خطاب السيد روحي الخطيب، أمين القدس، حول تغيير معالم القدس
المصدر ” الوثائق الفلسطينية العربية لعام 1971، مؤسسة الدراسات الفلسطينية، بيروت، مج 7، ط 1، ص 810- 814 “
خطاب السيد روحي الخطيب، مندوب الاردن الى الدورة
الثامنة والثمانين للمجلس التنفيذي للاونيسكو وامين
القدس، حول تغيير معالم القدس.
20 / 10 / 1971 | ( محفوظات مؤسسة |
حضرة الرئيس،
حضرات اعضاء المكتب،
حضرة المدير العام،
1 – بصفتي مندوب الاردن وامين القدس العربية، اشكركم على السماح لي بالكلام في قضية بسيطة حين ينظر اليها من زاوية القيم والحقائق الاساسية، ولكنها معقدة جدا حين تتعرض لمكائد دولة لم تقبل، حتى الآن، مرة واحدة اي وجهة نظر لا تتفق واهدافها الانانية.
2 – ان الاردن قلق جدا ومهتم جدا نتيجة الاجراءات و الانتهاكات والاعتداءات الخطرة التي لا تزال سلطات الاحتلال الاسرائيلي ترتكبها ضد المواقع الاثرية والثقافية والدينية، وكذلك ضد الصفة الاثرية والتاريخية الفريدة لمدينة القدس المقدسة. ان حكومتي تلفت، بالحاح، نظر رئيس واعضاء مكتب الاونيسكو التنفيذي الكرام في دورته الحالية، لا الى مأساة التراث العربي والاسلامي فحسب بل ايضا الى تراث البشرية باسرها في القدس.
3 – ان سلطات الاحتلال، الصهيوني، وقد تشجعت بالتأجيل من جهة وبالافتقار الى تنفيذ القرارات الدولية السابقة الخاصة بالقدس من جهة اخرى، لم تستمر في الوقت نفسه في انتهاكاتها بل وسعتها بحيث شملت حقولا جديدة بصورة مكشوفة سريعة وعنيفة.
4 – بين تلك الانتهاكات ما يلي:
(أ) متابعة الحفريات.
(ب) نسف مزيد من المباني الثقافية والدينية الاسلامية.
(جـ) انشاء كنيس فوق ارض اسلامية دينية ( وقف ).
(د) تغيير اسماء الشوارع والطرق والاحياء في القدس لطمس الاسماء العربية.
(هـ) تنفيذ مشروع القدس النموذجي الجديد.
وسأتناول، فيما يلي، كلا من هذه المخالفات المذكورة اعلاه على حده.
5 – متابعة الحفريات:
| (أ) | ان توصية كل من المؤتمر العام التاسع في نيودلهي، الذي عقد في 5 كانون الاول ( ديسمبر ) 1956، وميثاق لاهاي،1954، تعالج حماية الاثريات والممتلكات الاخرى الثقافية في حالة الصراع المسلح. فالبند 34 من توصية نيودلهي، ينص على انه في حالة الحرب على الدولة التي تحتل اراضي دولة اخرى ان تتجنب القيام بأي حفريات أثرية. |
| (ب) | ان سلطات الاحتلال العسكري الاسرائيلي، كما ورد في تقريرنا المقدم اليكم الذي تضمنته الوثيقة رقم |
<1>
خطاب السيد روحي الخطيب، أمين القدس، حول تغيير معالم القدس
المصدر: ” الوثائق الفلسطينية العربية لعام 1971، مؤسسة الدراسات الفلسطينية، بيروت، مج 7، ط 1، ص 810- 814 “
| (جـ) | ذكر ان البروفيسور بنيامين مازار، من الجامعة العبرية، لا يـزال يقـود فريقـا يقوم باعمال حفر اثرية من جهة، وان وزارة الشؤون الدينية الاسـرائيلية تقـود فريقا آخر تحت اشراف الحاخـام دوف بيرل من جهـة اخرى. وقد أكدت ” دافار ” و ” هآرتس “، الصحيفتان اليهوديتان اليوميتان، تقريرا عن استمرار هذه الحفريات، في عدد، 14 تموز (يوليو) 1971، و9 ايار (مايو) 1971 على التوالي. |
| (د) | ان اسوار الحرم الشريف جميعا، ومن ضمنها السوران الجنوبي والغربي، حيث تجري الحفريات الاثرية غير الشرعية، هي ملك للوقف الاسلامي الصحيح وحده. وبناء على المبادئ والانظمة الاسلامية، تعد هذه الاسوار وساحة الحرم داخلها اجزاء لا تتجزأ من المسجدين العظيمين قبة الصخرة والاقصى، ولكليهما القدسية نفسها. |
ولقد اكد ذلك واثبته تقرير اللجنة الدولية التي ارسلتها عصبة الامم في سنة 1930، الذي اعتبره مجلس الامن وثيقة دولية اعيد نشرها في الوثيقة رقم 8427 / S مضافة الى 1 X في 23 شباط ( فبراير ) 1968.
