حركة المقاومة الإسلامية (حماس) (مذكرة تعريفية).
المصدر: خالد الحروب “حماس الفكر والممارسة السياسية، مؤسسة الدراسات الفلسطينية، بيروت، ط 2، 1997، ص 308- 317.
حركة المقاومة الإسلامية (حماس)
(مذكرة تعريفية)
بسم الله الرحمن الرحيم
أولاً: تاريخ النشأة
أعلنت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) عن نفسها في بيان جماهيري وزع في قطاع غزة يوم 12/12/1987، وفي الضفة الغربية يوم 14/12/1987، مؤذنة ببدء مرحلة جديدة في جهاد الشعب الفلسطيني ضد الاحتلال الصهيوني، هي مرحلة الانتفاضة الشعبية المباركة، ومنذ ذلك الحين دأبت الحركة على إصدار البيانات الشهرية الموجهة لأنشطة الانتفاضة الجماهيرية المباركة، وإصدار البيانات والمذكرات والنشرات التي توضح رؤيتها لطبيعة الصراع مع العدو الصهيوني، وتحدد مواقفها وسياساتها من مختلف القضايا والقوى والأحداث، والتي تبلورت في ميثاقها الذي وزعته الحركة في شهر [آب] أغسطس 1988.
ثانياً: دوافع النشأة
نشأت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) كنتيجة للتفاعل بين عوامل متعددة عايشها الشعب الفلسطيني منذ النكبة الأولى عام 1948 بشكل عام، ومن هزيمة عام 1967 بشكل خاص، وتتركز هذه العوامل على محورين اثنين هما: التطورات السياسية للقضية الفلسطينية وما آلت إليه حتى نهاية 1987، وتطور الصحوة الإسلامية في فلسطين وما وصلت إليه في منتصف الثمانينات.
على المحور الأول، أخذ يتضح للشعب الفلسطيني أن قضيته التي تعني بالنسبة إليه حياة أوموت، وقضية صراع حضاري بين العرب والمسلمين من جهة والصهاينة من جهة أخرى، أخذت تتحول إلى قضية لاجئين فيما بعد النكبة الأولى، أو قضية إزالة آثار العدوان، والتنازل عن الأرض المحتلة فيما بعد هزيمة 1967.
وأمّا برنامج الثورة الفلسطينية الذي تجمع وتبلور في منظمة التحرير الفلسطينية فقد تعرض في الثمانينات إلى سلسلة انتكاسات داخلية وخارجية عملت على إضعافه وخلخلة برنامجه، وقد سبق عقد الثمانينات سنوات السبعينات التي حملت إشارات مكثفة حول إمكانية القبول بحلول وسط على غير ما يشير إليه الميثاق الوطني الفلسطيني، وأخذت تلك الإشارات شكل طروحات فلسطينية واضحة وخاصة بعد توقيع اتفاقيات كامب ديفيد. وفي الثمانينات كان الاجتياح الصهيوني لجنوب لبنان ثم
<1>
حركة المقاومة الإسلامية (حماس) (مذكرة تعريفية).
المصدر: خالد الحروب “حماس الفكر والممارسة السياسية”، مؤسسة الدراسات الفلسطينية، بيروت، ط 2، 1997، ص 308- 317.
محاصرة بيروت أكبر إهانة تتعرض لها الأمة بعد حرب 1967، رغم الصمود التاريخي للمقاومة الفلسطينية فيها، إذ تم حصار عاصمة عربية لمدة ثلاثة أشهر دون أي رد فعل عربي حقيقي، وقد نتج عن ذلك إضعاف منظمة التحرير الفلسطينية وخروجها من لبنان، وعلى أثر ذلك الخروج ازدادت الاتجاهات التسووية داخل المنظمة، ورافق ذلك خلافات وانشقاقات على خلفيات المواقف والطروحات، وقد تضمنت طروحات التسوية التنازل عن أخطر شرطين مما تعاهدت على رفضهما جماهير الشعب الفلسطيني منذ بدايات جهاده اتساقاً مع تاريخه الطويل منذ الفتح العمري وللآن، وهما:
– الاعتراف بالكيان الصهيوني وشرعيته،
– والتنازل له عن جزء من فلسطين، بل عن الجزء الأكبر منها. وفي مثل هذه الظروف التي لقيت استجابة من منظمة التحرير الفلسطينية، تراجعت استراتيجية الكفاح المسلح، كما تراجع الاهتمام العربي بقضية فلسطين، وأصبحت مدرجة على جدول أعمال المؤتمرات والاجتماعات كسائر القضايا الروتينية، وكانت كل دولة من الدول العربية تعمل بمفردها على تكريس مفهوم القطرية بنَفَس فئوي بشكل مقصود أو غير مقصود وذلك من خلال التركيز على “الهوية الشخصية الكيانية” وترسيخ المفاهيم المتعلقة بها.
