تصريح صادر عن مصدر مسؤول في مجلس قيادة الثورة العراقية حول الوضع في الأردن
المصدر: “الوثائق الفلسطينية العربية لعام 1970، مؤسسة الدراسات الفلسطينية، بيروت، مج 6، ص 78-79”
تصريح صادر عن مصدر مسؤول في مجلس قيادة الثورة العراقي حول الوضع في الأردن.
بغداد، 11/2/1970 |
| (الثورة، بغداد، 12/2/1970) |
ان المرحلة الراهنة التي تمر بها الأمة العربية أحوج ما تكون إلى مضاعفة الجهود من أجل التصدي للعدوان الامبريالي الصهيوني على حقوق شعب فلسطين وحقوق الدول العربية. وان تطورات القضية الفلسطينية وفشل جميع المساعي التي بذلت حتى الآن لحمله على الانسحاب من الأراضي العربية والاعتراف بحق شعب فلسطين في أرضه، واستمراره في عدوانه بتأييد ودعم الامبريالية العالمية والأميركية منها بوجه خاص، ان هذا التطور في مجرى القضية الفلسطينية يستلزم التسليم بأهمية الدور الذي تلعبه القوى الجديدة التي ظهرت بشكل مؤثر في الساحة الفلسطينية، وهى قوى الشعب الفلسطيني المنظمة في العمل الفدائي جنبا إلى جنب مع الدور الذي تلعبه القوى المسلحة العربية.
ان الحكومة العراقية تقديرا منها لخطورة الوضع بادرت لاجراء اتصالات مع المسؤولين الأردنيين لتلافي كل ما من شأنه تصديع جبهة المواجهة، والانجرار إلى معارك جانبية لا يستفيد منها سوى العدو الصهيوني والامبريالية العالمية المتحالفة معه. ان العمل الفدائي الذي هو اليوم بضيافة الأردن الشقيق هو ملك الجماهير العربية كلها، وان قلق الجماهير العربية على مستقبل العمل الفدائي يعبر في الوقت نفسه عن قلقها على مستقبل الأردن الشقيق تجاه الاعتداءات المتكررة على أراضيه وتجاه المحاولات المستمرة للضغط عليه من قبل الدوائر الاستعمارية لاضعافه وإيقاعه فريسة المخططات الرامية إلى تصفية القضية الفلسطينية.
وان العراق الذي أعلن مرارا دعمه الكامل ومساندته المطلقة للعمل الفدائي كمنطلق للتحرير ومقدمة للثورة الفلسطينية يؤكد حرصه على تعزيز هذا العمل وحمايته وتصعيده وتمكينه من بلوغ غاياته السامية في التحرير الكامل.
ان العراق الذي يعتبر الجبهة الأردنية جبهته الأمامية مع العدو الصهيوني، والذي يتأثر بكل ما يؤثر على سلامتها ومتانتها، يشعر بقلق بالغ تجاه التطورات الأخيرة في الأردن، وسيرها السريع إلى نقطة الانفجار، والتي فسرت انها محاولة جديدة لإثارة الحساسيات بين العمل الفدائي والنظام الأردني. وهو في الوقت الذي يؤكد حرصه على حماية العمل الفدائي يرفض ان يستغل هذا العمل بما يسيء اليه ويخرجه عن أهدافه واستراتيجيته الأساسية في الكفاح من أجل تحرير الأرض العربية.
ان القوات العراقية الباسلة المرابطة في الأردن التزاما منها وتنفيذا لواجبها القومي المقدس في الدفاع عن الأرض العربية سوف لن تجد سوى الإيفاء بالتزاماتها في حماية تطلعات جماهيرنا في استمرار حرية العمل الفدائي ودعمه بكل الطرق والسبل وتمكينه من تأدية مهامه الأساسية كطليعة للتحرير.
<1>