تصريح ناطق رسمي باسم حركة التحرير الوطني الفلسطيني “فتح” حول الاعتداء الإسرائيلي على الأردن
المصدر: “الوثائق الفلسطينية العربية لعام 1968، مؤسسة الدراسات الفلسطينية، بيروت، مج 4، ص 189 – 190”
تصريح ناطق رسمي باسم حركة التحرير الوطني الفلسطيني “فتح” حول
الاعتداء الإسرائيلي على الأردن.
21 / 3 / 1968 |
| (“الثورة الفلسطينية”، العدد الرابع، |
كانت القيادة العامة لقوات العاصفة على علم مسبق بتحركات العدو خلال الخمسة أيام الماضية. فقد استطاعت وحدات الرصد التابعة لقواتنا ان تحدد ساعة الصفر التي حددها العدو لبدء هجومه المدبر، فصدرت الأوامر إلى جميع قيادات العمل داخل الأرض المحتلة، ان تكون في حالة استنفار كاملة وعلى استعداد تام للتحرك والضرب، وقد بثت الكمائن في كل مكان توقعنا ان يتخذه العدو مسرحا لعملياته.
وفي الساعة الخامسة والنصف من مساء أمس، بدأت مدفعية الهاون عيار (81) و(120) التابعة لمجموعاتنا المقاتلة بقصف تحشدات العدو ومواقعه قصفا مركزا أربكه وأوقع في صفوفه خسائر فادحة، واستمر القصف حتى الساعة الثانية بعد منتصف الليل، حيث أجرت قواتنا تغييرا سريعا في كافة مواقعها لمواجهة الهجوم الذي أصبح وشيكا.
وفي الساعة الخامسة والنصف من صباح هذا اليوم، بدأ العدو هجومه المنتظر فأخذت طائرات الهليكوبتر تقذف بأفواج كبيرة من مظلييه إلى منطقة الكرامة، حيث كانت كمائننا لها بالمرصاد، فاستطاعت أن تبيد أعدادا كبيرة منها. وعاد العدو فواصل قذف المظليين بأعداد هائلة مرة أخرى، وقد التحمت قواتنا مع قوات العدو بالرشاشات والقنابل اليدوية والسلاح الأبيض، في الوقت الذي كانت فيه وحدات مدفعية الهاون والصواريخ والـ R.B.J التابعة لقواتنا تدمر آليات العدو المتقدمة من ناحية البحر الميت. وفي نفس الوقت قامت عدة مجموعات من قواتنا المتمركزة في الأرض المحتلة بمهاجمة مؤخرة العدو، فوقع بين نارين وسقط في المصيدة التي أعدتها القيادة باتقان، وقد أصيب العدو بارتباك شديد ففقد السيطرة على قواته، الأمر الذي أتاح لقواتنا فرصة لإبادة هذه القوات المشتتة.
استمرت المعارك الضارية على طول جبهة القتال حيث فشل العدو في تحقيق أي من أهدافه.
وفي الساعة الثانية بعد الظهر، بدأ العدو يتقهقر، بذعر وبطريقة غير منتظمة، أمام الضربات المذهلة التي سددتها له قواتنا، ولا يزال ثوارنا يلاحقون العدو ويكبدونه الخسائر الفادحة، مما اضطره إلى طلب وقف إطلاق النار عندما أدرك ان تفوقه الجوي والآلي لا يحميه من رجال صمموا على النصر. وقد وقعت قوات العدو، التي تمكنت من اجتياز النهر هاربة إلى الضفة الغربية، في عدة كمائن أخرى نصبتها لها قواتنا على طريق انسحابها. هذا ولا تزال قواتنا تطارد العدو في كل مكان حتى اعداد هذا التصريح. بلغت خسائر العدو حسب التقديرات الأولية:
1 – عدة مئات من القتلى والجرحى.
2 – عشرات الدبابات والسيارات والنصف مجنزرة.
3 – طائرة من طراز مستير.
4 – تدمير عدد من مواقع العدو على الضفة، الغربية للنهر.
خسائرنا طفيفة جدا.
ان هذه المعركة، هي معركة فاصلة في تاريخ شعبنا حطمت أسطورة التهديدات الصهيونية، وأذلت كبرياء مجرمي الحرب في تل أبيب، وأكدت لهم ان شعبنا مصمم على القتال، على الثورة حتى النصر.
وحركة “فتح” وقواتها “العاصفة” تعلن أنها مصممة على المضي في ثورتها الظافرة. فقد بدأت مسيرة شعبنا إلى أهدافه، ولن تتوقف إلا بالنصر الكامل.