تصريح السيد الباهي الأدغم رئيس اللجنة العربية العليا للمتابعة حول المباحثات التي أجراها مع بعض الزعماء العرب بشأن الوضع في الأردن

تصريح السيد الباهي الأدغم، رئيس اللجنة العربية للمتابعة، حول المباحثات بشأن الوضع في الأردن
المصدر: ” الوثائق الفلسطينية العربية لعام 1971، مؤسسة الدراسات الفلسطينية، بيروت، مج 7، ط 1، ص 295 “

تصريح السيد الباهي الأدغم، رئيس اللجنة العربية
العليا للمتابعة، حول المباحثات التي أجراها مع بعض
الزعماء العرب بشأن الوضع في الأردن.

تونس، 14 / 4 / 1971

 

( العمل، تونس، 15 / 4 / 1971 )

         جاء سفري إلى القاهرة التي تحولت إليها صحبة السيد الطيب السحباني عضدي الأول في اللجنة العربية العليا ببادرة من الرئيس أنور السادات الذي أبدى رغبته في التحادث معي حول الوضع في الأردن. وفعلا فقد استقبلني الرئيس المصري غداة وصولي إلى القاهرة يوم الأحد 11 نيسان ( إبريل ) الجاري، وشرحت له وجهة نظري المتمثلة في أن اللجنة العربية العليا لم تعد قادرة على تدارك وضع بلغ حدا جديا من التدهور، نظرا لكونها جردت تدريجيا من كل وسيلة للعمل بسبب تصرف الحكومة الأردنية.

         وقد اغتنمت مناسبة زيارتي للقاهرة لإجراء اتصالات أخرى مع الرئيس جعفر النميري والرئيس حافظ الأسد وكذلك مع شخصيات أخرى.

         وقد كلفني رؤساء الدول الذين تحادثت معهم في القاهرة بإبلاغ الرئيس الحبيب بورقيبة تحياتهم الأخوية وتمنياتهم له بالشفاء العاجل.

         كما أني اغتنمت الفرصة وقدمت للرؤساء مذكرة ضمنتها استنتاجاتي الخاصة بشأن تنفيذ المهمة التي عهد بها إلي الملوك والرؤساء العرب في أيلول ( سبتمبر ) الماضي إذ تعذر إعداد تقرير مزكى من طرف ممثلي الحكومة الأردنية والمقاومة الفلسطينية.

         وقد ذكرت بالإنذارات والتحذيرات التي عبرت عنها ضمن مذكرة أولى وجهتها في كانون الثاني ( يناير ) الماضي لممثلي الملوك والرؤساء العرب، كما ذكرت بالتداعي المؤكد الذي آل إليه هذا الهيكل- الذي بعث في القاهرة لتعقب تنفيذ الاتفاقيات المبرمة بين الأردنيين والفلسطينيين – وذلك على الرغم من الجهود المبذولة وحسن استعداد من تحملوا أعباء إعادة الطمأنينة للنفوس والقلوب وتسوية وضع العلاقات بين الحكومة الأردنية والمقاومة الفلسطينية.

         وقد أعلنت أول أمس عن فحوى هذه المذكرة التي كانت مشفوعة بوثائق مفصلة أعدها الملاحظون العسكريون العرب عن كل الوقائع والمخالفات، من أي نوع كانت، والتي عاينها أعضاء لجنة المراقبة العسكرية. وقد صرحت وأؤكد الآن أنه ليس بوسعي أن أتحمل تبعة أعمال مشطة أصبحت أبعادها تتخذ شكل مأساة جديدة، كما أنه لم يعد بوسعي ملازمة الصمت إزاء عملية ترمي، لإبادة المقاومة الفلسطينية تدريجيا. ولذلك فإني أتبرأ من كل مسؤولية في هذا الشأن خاصة أن السلطات الأردنية عادت إلى شل نشاط اللجنة.

         بقي الآن على الملوك والرؤساء العرب أن يحددوا دون تأخير مواقفهم إزاء هذا الوضع الذي أصبح يهدد مصير الفلسطينيين ذاته.


<1>

Scroll to Top