بيان للجنة المركزية لحركة التحرير الوطني الفلسطيني “فتح” يدعو إلي مواجهة مشروع ضرب القوى الوطنية في لبنان
المصدر: “الوثائق الفلسطينية العربية لعام 1981، مؤسسة الدراسات الفلسطينية، بيروت، مج 17 ، ط 1، ص 220 – 221”
بيان للجنة المركزية لحركة التحرير الوطني الفلسطيني “فتح” يدعو إلى مواجهة مشروع ضرب القوى الوطنية في لبنان، ويؤكد ضرورة حشد الطاقات لخوض معركة المصير.
بيروت، 17/ 5/ 1981 |
| (فلسطين الثورة، بيروت، 19/ 5/ 1981) |
تشهد المنطقة العربية منذ التوقيع على اتفاقيات “كامب ديفيد” الاستسلامية صراعا عنيفا بين الإمبريالية والصهيونية والقوى المستسلمة والعميلة في المنطقة من جهة، والقوى التي تقف بعناد وصلابة في وجه مخططات أميركا في المنطقة وفي مقدمتها التحالف النضالي الفلسطيني السوري الوطني. لقد استعملت القوى المعادية كل أسلحتها من أجل ضرب صمودنا وفرض الاستسلام على جبهتنا، لكن صمودنا دفع “كامب ديفيد” إلى مأزقه الحالي وأفشل محادثات “الحكم الذاتي” لتعمد أميركا وإسرائيل مؤخرا إلى محاولة ضرب جبهتنا المقاتلة في لبنان في محاولة مكشوفة إلى خلق ظروف جديدة تساعد على تحويل لبنان إلى “إسرائيل” جديدة مستعملة في ذلك الاعتداءات والهجمات العسكرية الصهيونية المتواصلة على جنوب لبنان وتحريك القوى الانعزالية للسيطرة والهيمنة عليه، وأتى التحرك الأخير لقوات الردع العربية، ولسورية الشقيقة لمواجهة المخطط الإسرائيلي في لبنان وتحقيق الوفاق الذي سارعت “إسرائيل” والقوى الانعزالية لتخريبه. مما أدى إلى تصاعد خطير في المواجهة وخلق حقائق جديدة علينا أن ندفع بها لمنع أميركا و “إسرائيل” من مواصلة الضغط والابتزاز ولدفع مخططاتها باتجاه الفشل.
إن حركة التحرير الوطني الفلسطيني “فتح” تؤكد على ما يلي:
أولا:
أن ما يهدف إليه المخطط الأميركي، هو استكمال حلقات “كامب ديفيد” وذلك بضرب الوجود الفلسطيني والصمود السوري وشل دوره القومي وتحول لبنان إلى قاعدة أميركية إسرائيلية جديدة.
ثانيا:
إن المجابهة الفلسطينية السورية الوطنية اللبنانية للمخطط الأميركي الإسرائيلي في لبنان تشكل تطويرا جديا لعملية الصراع العربي الإسرائيلي الأمر الذي
<1>
بيان للجنة المركزية لحركة التحرير الوطني الفلسطيني “فتح” يدعو إلي مواجهة مشروع ضرب القوى الوطنية في لبنان
المصدر: “الوثائق الفلسطينية العربية لعام 1981، مؤسسة الدراسات الفلسطينية، بيروت، مج 17 ، ط 1، ص 220 – 221”
يجب أن تدعمه كافة الأقطار العربية، وهنا تبرز أهمية عقد اجتماع فوري لوزراء الخارجية العرب لدعم هذه المواجهة الباسلة وتطويرها لإلحاق الهزيمة بـ “كامب ديفيد” والمخطط الأميركي والذي نستغرب المماطلة في عقده رغم موافقة أغلبية الدول العربية على انعقاده منذ أكثر من أسبوعين بالرغم من خطورة الموقف والاعتداءات الإسرائيلية المستمرة والمتصاعدة ضد الشعبين اللبناني والفلسطيني والذي تستخدم فيها القوات الإسرائيلية أحدث الأسلحة الأميركية وحتى المحرمة دوليا.
ثالثا:
نؤكد على أهمية استمرار مواجهة المشروع الأميركي الإسرائيلي الانعزالي الهادف إلى السيطرة على لبنان وضرب قواه الوطنية وهذا يتطلب تشديد الدعم لكافة القوى الوطنية اللبنانية لتتمكن من دحر المخطط الانعزالي الصهيوني المدعوم أميركيا وحماية سيادة ووحدة وعروبة لبنان.
رابعا :
إن الإسراع في عقد اجتماع سوري وطني لبناني أمر هام لوضع وثيقة عمل سياسية تشكل برنامجا للمواجهة تدعمه جبهة الصمود والتصدي ودول الجامعة العربية، وذلك لضمان حماية سياسة المواجهة التي تم تكريسها في المواجهة القائمة الآن من قبل سورية والثورة الفلسطينية والقوى الوطنية اللبنانية سياسيا وعسكريا وتطويرها وصولا إلى فرض الحقوق العربية وعلى رأسها حقوق شعب فلسطين.
خامسا:
حشد كل الطاقات العربية في الجبهة السورية اللبنانية لخوض معركة المصير العربي.
سادسا:
إننا ندعو الرأي العام العالمي إلى الوقوف في وجه المخطط الإمبريالي الأميركي الرامي إلى توتير الوضع في المنطقة وتعريض السلام العالمي للخطر من خلال الإصرار على استعباد وقهر شعوب المنطقة والاستمرار في دعم “إسرائيل” القاعدة الأميركية العدوانية في المنطقة.
وهنا يبرز دور الاتحاد السوفياتي الصديق بوقفته في دعم هذه المواجهة العادلة في وجه العدوان والتهديد والتصعيد، الإسرائيلي الأميركي في المنطقة.
<2>
بيان للجنة المركزية لحركة التحرير الوطني الفلسطيني “فتح” يدعو إلي مواجهة مشروع ضرب القوى الوطنية في لبنان
المصدر: “الوثائق الفلسطينية العربية لعام 1981، مؤسسة الدراسات الفلسطينية، بيروت، مج 17 ، ط 1، ص 220 – 221”
وتشيد اللجنة المركزية لحركة التحرير الوطني الفلسطيني ” فتح ” بشعبنا داخل وخارج الوطن المحتل في ذكرى اغتصاب فلسطين التي صادف مرورها أول أمس، وهي الذكرى التي يواجهها شعبنا بتصعيد نضاله وكفاحه خصوصا جماهيرنا داخل الوطن المحتل، التي نوجه لها التحية والاكبار على بطولتها في التصدي للاحتلال وإرهابه. كما توجه اللجنة المركزية التحية إلى المقاتلين الأبطال في القوات المشتركة الصامدين على أرض الجنوب دفاعا عن أمتنا العربية.
إن حركة التحرير الوطني الفلسطيني ” فتح ” من خلال موقعها في منظمة التحرير الفلسطينية، ومن خلال دورها في التصدي للعدو الصهيوني والسياسة الأميركية في المنطقة، تؤكد لجماهير شعبنا الفلسطيني، داخل الوطن المحتل وخارجه، وجماهير أمتنا العربية أنها ستظل في قلب معركة الأمة العربية المصيرية حتى إلحاق الهزيمة بكافة أعداء أمتنا وشعبنا وتحقيق حقوقنا الوطنية الثابتة وفي مقدمتها حق العودة وتقرير المصير وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة.
المجد والخلود لشهدائنا الأبرار.
المجد لشعبنا الفلسطيني وأمتنا العربية.
وثورة حتى النصر.
<3>
