتلة”.

         ثالثا – في عددها المصادر يوم 22 حزيران (يونيو) 1967، قالت مجلة “فلايت انترناشيونال” اللندنية (عدد 3041، صفحة 1035):
         “تشعر إسرائيل بأنها خذلت من قبل صديقتها السابقة، بالرغم من ان خمس طائرات “بوينج 707″ قد حملت بقطع غيار من مصانع داسو، وطارت من بوردو قبل بدء الحرب”.

         رابعا – قالت مجلة “باري ماتش” الفرنسية في عددها 949 الصادر في 17 حزيران (يونيو) 1967، الصفحة 3:
         “في الساعة العاشرة من مساء 29 أيار (مايو)1967، حطت ثلاث طائرات “بوينج 720 ب” من الخطوط الجوية الإسرائيلية “العال” في مطار بوردو، انها طائرات بوينج تنقل عادة ركابا، ولكن بعد إجراء تغير فيها تستطيع كل واحدة منها ان تنقل 30 طنا من الحمولة. ومع انبثاق صباح 30 ايار (مايو)، غادرت طائرتا بوينج لـ “العال” المطار مرة أخرى بعد ان بقيتا هناك ست ساعات، وغادرت الطائرة الثالثة المطار بعد ذلك بقليل، محملة ليس فقط في الأمكنة المخصصة للركاب، ولكن أيضا في الأمكنة المخصصة أصلا لنقل الأمتعة. ولقد اخذت لهذه الطائرات صور بالعدسات المقربة، في واحدة من هذه الصور يستطيع المرء ان يرى بوضوح شكل أوعية للصواريخ، مغطاة بشباك. يتساءل المرء في بوردو عما اذا كانت هذه أجهزة الكترونية من داسو. هناك يفكر المرء بمصنع آخر قريب من بوردو ينتج محركات مزودة بأجهزة تعقب ذات أشعة تحت الحمراء، وفيما عدا ذلك لا نستطيع ان نجد أي مبرر للطائرات الإسرائيلية يحملها للقدوم إلى بوردو للتحميل. بعد أربعة أيام أعلن الإسرائيليون ان “الماترا 550 و551” قد حل محل “الماترا – 530″ التي توضع عادة في الميراج والميستير”.

         أن هذه الإثباتات تجعل الصفة العسكرية العدوانية لطائرات “العال” الإسرائيلية ولطياريها مسألة لا تقبل الشك، وهي اثباتات تخرج طائرات شركة “العال” وطياريها من نطاق الطيران المدني، وبالتالي تجعل من حق المقاومة الفلسطينية المسلحة ان تعتبر هذه الطائرات هدفا لعملياتها الموجهة ضد المجهود الحربي الإسرائيلي.

         أن “الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين”، اذ تعلن هذه الوثائق، وهي تدرك توفر وثائق عديدة أخرى تجعل من قضية الحق العربي في الاحتفاظ بالطائرة وركابها كغنائم حرب قضية بديهية لا تناقش، تؤكد مرة أخرى ان الطائرة أصبحت ملكا للشعب الفلسطيني، ولقضية التحرير المقدسة التي يناضل في سبيلها ضد العدو الذي ما يزال منذ 20 سنة ينتهك أبسط القواعد الإنسانية والقانونية دون أي رادع، وان ركاب الطائرة الأسيرة هم أسرى حرب مقابل كل الأسرى من الفدائيين في فلسطين المحتلة.

         أن “الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين”، اذ تضع هذه الإثباتات بين أيدي الحكومة الجزائرية المناضلة وبين أيدي بعثة الاتحاد الدولي للطيران، تعلن مجددا اصرارها على متابعة نضالها ضد العدو في كل مكان، وتوجيه ضرباتها له حيث وجد.


Scroll to Top