تحت هذا السور نفسه، لا تزال الحفريات تسير بصورة غير قانونية على يد ممثلي سلطات الاحتلال الاسرائيلي.
| (هـ) | لم تقبل او تقر حكومتي وسلطات الاوقاف الاسلامية في القدس، في اي وقت، سلطات الاحتلال العسكري الاسرائيلي او اي فريق اثري آخر على القيام بأي عملية اثرية في اي من المواقع المشار اليها. |
| (و) | بل ان المجلس الاسلامي في القدس، وهو الوصي الوحيد على هذه الممتلكات، على عكس ذلك قدم، في 18 تموز (يوليو) 1971، مذكرة احتجاج على استمرار هذه الحفريات غير القانونية إلى رئيس قوات الاحتلال العسكري الاسرائيلي، يدعوه فيها الى وقف هذه الحفريات التي تكون خطرا على جميع المواقع الاثرية والدينية العليا والمجاورة وتعرضها للانهيار. |
6 – نسف المزيد من المباني الثقافية والدينية:
ان سياسة نسف الحضارة والتاريخ العربيين والاسلاميين في القدس، ومحوهما، لم تعد سرا الآن.
| (أ) | ان الجنرال دايان، وزير دفاع السلطات المحتلة، كما ذكر لكم في الفقرة 10 من تقرير حكومتي الملحق رقم |
| (ب) | دعا السيد ديفيد شانير، رئيس حزب التوسع الصهيوني المتطرف، الى ” حركة ارض اسرائيل الكاملة ” في نداء نشرته صحيفة ” عال همشمار” اليهودية اليومية، في عدد 7 تموز (يوليو) 1971، طالبا فيه حفريات كاملة. ان هذه الخطة، كما اعلنها السيد شانير، تتضمن حفريات كاملة حول اسوار الحرم الشريف الاربعة، وذلك بنسف المباني الاسلامية الى عمق 20 مترا، واخيرا الاستيلاء على ساحة المسجد. |
| (جـ) | متبعا الخطوات نفسها، اكد الحاخام دوف بيرل، ممثل وزارة الشؤون الدينية المسؤول عن الحفريات ومنطقة حائط المبكى، لمراسل ” هاتسوفيه ” وهي صحيفة يهودية اخرى في عدد 23 كانون الاول (ديسمبر) 1971، البيان التالي: ” ان هدفنا الاخير من القيام بهذه الحفريات هو كشف حائط هيروديون الاصلي، الذي طوله 485 مترا كي نحفر تحته، ولنكشف ارتفاعه ونوسع الساحة امامه بنسف كل المباني المجاورة والمقابلة له، اي من مبنى المحكمة الشرعية الاسلامية حتى باب الغوانمة “. |
| (د) | بناء على السياسة والتخطيط الاسرائيليين، تبارك سلطات الاحتلال العسكري الاسرائيلية الحفريات وتقويها. ان تصدع ثم انهيار المبنيين، المؤلف كل منهما من طابقين قرب حائط المبكى، كما ذكر لكم في تقرير حكومتي |
<2>
خطاب السيد روحي الخطيب، أمين القدس، حول تغيير معالم القدس
المصدر: ” الوثائق الفلسطينية العربية لعام 1971، مؤسسة الدراسات الفلسطينية، بيروت، مج 7، ط 1، ص 810- 814 “