وبعد نشوب الحرب العراقية- الإيرانية تحول الاهتمام إليها طوال عقد الثمانينات تقريباً، وأصبحت قضية فلسطين هامشية بشكل كبير، وبموازاة ذلك كانت سياسة الكيان الصهيوني تزداد صلفاً وغروراً بتشجيع ومؤازرة من الولايات المتحدة الاميركية التي وقعت معه معاهدة التعاون الاستراتيجي في عام 1981 الذي تم فيه أيضاً إعلان ضم الجولان وتدمير المفاعل النووي العراقي.
ووصل الاستهتار الصهيوني بالقدرة العربية أَوْجَه عام 1982، عندما اجتاحت قواته جنوب لبنان وحاصرت عاصمته وقصفتها طوال أشهر، وما تلا ذلك من مجازر فظيعة في مخيمات صبرا وشاتيلا ذهب ضحيتها المئات من الشعب الفلسطيني، كانت المفارقة الغريبة في ذلك العام هي انعقاد مؤتمر القمة العربي في فاس في آيلول/ سبتمبر من نفس العام والتي جاءت كنوع من الاستجابة غير المباشرة لمشروع ريغان للسلام عام 1981 والذي رفض أية حلول تتضمن أي شكل من أشكال الدولة الفلسطينية المستقلة!! وتضمنت قرارات القمة واحدة من أخطر الانعطافات الرسمية الجماعية العلنية على مستوى الأمة، وهي الاعتراف الضمني بحق دولة “إسرائيل” في الوجود، كما تضمنت القرارات الدعوة إلى إنشاء صيغة كونفدرالية مميزة بين الأردن وفلسطين، وأخذت تلك الدعوة مجرى البحث بين الطرفين الذي انتهى باتفاق شباط [فبراير]، 1985 والذي تم إلغاؤه لاحقاً.
وفيما كانت السياسة العربية تتخبط في أوهام الأمل الذي عقدته على الإدارات الاميركية المتعاقبة، كان التطرف الصهيوني يأخذ مداه بإحكام أحزاب اليمين لقبضتها
<2>
حركة المقاومة الإسلامية (حماس) (مذكرة تعريفية).
المصدر: خالد الحروب “حماس الفكر والممارسة السياسية”، مؤسسة الدراسات الفلسطينية، بيروت، ط 2، 1997، ص 308- 317.
على سياسة وإدارة الكيان، وكانت سياسة الردع التي تبناها الكيان الصهيوني منذ عقود هي السياسة التي لا يتم الخلاف عليها، لذلك نفذت بعنجهية عملية حمام الشط التي قصفت فيها مقر منظمة التحرير الفلسطينية في تونس في [تشرين الأول] أكتوبر عام 1985، وكل ذلك كان يتم بدعم وتشجيع كاملين من قبل الإدارة الاميركية والمعقود عليها الآمال العربية بتحقيق طموحات القمم المختلفة !!
وعلى الصعيد الدولي كانت الولايات المتحدة قد تقدمت خطوات واسعة بعيداً عن الاتحاد السوفياتي في فرض إرادتها وهيمنتها، ليس على المنطقة فحسب، بل وفي العالم بأسره، إذ كانت المشاكل المتفاقمة يوماً إثر يوم داخل الاتحاد السوفياتي تتطلب منه الالتفات إلى الوضع الداخلي فأنتج التركيز الشديد على ذلك تراجع أولويات الإدارة السوفياتية وانسحابها التدريجي من الصراعات الإقليمية وترك الساحة للأميركان، وانتهى الدور السوفياتي إلى شكل مخيب للآمال بصورة لم يتوقعها حلفاؤه العرب، ومنهم جزء من الفلسطينيين.
