بيان للجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية حول قرار إسرائيل بضم مدينة القدس

بيان للجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية حول قرار إسرائيل بضم مدينة القدس
المصدر: “الوثائق الفلسطينية العربية 1980، مؤسسة الدراسات الفلسطينية، بيروت، مج 16، ط 1، ص 270 – 271”

بيان للجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية حول قرار إسرائيل بضم مدينة القدس.

بيروت، 1 / 8 / 1980

(“وفا”، بيروت، 2 / 8 / 1980، ص 3 – 4)

          عقدت اللجنة التنفيذية اجتماعا طارئا صباح امس الواقع في 1/ 8/ 1980 درست خلاله العدوان “الإسرائيلي” الجديد على مدينة القدس والمتمثل بالقانون الأساسي الذي صدر عن ما يسمى بالكنيست “الإسرائيلي” كما بحثت في الوسائل والإجراءات اللازم اتخاذها لمواجهة العدوان الخطير ووضعت خطة للتحرك فلسطينيا وعربيا وإسلاميا ودوليا..

          وفي هذا المجال فان اللجنة التنفيذية تؤكد ما يلي:

          أولا: ان ما اقدم عليه العدو الصهيوني بشأن القدس يشكل انتهاكا صارخا للشرعية الدولية وقرارات الأمم المتحدة بشأن القدس واعتداء صارخا على إرادة الرأي العام العالمي وهو يمثل حلقة جديدة في سلسلة الاعتداءات والجرائم “الإسرائيلية” ضد الشعب الفلسطيني وحرمة ترابه الوطني كما يمثل عدوانا على القيم الدينية للمسلمين والمسيحيين ويفرض عليهم مواجهة مصيرية وعقائدية وجودا وعقيدة وممارسة..

          ثانيا: ان صدور هذا القانون العدواني في أعقاب القرارات التي اتخذتها الأمم المتحدة بشأن القدس وقضية فلسطين والتي كان آخرها قرار رقم (1) في الجلسة الاستثنائية الطارئة رقم (7) يمثل طبيعة الاستعمار الصهيوني الاستيطاني في تناقضه الدائم مع الشرعية الدولية واستهتاره بقيم جميع المؤمنين ومعاكسته لتيار التاريخ، وان هذا التحدي الصهيوني يكشف عن عزلة الكيان الصهيوني على الصعيد العالمي..

          ثالثا: ان مسؤولية هذا العدوان الصهيوني على القدس تقع في المقام الأول على كاهل الولايات المتحدة الاميركية التي تقدم للكيان الصهيوني الدعم المادي والعسكري والسياسي غير المشروط لتمكينه من ممارسته اعتداءاته وجرائمه واستمرار اغتصابه واحتلاله للأراضي الفلسطينية والعربية وتنفيذ

<1>

بيان اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية حول قرار إسرائيل بضم مدينة القدس
المصدر: “الوثائق الفلسطينية العربية لعام 1980، مؤسسة الدراسات الفلسطينية، بيروت، مج 16، ط 1، ص 270 – 271

مخططاته التوسعية. ولا زالت تقوم بذلك مشاركة في هذا الكيان الصهيوني المعزول في تحديه للقرارات الدولية والاستهتار بالقيم والمثل الإنسانية والقوانين الدولية.

         رابعا: ان القدس هي عاصمة وطننا فلسطين العربية منذ ان بناها أجدادنا العباسيون والكنعانيون العرب في قلب فلسطين. وهي قبلة المؤمنين ومن ثم فان تحرير القدس من محتليها الصهاينة المنكرين للمسيحية والإسلام قضية مصيرية لشعبنا وأمتنا وهو السبيل الوحيد لتأمين حرية العبادة فيها لجميع المؤمنين..

         خامسا: ان اللجنة التنفيذية وهي تقدر مواقف الدول التي استنكرت هذا العدوان على القدس تدعو الأمم المتحدة إلى تحمل مسؤوليتها تجاه هذا العدوان بتطبيق العقوبات التي نص عليها ميثاقها، كما تدعو جميع دول العالم إلى اتخاذ إجراءات عملية تساهم في ردع المعتدي الصهيوني..

         ان اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية وهي تدرك من موقع مسؤولياتها الوطنية والقومية والدولية خطورة هذا العدوان، تعاهد شعبنا وأمتنا والعالم اجمع على مواصلة الكفاح بجميع الوسائل لتحرير التراب الوطني الفلسطيني وفي مقدمته القدس الشريف..


<2>

Scroll to Top