| الملحق، المؤرخ 13 / 10 / 1971، ليس امرا عاديا بل جزءا من خطة سياسية دبرت سلفا واعدت في الدوائر الصهيونية العليا، ونفذها بدقة عدد من المنظمات الاسرائيلية من ضمنها وزارة الشؤون الدينية، ودائرة الآثار القديمة، والجامعة العبرية، ووزارة الدفاع، وعدد من المنظمات الصهيونية الوطنية. ولكل من هذه حصة في انجاز مرحلة تؤدي الى هدم المواقع الاسلامية الثقافية والتاريخية والاثرية والدينية في القدس. |
(هـ) | اشتمل آخر المباني، التي تصدعت قرب حائط المبكى، زاوية ابي مدين الغوث المغربية وآخر مجموعة من مباني المؤسسات الاسلامية الدينية المغربية في المنطقة ان التداعي والتدمير يعنيان الشيء الكثير للذين يعرفون منكم المنطقة وتاريخها. كانت الزاوية مركزا دينيا للتعليم والحج للمسلمين من شمالي افريقيا، اي من ليبيا وتونس و الجزائر ومراكش وموريتانيا. انها تشبه اي دير مسيحي قديم، هنا او في باريس او في اي مكان آخر، ونسفها طمس لاحدى صفحات التاريخ والحضارة التي تربط القدس ببلاد شمالي افريقيا الاسلامية. |
(و) | تصدع الجامع العثماني كما ورد في ملحقنا المؤرخ 13 / 10 / 1971، ثم احيط بسياج، وذلك نتيجة الحفريات الاثرية غير القانونية التي تقوم بها وزارة الشؤون الدينية الاسرائيلية، والتي هي بداية حركة تهدد مباني الوقف الاسلامية الثقافية والدينية والتاريخية الممتدة على طول السور الغربي للحرم الشريف. |
هذا الجامع نفسه، وكل المواقع التاريخية والدينية البالغ عددها واحدا وثلاثين موقعا، والواردة في الخريطة التي اعدتها دائرة الآثار القديمة الاردنية وارفقت بتقريرنا الملحق، المؤرخ 13 تشرين الأول ( اكتـوبر ) 1971، ومباني السكن العربية المجاورة التي ترجع الى العصور الوسطى في الأحياء الخمسة المجاورة للسور الغربي، يخشى ان تلاقي المصير نفسه من التصدع، والتداعي، واخيرا النسف. ان مصير الجامع العثماني يذكرنا بمصير الزاوية الفخرية ومباني ابو السعود التي نسفتها سلطات الاحتلال نفسها في 14 / 6 / 1969 نتيجة حفريات مماثلة ارتبط بها في ذلك الحين قرار 10 / 10 / 1969.
7 – انشاء كنيس فوق ارض اسلامية دينية:
انشأت وزارة الشؤون الدينية الاسرائيلية كنيسا في قسم من منطقة عربية جرى فيها الحفر تحت الطابق الاول من المبنى القديم للمحكمة الشرعية الاسلامية. وهذا المبنى وقف اسلامي صحيح، واقع عند المدخل الرئيسي للحرم الشريف.
ان المبنى مدرسة اسلامية دينية تاريخية، اتخذ فترة طويلة مركزا للعدل، وكان، قبل مصادرته في 20 / 6 / 1969، مدرسة دينية اسلامية. ان انشاء كنيس يهودي في هذا المركز الاسلامي يكون تغييرا في طبيعة الموقع، احتج عليه المجلس الاسلامي كما ذكر من قبل. انه انتهاك خطر لمبادئ القانون الدولي، وللانظمة، والتوصيات التي اتخذتها الاونيسكو في مختلف مؤتمراتها.