ومع منتصف عام 1987 تراجع مشروع المؤتمر الدولي لحل “قضية الشرق الأوسط” بسبب الموقف الصهيوني- الأميركي وإلى غير رجعة، وظهر مشروع التقاسم الوظيفي بين الكيان الصهيوني والأردن الذي طرحه حزب العمل الحاكم آنذاك في دولة العدو الصهيوني.
وأمّا على صعيد الصحوة الإسلامية فقد شهدت فلسطين تطوراً واضحاً وملحوظاً كغيرها من الأقطار العربية، الأمر الذي جعل الحركة الإسلامية تنمو وتتطور فكرة وتنظيماً، سواء في فلسطين المحتلة عام 1948، أو في الضفة الغربية وقطاع غزة.
وأصبح التيار الإسلامي في فلسطين يدرك أنه يواجه تحدياً عظيماً مرده إلى أمرين اثنين:
الأول: تراجع القضية الفلسطينية إلى أدنى سلم أولويات الدول العربية.
الثاني: تراجع مشروع الثورة الفلسطينية من استراتيجية الكفاح المسلح إلى التسوية السياسية المفروضة على الشعب الفلسطيني، وفي ظل هذين التراجعين، مع نضوج خميرة المقاومة لدى الشعب الفلسطيني داخل فلسطين وليس من خارجه، كان لابد من مشروع فلسطيني إسلامي جهادي،، بدأت ملامحه في أُسرة الجهاد عام 1981 ومجموعة الشيخ أحمد ياسين عام 1983 وغيرها. ومع نهايات عام 1987 كانت الظروف قد نضجت بما فيه الكفاية لاكتمال مشروع جديد لتحرير فلسطين يقوم على أسس جديدة، فكانت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) التي كان لجماعة الإخوان المسلمين في فلسطين بشكل خاص دور أساسي في تأسيسها.
ثالثاً: هوية (حماس) السياسية
حركة المقاومة الإسلامية (حماس) حركة جهادية شعبية تسعى إلى تحرير
<3>
حركة المقاومة الإسلامية (حماس) (مذكرة تعريفية).
المصدر: خالد الحروب “حماس الفكر والممارسة السياسية”، مؤسسة الدراسات الفلسطينية، بيروت، ط 2، 1997، ص 308- 317.
فلسطين كاملة من البحر إلى النهر، تستند في فكرها ووسائلها وسياساتها ومواقفها إلى تعاليم الإسلام وتراثه الفقهي، وتضم في صفوفها كل من آمن بفكرها ومنطلقاتها واستعد لتحمل تبعات الجهاد والكفاح من أجل تحرير فلسطين وإقامة دولة إسلامية مستقلة فيها وهي بذلك منظمة شعبية واسعة، وليست تنظيماً حزبياً أو فئوياً ضيقاً، وتعتقد أنها بما تملك من رؤى وتصورات ومواقف وسياسات هي إضافة جوهرية ونوعية لفصائل العمل الوطني، وهي ليست بديلاً لأحد، وترى بأن ساحة العمل الوطني الفلسطيني تتسع لكل الاجتهادات والرؤى.
