تصريح للأمير فهد بن عبد العزيز آل سعود، ولي العهد للسعودي، بالدعوة إلى الجهاد المقدس رداً على قرار إسرائيل بضم مدينة القدس
المصدر: “الوثائق الفلسطينية العربية لعام 1980، مؤسسة الدراسات الفلسطينية، بيروت، مج 16، ط 1، ص 290”
تصريح للأمير فهد بن عبد العزيز آل سعود، ولي العهد ونائب رئيس مجلس الوزراء السعودي، بالدعوة إلى الجهاد المقدس ردا على قرار إسرائيل بضم مدينة القدس.
الرياض، أواسط آب ( أغسطس ) 1980 | (الرياض، الرياض، 18 / 8 / 1980 ) |
عندما بدأت الحركة الصهيونية مدعومة بعصاباتها الإرهابية التي كان مناحم بيغن يتزعم واحدة منها باغتصاب أجزاء من فلسطين عام 1948 أعلنت بعض الأوساط العربية حينذاك الجهاد المقدس ضد تلك الغزوة الصهيونية.. وقد أخذت اوربا بل الغرب كله وما يسمى بالعالم المتمدن على العرب اتجاههم لإضفاء الطابع الديني على صراعهم مع العدو الصهيوني بسبب اطلاق شعار الجهاد المقدس ولأسباب كثيرة تتعلق بالرغبة في ضبط الأمور والاعتدال والأمل في سلام عادل يحفظ للعرب حقوقهم الشرعية لم تكن الدعوة إلى الجهاد المقدس هي الغالبة في صراعنا مع الأعداء الصهاينة، واليوم بعد أن اكتمل لإسرائيل اغتصاب كامل أراضي فلسطين بالإضافة إلى ارض عربية أخرى تعلن إسرائيل كل القدس عاصمة موحدة وأبدية لها متحدية مشاعر العرب والمسلمين وقرارات الأمم المتحدة وهنا لا بد من التساؤل.. ماذا أفاد الاعتدال وهل هذا هو مفهوم الغرب بالنسبة للسلام العادل وأين هو إطار السلام الشامل الذي تصوروا وهما انهم وضعوه في كامب ديفيد ووعدونا به.. ألم تكن دعوة العرب والمسلمين إلى الجهاد المقدس الطويل والدؤوب هي الرد الوحيد على هذه الغطرسة الصهيونية الدينية والعنصرية وهل يلومنا العالم بعد اليوم إذا ما أخذنا الأمور بأيدينا وتصدينا للدفاع عن مقدساتنا ضد هذه العملية الصهيونية الدينية العسكرية. إن الكلام لم يعد يفيد ولا التصريحات تجدي في هذه اللحظات الدقيقة والحرجة فالأمة العربية والإسلامية تواجه تحديا فريدا من نوعه مدعوما من أعتى القوى العسكرية في العالم والمسألة هي أن نكون أولا نكون.
لقد سقطت جميع الأقنعة والحديث عن السلام مع إسرائيل اصبح ضربا من ضروب الخيال أما مسألة الحكم الذاتي للفلسطينيين فانها تحتاج من الذين ما زالوا يراهنون عليها إلى وقفة آباء وشمم تعترف بالفشل وتتراجع عما جرى ويجري.. ونحن في المملكة
<1>
تصريح للأمير فهد بن عبد العزيز آل سعود، ولي العهد للسعودي، بالدعوة إلى الجهاد المقدس رداً على قرار إسرائيل بضم مدينة القدس
المصدر: “الوثائق الفلسطينية العربية لعام 1980، مؤسسة الدراسات الفلسطينية، بيروت، مج 16، ط 1، ص 290”
العربية السعودية بتنا نعتقد اعتقادا راسخا أن العدو الإسرائيلي الذي يلتهم الأراضي العربية تدريجيا فيقوم بضم جميع الأراضي العربية المحتلة في الوقت المناسب لتصبح جزءا من إمبراطورية إسرائيلية.. من هنا أقول ان إعادة ترتيب البيت العربي بسرعة أصبحت مطلبا ضاغطا وملحا على قائمة أولوياتنا، وقد بادرت المملكة بالتعاون مع الأشقاء العرب إلى جمع الشمل حتى نقف جميعا ولا مفر من أن نقف جميعا وقفة واحدة في معركة واحدة مهما طال زمنها وثمنها نضع فيها كل الإيمان والتصميم والطاقات والإمكانيات وكل غال ورخيص.
ولن يهدأ لنا بال حتى تتحرر أراضينا العربية المحتلة ويعود الشعب الفلسطيني الشقيق معززا مكرما إلى وطنه ليقيم دولته المستقلة وعاصمتها القدس العربية بإذن الله.
أقول هذا ونحن نحتفل بعيد الفطر المبارك.. وهذا عهد منا للعرب والمسلمين.
<2>