تصريح الناطق الرسمي الأردني حول ما ذكره السيد الباهي الأدغم عن موقف الحكومة الأردنية من العمل الفدائي
المصدر: ” الوثائق الفلسطينية العربية لعام 1971، مؤسسة الدراسات الفلسطينية، بيروت، مج 7، ط 1، ص 295 – 296 “
تصريح الناطق الرسمي الأردني حول ما ذكره السيد
الباهي الأدغم عن موقف الحكومة الأردنية من العمل
الفدائي.
عمان، 14 / 4 / 1971 |
| ( الدستور، عمان، 15 / 4 / 1971 ) |
يؤسفنا أن تصدر مثل هذه الأقوال عن شخص مثل الباهي الأدغم الذي تقلد مناصب مختلفة في بلده ومارس المسؤولية على أعلى مستوياتها، وبالتالي يفترض فيه أن يقدر شرف الكلمة الصادرة عن مسؤول. ومع ذلك واستذكارا لما سبق لسيادته وأدلى به من تصريحات في الأردن، لا نستغرب منه أن يدلي بهذه الاقوال التي لا تنسجم مع ما حاول تكريسه وهو في الاردن حينما قال في أول حديث تلفزيوني له في عمان – ان على الشعبين الاردني والفلسطيني ان يتعايشا – ولا يخفى بالطبع ما في هذا القول من معان خطيرة أهمها أن سيادته يحاول تكريس تفتيت الشعب الواحد. وبالرغم من أننا لفتنا انتباه سيادته الى أن مثل هذه الاقوال لا تخدم المهمة التي وكلت إليه من الملوك والرؤساء، الا انه أصر في مناسبات أخرى أن يكرر نفس القول، الامر الذي جعلنا ندرك ان سيادته انما جاء للاردن وفي ذهنه مهمة الإسهام في وضع خطوط أخرى على صورة الكيان الفلسطيني الذي تسعى اليه جهات أجنبية مشبوهة، على نفس المستوى الذي يسعى اليه العدو الاسرائيلي، وتساعده بعض جهات عربية بشكل مباشر احيانا وغير مباشر احيانا أخرى. ولا بد هنا أن نستذكر أيضا ما صرح به أحد أعضاء اللجنة المركزية لمنظمة التحرير مؤخرا حينما قال ان السيد محمد المصمودي وزير خارجية تونس توسط لدى اللجنة المركزية بتكليف من احدى الدول الكبرى لقبول اقامة دولة فلسطينية كخطوة أساسية للتوصل الى تسوية سلمية.
هذه حقائق يذكرها جميع المواطنين في الاردن. ولكن هناك ايضا ما يجعلنا نستهجن ان يتحول السيد الباهي الادغم من وسيط خير الى خصم يصدر احكاما على الاردن، عن بعد آلاف الاميال، معتمدا في احكامه على جانب فقط دون حتى الالتفات الى حقائق واضحة كالشمس، وأهمها أن اللجنة المركزية وافقت على اخلاء عمان من الاسلحة والمسلحين الذين سبق لسيادة الباهي الادغم وان أعلن أكثر من مرة أن عمان خالية منهم. فكيف يفسر لنا سيادته خروج 250 شاحنة من الاسلحة وعدد كبير من المسلحين خلال أسبوع واحد فقط ؟ فهل سيادته كان لا يعلم، بالرغم من الحاحنا عليه طيلة وجوده، بأن الاسلحة ما زالت في عمان وانها في تزايد أو أنه كان متواطئا على الاردن مستغلا مهمته النبيلة الموكولة اليه في التغطية على بذور النزاع المتمثلة بوجود أسلحة تزيد عما تحتاجه فرقة مشاة كاملة ضمن مدينة عمان لوحدها.
نحن نقدر الموقف الحرج الذي وضع فيه سيادته حينما خرجت هذه الكميات الهائلة من الاسلحة، والاعداد الضخمة من المسلحين من عمان خلال هذا الاسبوع. وهو الذي كان يقول انها خرجت.
لكننا مع ذلك لا نستطيع أن نقبل منه ان يخلص نفسه من هذا الموقف الحرج بصرف اتهامات واحكام غير صحيحة، لانه بذلك يكون قد ورط نفسه في سلسلة من الاخطاء المتلاحقة التي لا تخدم قضية قومية مصيرية يحاول سيادته ان يختبئ وراءها حتى حينما أراد ان يبرر تورطه السابق في سياسة معالجة الامور التي على السطح دون أن يكلف نفسه مهمة معالجة صلب الموضوع الذي طالما نبهناه اليه.
واخيرا ان الشعب الاردني الذي كشف كل هذه المؤامرة قبل الان ليس بحاجة الى مساعدته في فهم هذه اللمسة الجديدة على صورة التآمر البشعة.
<1>