رابعاً: رؤيتها لطبيعة الصراع
وطريقة إدارته
تعتقد (حماس) ان الصراع الدائر بين العرب والمسلمين والصهاينة في فلسطين صراع حضاري مصيري لا يمكن إنهاؤه إلا بزوال مسببه وهو الاستيطان الصهيوني في فلسطين. فالمشروع الصهيوني الاستيطاني العدواني مشروع مكمل للمشروع الغربي الذي يستهدف سلخ الأمة العربية والإسلامية من جذورها الحضارية، وتكريس الهيمنة الصهيونية الغربية عليها من خلال استكمال مشروع إسرائيل الكبرى، وفرض هيمنتها السياسية والاقتصادية عليها، وما يترتب عليه من تكريس حالة الفرقة والتخلف والتبعية التي تعيشها الأمة العربية الإسلامية. والصراع بهذا الشكل هو صورة من صور الصراع بين الحق والباطل، الذي يوجب على العرب والمسلمين نصرة الشعب الفلسطيني، وتحمل تبعات الجهاد معه ضد الوجود الصهيوني لاستئصاله من فلسطين والحيلولة دون امتداد خطره للدول العربية والإسلامية الأخرى. وتعتقد (حماس) أن المشروع الصهيوني الاستيطاني لا يمكن اقتلاعه إلا بالجهاد الشامل الذي يعتبر الكفاح المسلح أداته المركزية. وترى (حماس) أن خير طريقة لإدارة الصراع مع العدو الصهيوني، هي حشد طاقات الشعب الفلسطيني لحمل راية الجهاد والكفاح ضد الوجود الصهيوني في فلسطين بكل السبل الممكنة، وإبقاء جذوة الصراع مشتعلة، لحين استكمال شروط حسم المعركة مع العدو من نهوض الأمة العربية والإسلامية واستكمال أسباب القوة وحشد طاقاتها وإمكاناتها وتوحيد إرادتها وقرارها السياسي.
وإيماناً بقدسية فلسطين ومنزلتها الإسلامية، وإدراكاً لأبعاد ومخاطر المشروع الصهيوني الاستيطاني في فلسطين، فإن (حماس) تعتقد أنه لا يجوز بحال من الأحوال التفريط بأي جزء من أرض فلسطين، أو الاعتراف بشرعية الاحتلال الصهيوني لها.
خامساً: استراتيجية الحركة
انطلاقاً من فهمنا لطبيعة الصراع مع العدو الصهيوني، وارتباطه بالمشروع الغربي لإلحاق الأمة العربية والإسلامية بالحضارة الغربية، وفرض التبعية والتخلف عليها،
<4>
حركة المقاومة الإسلامية (حماس) (مذكرة تعريفية). وإدراكاً منا لتعقيدات الوضع الدولي والإقليمي، واختلال موازين القوى بشكل واضح وكبير لصالح التحالف الصهيوني- الأميركي، فإن حركة المقاومة الإسلامية (حماس) تبني استراتيجيتها في مواجهة الاحتلال الصهيوني الاستيطاني لفلسطين على النحو التالي: 2 – ساحة المواجهة مع العدو هي فلسطين، والساحات العربية والإسلامية هي ساحات نصرة ومؤازرة لشعبنا الفلسطيني، وخاصة المخضبة بدماء الشهداء الزكية على مر العصور. 3 – مواجهة العدو ومقاومته في فلسطين يجب أن تظل متواصلة حتى النصر والتحرير، والجهاد في سبيل الله هو رائدنا في مواجهة العدو، ويأتي القتال وإلحاق الأذى بجنود العدو وآلياته على رأس وسائل المقاومة. 4 – العمل السياسي في منظورنا هو إحدى وسائل الجهاد ضد العدو الصهيوني، ويهدف في مفهومنا إلى تقوية جهاد وصمود شعبنا في مواجهة الاحتلال الصهيوني، وحشد طاقات شعبنا وأمتنا لنصرة قضيتنا. سادساً: مواقف وسياسات الحركة أولاً: على الصعيد الفلسطيني 1 – ترى (حماس) أن ساحة العمل الفلسطيني تتسع لكل الرؤى والاجتهادات في مقاومة الاحتلال الصهيوني، وتعتقد أن وحدة العمل الوطني الفلسطيني غاية ينبغي على جميع القوى والفصائل والفعاليات الفلسطينية العمل من أجل الوصول إليها. 2 – تسعى (حماس) إلى التعاون والتنسيق مع جميع القوى والفصائل العاملة على الساحة ورائدها في ذلك القاعدة الذهبية التي تقول: نتعاون فيما نتفق عليه ويعذر بعضنا بعضاً فيما نختلف فيه. 3 – حركة (حماس) ليست بديلاً لأحد، وترى أن م.ت.ف. إنجاز وطني ينبغي الحفاظ عليه ولا مانع لديها من الدخول في إطار م.ت.ف. على أساس التزام م.ت.ف. بالعمل على تحرير فلسطين، وعدم الاعتراف بالعدو الصهيوني وإعطائه شرعية الوجود على أي جزء من فلسطين. 4 – تعتقد (حماس) أنه مهما بلغت الخلافات في وجهات النظر والاجتهادات في ساحة العمل الوطني، فإنه لا يجوز بحال من الأحوال لكائن من كان أن يستخدم العنف والسلاح لفض المنازعات أو حل الإشكالات، أو فرض الآراء والتصورات. 5 – تعتقد (حماس) أنه على الرغم من تباين الطرح السياسي للقوى والفصائل الفلسطينية، فإنها تستطيع أن تعمل بشكل مشترك وخاصة في مواجهة العدو وتصعيد <5> | ![]() |
حركة المقاومة الإسلامية (حماس) (مذكرة تعريفية).
