بيان للجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية حول تطبيع العلاقات المصرية- الإسرائيلية

بيان للجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية حول تطبيع العلاقات المصرية- الإسرائيلية
المصدر: “الوثائق الفلسطينية العربية لعام 1980، مؤسسة الدراسات الفلسطينية، بيروت، مج 16، ط 1، ص 30 – 31”

بيان للجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية حول تطبيع العلاقات المصرية – الإسرائيلية.

بيروت، 21/1 / 1980

(فلسطين الثورة، بيروت، العدد، 314 ، 28 / 1 / 1980 ، ص 8)

          يا جماهيرنا الفلسطينية والعربية المناضلة..

          تبدأ يوم السادس والعشرين من كانون الثاني – يناير- الحالي، الخطوة الأولى في تطبيع العلاقات الإسرائيلية – المصرية، بإقامة نقطة حدود رسمية وإنهاء المقاطعة المصرية للبضائع الإسرائيلية، وفتح الاتصالات بأنواعها بين مصر العربية والكيان الصهيوني، ضمن خطوات السلام الزائف الذي تحاول اتفاقيات كامب ديفيد فرضه على شعب مصر العربي، وعلى امتنا العربية جمعاء.

          لقد رسمت أطراف كامب ديفيد ان تكون الخطوة القادمة بعد شهر من هذا التاريخ، هي تبادل العلاقات الدبلوماسية بين إسرائيل ومصر، أي فتح سفارة إسرائيلية في القاهرة، وفتح سفارة مصرية في تل أبيب، على ان تتلو ذلك خطوات أخرى على طريق التطبيع الكامل بكل ما يعنيه من استسلام مشين. وستتم جميع هذه الخطوات، وسيرتفع العلم الإسرائيلي في سماء قاهرة المعز، دليلا جديدا للإذلال والقهر لأمتنا العربية جميعها.

          ان اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية تتوجه بهذه المناسبة الأليمة بنداء إلى شعب مصر الأبي، وإلى امتنا العربية المناضلة، وإلى شعبنا الفلسطيني المقاوم، كي يقفوا في وجه الاستسلام في جميع أنحاء الوطن العربي، ويجعلوا من هذا اليوم يوما لتجديد القسم والعهد على الصمود ومقاومة الاستسلام الذي ارتضاه نظام السادات، والذي وصل إلى حد المس بالكرامة الوطنية لشعب مصر، والكرامة القومية للأمة العربية على قاعدة التفريط الكامل لسيادة مصر على ارضها، وتواطؤ السادات ونظامه مع الصهيونية المغتصبة لإطلاق يدها في الاستيطان والتهويد وتشريد شعبنا الفلسطيني..

          إن اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، وهي تؤكد على أهمية فشل أطراف كامب ديفيد في زحزحة الصمود الفلسطيني والعربي، طوال العامين الماضيين، تعود لتؤكد من جديد على ان عملية تطبيع العلاقات تمثل ضربة جديدة لأمتنا العربية،

<1>

بيان للجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية حول تطبيع العلاقات المصرية – الإسرائيلية
المصدر: “الوثائق الفلسطينية العربية لعام 1980، مؤسسة الدراسات الفلسطينية، بيروت، مج 16، ط 1، ص 30 – 31”

لا تقل في خطورتها وآثارها عن زيارة السادات للكنيست أو توقيعه على السلام الزائف في كامب ديفيد.

         وإذا كان غضب الأمة العربية في وجه استسلام السادات لإرادة المحتلين الإسرائيليين، قد أدى إلى عزلته ومقاطعته عربيا، وأن اتفاقات كامب ديفيد كشفت حقيقتها على انها حلف عسكري عدواني، على المستوى الدولي كله، فان يوم تبادل العلاقات السياسية والدبلوماسية بين نظام السادات المستسلم وبين إسرائيل العنصرية المغتصبة، يجب ان يكون مناسبة لتأكيد صمودنا القومي وتجديد رفضنا الاستسلام، هذا الإصرار وهذا التصدي يؤكدان ان الحل الوحيد إنما يكمن في الأسلوب الثوري الذي اتبعته الثورة الفلسطينية منذ انطلاقتها في وجه كل الهجمات والمؤامرات الإمبريالية الصهيونية الغاشمة.

         يا جماهيرنا الفلسطينية والعربية..

         ان يوم السادس والعشرين من هذا الشهر هو يوم الغضب والصمود القومي في وجه الاستسلام، ولهذا تدعو اللجنة التنفيذية امتنا العربية من المحيط إلى الخليج، وجماهير شعبنا الفلسطيني داخل الوطن المحتل وخارجه إلى التعبير عن سخطها وغضبها واستنكارها لهذه الخيانة القومية بمختلف الوسائل والسبل، بما في ذلك إعلان الإضراب في هذا اليوم المشؤوم.

         كما ان الثورة الفلسطينية لتؤكد من جديد انها ستواجه بكل صلابة وحزم المحاولات الجديدة التي يبذلها أطراف كامب ديفيد.

         ونحن واثقون من ان امتنا العربية التي تخوض حرب صمود باسلة في وجه العدوان الإمبريالي الصهيوني، وفي وجه مؤامرة كامب ديفيد ستجعل من يوم السادس والعشرين من يناير- كانون الثاني يوما مشهودا ضد الاستسلام وضد حلف كامب ديفيد العدواني وضد الصهيونية المغتصبة، وتجدد العهد والقسم على الصمود حتى تحرير الأرض العربية والفلسطينية من رجس الصهيونية والاستعمار.

         وان الثورة الفلسطينية التي تجد أن أمتنا العربية تواجه اليوم مرحلة جديدة من مراحل النضال المرير والمواجهة الصعبة التي حفلت بها سبعينات هذا

<2>

بيان للجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية حول تطبيع العلاقات المصرية- الإسرائيلية
المصدر: “الوثائق الفلسطينية العربية لعام 1980، مؤسسة الدراسات الفلسطينية، بيروت، مج 16، ط 1، ص 30 – 31”

القرن، والتي تبدو اكثر خطورة في ثمانيناته لتتوجه إلى جميع الأحرار والأصدقاء والشرفاء في العالم اجمع، ليقفوا مع الثورة الفلسطينية والشعب الفلسطيني والأمة العربية في هذه اللحظات المصيرية الحاسمة من تاريخ الصراع ضد الصهيونية والإمبريالية والاستعمار، ومن اجل دعم نضال شعبنا حتى يتم تحقيق أهدافه وحقوقه الوطنية الثابتة بما فيها حقه في العودة وتقرير المصير وإقامة دولته الوطنية المستقلة فوق ترابه الوطني فلسطين. والثورة الفلسطينية واثقة من ان شعبنا العظيم في مصر، شعب عبد الناصر سيقف بحزم وقوة أمام مؤامرة كامب ديفيد وأمام مؤامرة كل المرتدين المستسلمين.

         وسيقف مع شعب فلسطين حتى تحقيق الانتصار ورفع راية امتنا العربية فوق القدس الشريف.

         وإنها لثورة حتى النصر.


<3>

Scroll to Top