8 – تغيير اسماء الشوارع والطرق والاحياء في القدس:
بدأ، في الآونة الاخيرة، انتهاك خطر، وأخذ يتسع في حقل تغيير اسماء الشوارع والطرق والساحات العامة والأحياء في القدس، سواء أكانت عربية أم اسلامية ام غير يهودية، واستبدالها باسماء يهودية بحتة. وبذلك يمحي وجه آخر من التاريخ والحضارة في القدس. ذكر ملحق تقرير الاردن مثلين حقيقيين: شارع سليمان القانوني، السلطان التركي الذي بنى سور القدس الحالي، غير الى ” شارع المظليين “. ثم باب المغاربة، الذي اطلق عليه اسم ” ريهوف بيت مهسي “، حتى التل المعروف في جبل سكوبس ” بالتل الفرنسي ” التابع لرهبان فرنسيين غير اسمه فأصبح يدعى ” تل موشيه حاييم شابيرا،، احد اعضاء الوزارة الاسرائيلية. ان لكل من هذه الاسماء اهمية تاريخية خاصة مرتبطة بتاريخ القدس وبالحضارات المختلفة التي سادت المدينة خلال العصور الماضية. ان محو هذه الاسماء مصمم للقضاء على قسم من تاريخ المدينة المقدسة، ويشكل جرما خطرا ضد الحضارة والتراث التاريخي لهذه المدينة القديمة.
9 – تنفيذ مشروع القدس النموذجي:
يزداد وقع المأساة بالمشروع النموذجي الخاص بقدس اكبر الذي تنفذه سلطات الاحتلال العسكري الاسرائيلي متحدية كل القرارات والمواثيق الدولية.
ان مواقع المباني الجديدة، التي اقيمت بصورة خاصة في جبل الزيتون المقدس، ونسف قرية النبي صموئيل، والتطويرات الاخرى المخططة، تتحدث عن نفسها. لقد ضحي بكل اعتبار فني من اجل ضمان تهويد القدس. ان كل تغيير في تخطيط المدينة يؤدي الى تغيير في طبيعتها، وقد اعتبر ذلك العمل غير قانوني وانتهاكا مفضوحا لمختلف قرارات الجمعية العامة ومجلمس الامن، التي كان آخرها قرار مجلس الامن رقم 298 / 71 في 25
<3>
خطاب السيد روحي الخطيب، أمين القدس، حول تغيير معالم القدس
المصدر: ” الوثائق الفلسطينية العربية لعام 1971، مؤسسة الدراسات الفلسطينية، بيروت، مج 7، ط 1، ص 810- 814 “
أيلول ( سبتمبر ) 1971.
حضرة الرئيس،
اود ان اشير الى الوثيقة التي قدمها المدير العام رقم المؤرخة 18 تشرين الاول ( اكتوبر ) 1971، التي تتضمن مقتطفات من التقرير الذي قدمه البروفيسور رايموند لامير في 7 تشرين الاول ( اكتوبر ) 1971 حول قضية القدس.
اصبح الوضع في القدس متدهورا الى حد ان المدير العام شعر بخطورته، فعين مستشارا خاصا للحصول على معلومات واقعية عن مدينة القدس ان هذا في حد ذاته مستحسن لأنه حيث يوجد الظلام تجب الاضاءة. ومن المؤسف ان الشعلة التي حملها المستشار الخاص تلقي بعض الظلال الغريبة. لا ادري هل كانت تعليمات المستشار غير كاملة ام انه لكثرة اشغاله لم يجد الوقت لدراسة الاوراق التي يستند اليها هذا الموضوع.
نلاحظ، مثلا، بعض الافتراضات الغريبة مثل الاشارة الى ” أمين المدينة “. ان الامم المتحدة رفضت في اكثر من مناسبة سلطة القوات الاسرائيلية المحتلة على المدينة القديمة والمناطق المحيطة بها كجبل الزيتون والتل الفرنسي واماكن اخرى اشير اليها في هذا التقرير. لذلك، فان اشارات كهذه تظهر في وثيقة للاونيسكو تكون على الاقل مذهلة تقريبا.