المصدر: خالد الحروب “حماس الفكر والممارسة السياسية”، مؤسسة الدراسات الفلسطينية، بيروت، ط 2، 1997، ص 308- 317.
المقاومة الشعبية المتمثلة في الانتفاضة المباركة. وقد بادرت (حماس) إلى تقديم مبادرات في هذا الصدد لتكوين قيادة مشتركة للانتفاضة، كما طرحت مشروعاً لأولويات العمل الوطني الفلسطيني.
6 – تولي (حماس) أولوية خاصة لتوحيد مجموعات وفصائل العمل الإسلامية، وتؤمن بأن القواسم المشركة بين هذه الفصائل أكبر بكثير من عوامل الافتراق.
7 – (حماس) منظمة شعبية واسعة، تدافع عن قضايا الشعب الفلسطيني من غير تمييز على أساس ديني أو عرقي.
ثانياً: على الصعيد العربي والإسلامي
1 – تتصل (حماس) بجميع الحكومات والأحزاب والقوى بغض النظر عن خلافاتها السياسية مع (حماس)، وتتعاون مع أي جهة لديها الاستعداد لدعم صمود ومقاومة شعبنا للاحتلال الصهيوني الغاشم.
2 – حركة (حماس) غير معنية بالشؤون الداخلية للدول، ولا تتدخل في سياسات الحكومات المحلية.
3 – تعمل (حماس) على تشجيع الحكومات العربية الإسلامية على حل خلافاتها وتوحيد مواقفها إزاء القضايا القومية، لكنها ترفض أن تقف مع طرف ضد طرف آخر، أو أن تكون طرفاً في أي محور سياسي ضد محور آخر.
4 – تؤمن (حماس) بالوحدة العربية والإسلامية وتبارك أي جهد يبذل في هذا المجال.
5 – تطلب (حماس) من جميع الحكومات والأحزاب والقوى العربية والإسلامية ان تقوم بواجبها لنصرة قضية شعبنا ودعم صموده ومواجهته للاحتلال الصهيوني، وتسهيل عمل حركتنا لإعانتها في أداء مهمتها.
ثالثاً: على الصعيد الدولي
1 – تتصل (حماس) بجميع الحكومات والأحزاب والقوى الدولية بغض النظر عن عقيدتها أو جنسيتها أو نظامها السياسي، ولا مانع لديها من التعاون مع أي جهة لصالح خدمة قضية شعبنا العادلة وحصوله على حقوقه المشروعة، أو تبصير الرأي العام العالمي بممارسة الاحتلال الصهيوني وإجراءاته القمعية اللاإنسانية ضد شعبنا الفلسطيني.
2 – (حماس) لا تعادي أحداً على أساس المعتقد الديني أو العرق، ولا تناهض موقف أي دولة أو منظمة ما لم يمارس الظلم ضد شعبنا، أو يناصر الاحتلال الصهيوني في ممارساته العدوانية ضد أبناء شعبنا.
3 – تحترم (حماس) القرارات الصادرة عن الهيئات والمنظمات الدولية ما لم تصادر أو تناقض حقوق شعبنا المشروعة في وطنه وأرضه وحقه في الجهاد حتى التحرير وتقرير المصير.
