تعليق ناطق رسمي باسم حكومة الجمهورية العربية السورية، حول القرار البريطاني
المصدر: ” الوثائق الفلسطينية العربية لعام 1967، مؤسسة الدراسات الفلسطينية، بيروت، مج 3، ص 945 “
تعليق ناطق رسمي باسم حكومة الجمهورية
العربية السورية، حول القرار البريطاني
الذي اقره مجلس الأمن بخصوص ازمة
الشرق الأوسط.
دمشق، 23 / 11 / 1967
( البعث، دمشق، 24 / 11 / 1967 )
ان المشروع البريطاني الذي اقره مجلس الأمن تكريس دولي خطير لمبدأ حل المشاكل بالقوة المسلحة – ومساومة مكشوفة على القضية الفلسطينية الأساسية مقابل الوعد المبهم بانسحاب القوات الإسرائيلية المعتدية من بعض الأراضي العربية الجديدة، الأمر الذي رفضته الجمهورية العربية السورية رفضا مطلقا وحازما، ولا يمكن للشعب العربي ان يقبله بأي شكل من الأشكال. ان بريطانيا التي كانت السبب الأساسي والأول في بلاء ومصائب الشعب العربي الفلسطيني منذ وعد بلفور، انما تتابع بهذا المشروع مهمتها الاستعمارية التاريخية في تكريس وترسيخ العدوان والتوسع وإعطائه الشرعية الدولية، لقد رفض العرب بالإجماع في الدورة الاستثنائية الخاصة مشاريع اقل خطرا من هذا المشروع البريطاني الذي أقر بالأمس ولا يمكن ان يقبلوا اليوم هذا المشروع الذي يضع الأرض العربية مجال مساومة دولية ويفرض واقع الاحتلال الصهيوني ويحاول اجبار الأمة العربية على الاعتراف بهذا الواقع، وتأمين حدوده الجديدة ومنع الشعب العربي الفلسطيني المشرد من حق النضال المشروع لتقرير مصيره الذي كفلته مبادئ الأمم المتحدة وسائر القوانين الدولية، ويلغي نظام الهدنة وجميع قرارات الأمم المتحدة ومجلس الأمن السابقة حول القضية الفلسطينية والمناطق المجردة القديمة لا بل يطالب بمناطق مجردة جديدة وبحق الملاحة في الممرات المائية العربية الأمر الذي يمكن تلخيصه بانه مكافآت من مجلس الأمن والأمم المتحدة للعدوان الإسرائيلي الغادر وتشجيع اكيد للعدوان القادم الجديد والغزو التوسعى المستمر، وسابقة خطيرة في العلاقات الدولية ستنعكس نتائجها على جميع شعوب العالم.
ان موقف الجمهورية العربية السورية راسخ لم يتغير، وهي ترفض اية تنازلات لصالح المعتدين. وهذا الموقف منسجم مع ميثاق الأمم المتحدة ومبادئ القانون الدولي وهي تهيب بالشعب العربي ان يعتمد على نفسه اولا وأن يستعد للصمود والتضحية والكفاح الطويل لاسترداد وطنه المغتصب.