عهد الى المستشار الخاص اعداد تقرير يتناول الوضع الحقيقي في المدينة، وكل المقتطفات المقتبسة قائمة على ملاحظاته على الخطط التي اختارت السلطات المحتلة اطلاعه عليها، وعلى محادثاته معها. لا يجد المرء مرة اي اشارة الى معلومات حصل عليها من المجالس الكنسية في القدس، او من المجلس الاسلامي، او من مقيم غير اسرائيلي واحد في المنطقة.
ان الشواهد التي تتناول الحي اليهودي في القدس القديمة، تترك في المرء انطباعا مضللا كأنما كان الاسرائيليون يملكون هذا الحي. اود ان اخبرك، حضرة الرئيس، ان هذا الاسم آت من حقيقة بسيطة وهي انه قبل الحرب في 1947 و 1948 كان يسكن هذا الحي بعض اليهود الفلسطينيين في بيوت مستأجرة من مالكين غير يهود.
ان سجلات ملكية هذه الاملاك المودعة لدى الامم المتحدة، تظهر ان اكثر من 80% من الاراضي والمباني في الحي اليهودي يملكها عرب، وتضم خمسة جوامع وأربع مدارس وزاويتين وثلاث أسواق تجارية شرقية لخدمة الستة آلاف عربي الذين يسكنون هذا الحي.
ان اهمالات كهذه مؤسفة حقا، كما انها اشارت الى منطقة الحرم الشريف بأنها هيكل هيرودوس او منطقة الهيكل. انه ليذهلني ان تصدر عن شخص بارز كالمستشار الخاص عبارات غير مقبولة ابدا علميا واثريا وتاريخيا.
يذكر تقرير المستشار الخاص ان مشروع القدس النموذجي لم يوافق عليه، ومع ذلك قيل لنا إن العطاءات قبلت، وان العمل بدأ في بعض الاحياء. بينما نظمت مناقصة لانشاء منطقة تجارية في المدينة القديمة تتفق، بناء على قول المستشار الخاص، اولا مع خطط المشروع النموذجي، وثانيا مع القرار الذي اتخذته لجنة القدس في أول اجتماعاتها كما ورد في القسم الاخير من التقرير. اعجز عن تتبع هذا التعليل. ومع ذلك، يا حضرة الرئيس، وعلى الرغم من هذه النقائص، يؤكد هذا التقرير كل عناصر الشكوى التي قدمتها حكومتي ووردت في الوثيقتين رقم ورقم
. انه يؤكد دون اي ظل من الشك ان الحفريات غير القانونية لا تزال سائرة، وان النسف جرى ولا يزال جاريا، وان المواقع والآثار الدينية مهددة بالتداعي؛ ويؤكد أن المشروع النموذجي يجري تنفيذه، وكذلك مصادرة الممتلكات بصورة غير قانونية.
10 – حضرة الرئيس والاعضاء المحترمين:
يتضح تماما للجميع، أن الحقائق التي سردتها عليكم والدليل الذي قدمته، ان الحفريات التي تقوم بها سلطات الاحتلال الاسرائيلي ليست حبا واخلاصا لتراث الانسان الثقافي وتغذيته كما حاول مندوب اسرائيل ان يصورها لكم في بيانه الاخير المضلل، بل هي في الواقع اجراء هدام يهدف الى ان يمحو من القدس تدريجا كل المواقع الثقافية والدينية المسيحية والاسلامية وغير اليهودية، ” من اجل تهويد المدينة “.
ان هـذه بالنسبـة اليكـم انتم الذين كنتم في طليعـة الصـراع ضد العنصرية، واتخـذتم القـرار ( 8 ) في الجلسة السادسة عشرة، حرب عنصرية، بل اسوأ من ذلك حرب دينية.