4 – لا تؤمن (حماس) بنقل ساحة المواجهة مع الاحتلال الصهيوني من فلسطين
<6>
حركة المقاومة الإسلامية (حماس) (مذكرة تعريفية).
المصدر: خالد الحروب “حماس الفكر والممارسة السياسية”، مؤسسة الدراسات الفلسطينية، بيروت، ط 2، 1997، ص 308- 317.
إلى أي ساحة دولية، وليس وارداً في خطة (حماس) العمل على ضرب المصالح والممتلكات الأجنبية للدول.
سابعاً: موقف الحركة
من التسوية السياسية
تستند (حماس) في تحديد موقفها من التسوية السياسية على عاملين اثنين هما:
أولاً: فهمها العميق لتركيبة العدو الصهيوني، وخلفياته الفكرية المستندة للتوراة والتلمود، وكتابات مؤسسي الحركة الصهيونية، والتمسك بأسطورة أرض الميعاد وشعب الله المختار، وشعار أرض بلا شعب لشعب بلا أرض، وإسرائيل الكبرى.
وإدراكاً لعمق المكر الذي ترتب على اتفاقيات الهدنة عام 1949، واتفاقيات “كامب ديفيد”، كل ذلك يجعلنا نعتقد بأن العدو الصهيوني يريد من التسوية السياسية أن تكون محطة للانطلاق نحو مرحلة جديدة من مخططه الاستيطاني التوسعي، وهو قادر على إنجاز ذلك نظراً لاختلال ميزان القوى الإقليمي الدولي لصالحه بشكل واضح وجلي.
ثانياً: إن مبدأ التسوية السياسية أياً كان مصدرها، أو أياً كانت بنودها فإنها تنطوي على التسليم للعدو الصهيوني بحق الوجود على جزء من فلسطين، هو أمر يدخل في دائرة النظر الفقهي في منظورنا، وبالتالي لا يجوز القبول به، فأرض فلسطين أرض إسلامية مباركة اغتصبها الصهاينة عنوة، ومن واجب المسلمين الجهاد من أجل استرجاعها وطرد المحتل منها.
وبناءً على ذلك، فقد رفضت الحركة مشروع شولتس وبيكر ونقاط مبارك العشر وخطة شمير وغيرها، وتعتقد (حماس) أن أخطر مشاريع التسوية التي طرحت حتى الآن هو مشروع الحكم الإداري الذاتي المطروح حالياً في مفاوضات واشنطن، وتأتي خطورته ليس فقط من مضمونه الذي يعني الإقرار بشرعية السيادة الصهيونية على جميع أنحاء فلسطين، وتطبيع العلاقات الصهيونية العربية وإطلاق يد الهيمنة الصهيونية على المنطقة فحسب، بل تأتي الخطورة من رضا وموافقة طرف فلسطيني وإن كان لا يمثل الشعب الفلسطيني تمثيلاً حقيقياً، حيث يعني ذلك إغلاق الملف الفلسطيني وحرمان الشعب الفلسطيني من حق المطالبة بحقوقه المشروعة، أو استخدامه الوسائل المشروعة للحصول عليها، فضلاً عن تكريس حرمان معظم الشعب الفلسطيني من العيش في أرضه ووطنه، وما يترتب على ذلك من نتائج قد لا يقتصر تأثيرها على الشعب الفلسطيني فحسب، بل يتعدى ذلك للشعوب العربية.
ونظراً لخطورة التسوية المطروحة حالياً، فقد تبنت الحركة موقفاً يقوم على النقاط التالية:
1 – توعية الشعب الفلسطيني بخطورة مشروع الحكم الإداري الذاتي والآثار
<7>
حركة المقاومة الإسلامية (حماس) (مذكرة تعريفية).
المصدر: خالد الحروب “حماس الفكر والممارسة السياسية”، مؤسسة الدراسات الفلسطينية، بيروت، ط 2، 1997، ص 308- 317.
الملحقة المترتبة عليه،
2 – العمل على تكتيل القوى الفلسطينية الرافضة لمشروع الحكم الإداري الذاتي والتعبير عن مواقفها في الساحات الفلسطينية والعربية والدولية،
3 – مطالبة فريق المفاوضات الفلسطيني والقيادة المتنفذة في م.ت.ف. التي تدعمه بضرورة الانسحاب من المفاوضات.
