تصريح المتحدث الرسمي باسم مجلس قيادة الثورة الليبي حول عدم التزام الحكومات العربية بقومية المعركة
المصدر: ” الوثائق الفلسطينية العربية لعام 1971، مؤسسة الدراسات الفلسطينية، بيروت، مج 7، ط 1، ص 7- 8 “
تصريح المتحدث الرسمي باسم مجلس قيادة الثورة الليبي
حول عدم التزام الحكومات العربية بقومية المعركة.
طرابلس، 2 /1 / 1971 |
| ( الحقيقة، بنغازي، 3 / 1 /197 1 ) |
تعلم الأمة العربية كلها أن الجمهورية العربية الليبية تقدمت بمشروع يدعو إلى قومية المعركة مع العدو الإسرائيلي، وذلك إثر مطالبة الجمهورية العربية المتحدة الدول العربية، ومن ضمنها الجمهورية العربية الليبية، بالتحرك بأي وسيلة لمقابلة التحدي الأميركي السافر والخطير ضد الأمة العربية والذي يتمثل في تزويد العدو بكل ما يطلب تمكينا له من التوسع والاحتلال وفرض إرادته على العرب بالقوة الأميركية.
وإيمانا من الجمهورية العربية الليبية بأن الرد الصحيح هو أن تدخل الأمة العربية جميعها المعركة مع كل الأعداء، أرسل مجلس قيادة الثورة أشخاصا رسميين، منهم ثلاثة أعضاء في المجلس والآخر وزير، وأبلغوا كل الدول العربية بهذا المشروع ووردت ردود بتأييد الاقتراح والاستعداد لتلبية النداء لليوم الفاصل من أجل فلسطين السليبة. وتقول معظم الردود أن على الدول المعنية أن تقدر الموقف والالتزامات ونحن على استعداد.
وفعلا اجتمعت الدول المعنية في طرابلس، واتفقت على استراتيجية جديدة، وأوكلت إلى وزراء الدفاع فيها بأن يقدروا الموقف عسكريا. واجتمع وزراء، الدفاع بالفعل في طرابلس أيضا، وقدروا الموقف، ووضعوا التزامات مادية محددة بزمان ومكان، وأبلغت الجمهورية العربية الليبية بقية الدول بالتزاماتها بوصفها صاحبة الدعوة. إلا أن الدول العربية لم تستجب للنداء، القومي، ولم تلتزم بواجباتها للمعركة، وكررت الجمهورية العربية الليبية النداء، وماطلت الدول العربية في الرد حتى ضاقت الجمهورية العربية الليبية ذرعا من تهرب تلك الحكومات من واجبها القومي، وعدم وفائها بما جاء في ردودها على المشروع. وعليه قررت الجمهورية العربية الليبية أن تتخذ موقفا معينا إزاء ذلك. وفي هذا الوقت بالذات، تقدمت الكويت بالجواب التالي:
سيادة الأخ العقيد معمر القذافي المحترم،
رئيس مجلس قيادة الثورة الليبية.
بعد التحية،
جوابا على كتابكم حول المشروع الليبي الداعي إلى قومية المعركة، أود أن أوضح لكم ما يأتي:
أولا- إن إيمان الكويت بقومية المعركة إيمان لا حدود له، وإن سياستنا ومواقفنا تنطلق من هذا الإيمان.
ثانيا- تقف الكويت دائما في مقدمة الصف فيما يتعلق بالقضايا العربية القومية والمصيرية، وقد اشتركت في جميع مؤتمرات القمة والتزمت بجميع قراراتها.
ثالثا- تؤمن الكويت بأن تبادل الرأي، بين المسؤولين العرب، أمر يجب استمراره. وكنا نود لو شاركنا وبقية الدول الشقيقة الأخرى في مؤتمر دول المواجهة، المنعقد في طرابلس، لنبدي رأينا في المواضيع التي بحثت، ولتصبح قرارات المؤتمر ملزمة للجميع.
رابعا- ونظرا لأن الكويت لم تدع للاشتراك في المؤتمر المذكور، فإن لدينا الكثير من النقاط التي تحتاج إلى توضيح.
خامسا- تأمل الكويت أن يعقد اجتماع عام لجميع الدول العربية وعلى أي مستوى يتفق عليه، لبحث هذا الموضوع لاتخاذ موقف عربي موحد بخصوصه.
الكويت في 17 شوال 1390هـ
الموافق 15 كانون الأول (ديسمبر) 1970 م
وعليه، فإن الجمهورية العربية الليبية تضع الأمر أمام الشعب العربي، من المحيط إلى الخليج، لكي يتحرك بواسطة حكوماته أو بدونها للخروج بحل حاسم من خلال اقتراح الكويت، خاصة في هذا الظرف الحرج من مراحل الصراع.
وإن عدم الاستجابة بعد الآن والالتزام بالصمت والتهرب من كلمة نعم أو لا، يعتبر بدون شك خيانة عظمى وجبنا ما بعده جبن.
وتأمل الجمهورية العربية الليبية أن يكون اقتراح الكويت مخرجا للمشروع، تتحرك من خلاله الحكومات العربية للاشتراك في معركة المصير.
<1>