انه لمن السخف ان نعتقد ان هدم ونسف ثلاثين موقعا ثقافيا في جوار الحفريات يؤديان إلى تغذية معرفة الانسان الثقافية. واسخف من ذلك الاعتقاد ان المصادرة القسرية لاملاك الاديرة المسيحية والاوقاف الاسلامية في جبل الزيتون والمنطقة المحيطة به لاقامة مبان ضخمة للمهاجرين اليهود بتصميم يغير طبيعة القدس هي لجعل القدس مدينة حية كما يزعمون. كذلك من المدهش ان الاسماء التاريخية للساحات والشوارع تغير وتطلق عليها اسماء شخصيات اسرائيلية معاصرة.
لقد حان الوقت، حضرة الرئيس، لتضع، مع مكتبك المحترم، حدا لهذه المزاعم التافهة.
<4>
خطاب السيد روحي الخطيب، أمين القدس، حول تغيير معالم القدس
المصدر: ” الوثائق الفلسطينية العربية لعام 1971، مؤسسة الدراسات الفلسطينية، بيروت، مج 7، ط 1، ص 810- 814 “
مـن الـمـؤسـف ان نـلاحـظ، عـلـى الـرغـم مـن كـل الجـهـود التي تبـذلـهـا الاونيسـكـو والـهـيئـات الـدولـيـة الـمـختلفـة ، وعـلى الـرغـم مـن كـل القـرارات والتـوصـيـات الـتي صــدرت عـن هـذا المجـلـس، رقـم
15-2، | 3/343، | 3/342، | 82/Ex، | 4/42، | 83/Ex، | 4-3-1 وعلى الرغم من قراري |
الجمعية العامة للامم المتحدة رقم 2253 و 2254 في 4 / 7 / 1967 و14 / 7 / 1967 علـى التوالـي، وقـرارات مجلس الامن رقـم 252 /68 في 20 / 5 / 68، ورقـم 267 / 69 في3 / 7 / 69، ورقم271 / 69 في 15 / 9 / 69، ورقم 298 / 71 في 25 / 9 / 71 التي تدعو اسرائيل الى الكف عن متابعة الحفر وتغيير معالم القدس، على الرغم من كل هذه، من المؤسف بل كما لا يصدق ان سلطات الاحتلال الاسرائيلي لم تمتثل، لاي من هذه القرارات المتقدمة متحدية الرأي العام العالمي بأسره.
بل على العكس من ذلك، تحدى مندوب اسرائيل في الامم المتحدة، في 25 / 9 / 1971، كل هذه القرارات برعونة وعدم احترام، ولم يتردد لحظة واحدة في قوله انهم لن يستجيبوا لها.
حضرة الرئيس ،
ان خبرة السنوات القليلة الماضية، فيما يتعلق بشكوانا، ألقت على مكتبكم واجب الوفاء بعهدكم، اي حماية املاك الانسانية الثقافية. أن الضروري الآن، بسبب تزايد الانتهاكات وتعرض المواقع الثقافية الباقية للخطر، ان يتخذ مكتبكم اجراء فوريا.
تجعلنا اعمال الانتهاك هذه جميعا ندرك انه ما لم نجمع جهودنا، وما لم نتعاون ونتوصل الى اجراء مشترك لمنع المعتدي من انتهاك حكم القانون والمواثيق والقرارات الدولية، فان كل جهودنا تذهب سدى.
ان حكومتي تقدر كثيرا مداولاتكم وقراراتكم، وتعرب عن شكرها العميق للمدير العام الذي يبذل كل جهد لتنفيذ قراراتكم في حقل عمل يقع في صميم مهمة الاونيسكو ومهمته الخاصة.
لذلك، فان حكومتي تناشدكم اتخاذ كل الاجراءات الممكنة لتقييد المعتدي، واجبار هذه السلطات المحتلة على تنفيذ قرارات مكتبكم كي تؤدوا واجباتكم في حماية تراث الانسانية الثقافي.
شكرا.
<5>