4 – الاتصال بالدول العربية والإسلامية المعنية ومطالبتها بالانسحاب من المفاوضات، والوقوف إلى جانب موقفنا الرافض لمشروع الحكم الإداري الذاتي.
ثامناً: الهيكل التنظيمي للحركة
اجتهدت الحركة في أن تبني هيكلها التنظيمي بما يتناسب مع ظروف الشعب الفلسطيني من جهة، وبما يحقق لعملها الفاعلية والاستمرارية من جهة أخرى. وساحة عمل الحركة الأساسية هي فلسطين حيث عمل أجهزتها ومؤسساتها، ولكن تركيبة أجهزتها تسمح لها بالتمدد خارج فلسطين بالقدر الذي ينسجم مع استراتيجيتها ومتطلبات حركتها، ويتكون الهيكل للحركة من جهازين رئيسيين هما: مجلس الشورى: الذي يضع السياسات العامة ويقر الخطط والموازنات، والجهاز التنفيذي: الذي يدير عمل الحركة ويتكون الجهاز التنفيذي من مجموعة من الأجهزة والمؤسسات هي:
المكتب السياسي
المكتب الإعلامي
الجهاز العسكري (كتائب عز الدين القسّام)
الجهاز الامني
مكتب شؤون الوطن المحتل
جهاز التنظيم والتعبئة الجماهيري
الناطق الرسمي ومقره خارج الوطن
وللحركة أنصار ومؤيدون في مختلف أنحاء العالم العربي والإسلامي.
تاسعاً: آمال وطموحات المستقبل
على الرغم من عمر الحركة القصير نسبياً إلاّ أنها بتوفيق الله كان لها دور بارز في تصعيد جهاد شعبنا ضد الاحتلال الصهيوني، وكانت الانتفاضة المباركة وتصعيدها الخطوة الكبيرة الأولى التي خطوناها فأحدثت- بإسهام قوى شعبنا الأخرى- نقلة نوعية في جهاد شعبنا، بحيث أصبحت ساحة الداخل الفلسطيني هي ساحة الجهاد
<8>
حركة المقاومة الإسلامية (حماس) (مذكرة تعريفية).
المصدر: خالد الحروب “حماس الفكر والممارسة السياسية”، مؤسسة الدراسات الفلسطينية، بيروت، ط 2، 1997، ص 308- 317.
والكفاح وليس ساحة الخارج كما كانت منذ النكبة الأولى عام 1948.
كما حولت مجتمعنا الفلسطيني إلى مجتمع فاعل مشارك في فعاليات الانتفاضة ونقلت خميرة المقاومة من العمل الفصائلي الضيق إلى العمل الجماهيري الواسع، والذي أسمع العالم بوضوح أن الشعب الفلسطيني يتعرض لممارسات قمعية صهيونية منافية ومناقضة لكل القيم والموازين المتعلقة بحقوق الإنسان، واكسبت قضيته العادلة أنصاراً كثيرين في العالم.
وحركة المقاومة الإسلامية (حماس) التي حازت على تأييد ما يزيد على نصف الشعب الفلسطيني في غضون سنوات قليلة، لتأمل أن يلتف حولها الشعب الفلسطيني والأمة العربية والإسلامية بما يشكله من عمق جماهيري داعم لقضية شعبنا الفلسطيني.
إننا ندرك أن حسم المعركة مع عدونا ليس أوانه الآن، ولكننا نبصر في شعبنا وأمتنا عوامل التغير والإيجابية، وما من ليل إلا بعده نهار، وما من ضيق إلا بعده فرج، وإننا في (حماس) عازمون على المضي في طريق الجهاد، وقد عاهدنا الله وجماهبر شعبنا على ذلك، واملنا بالنصر كبير، وإن طال الطريقوَيَسْأًلُونَكَ مَتَى هُوَ قُلْ عَسَى أَنْ يَكُونَ قَرِيبًا
.
والله الموفق.
<9>