خطاب روحي الخطيب مندوب الأردن إلى المجلس التنفيذي للاونيسكو وأمين القدس حول تغيير معالم المدينة

خطاب السيد روحي الخطيب، أمين القدس، حول تغيير معالم المدينة
المصدر: ” الوثائق الفلسطينية العربية لعام 1971، مؤسسة الدراسات الفلسطينية، بيروت، مج 7، ط 1، ص 359- 363 “

خطاب السيد روحي الخطيب، مندوب الأردن إلى المجلس التنفيذي للاونيسكو وأمين القدس، حول تغيير معالم المدينة.

باريس،11 / 5 / 1971

 

( محفوظات مؤسسة
الدراسات الفلسطينية )

      حضرة الرئيس،

      1 – يشرفني أن أقدم إليك، وإلى أعضاء المجلس التنفيذي الممتازين، وإلى المدير العام، شكري الصادق على منحي هذه الفرصة للظهور أمامكم ثاني مرة. كانت المرة الأولى في تشرين الأول ( أكتوبر ) 1969 حين جئت كعضو في وفد المملكة الأردنية الهاشمية وأمين للقدس العربية لأحدثكم عن حريق المسجد الأقصى المفجع.

      2 – إن حكومتي، حكومة المملكة الأردنية الهاشمية، وقد روعتها وأثارتها الانتهاكات العدوانية المتتابعة التي ارتكبتها سلطات الاحتلال الإسرائيلي في المناطق المحتلة عامة وفي القدس خاصة، تلك الانتهاكات للمواقع الأثرية والتاريخية والدينية التي غيرت معالمها كليا، فكرت في إعطائي الفرصة مرة أخرى بصفتي ما زلت أمين القدس العربية للظهور أمام مجلسكم الممتاز لأشرح لكم الأحوال الخطرة جدا التي نتجت حتى الآن والتي ستؤدي، إذا سمح لها بالاستمرار، إلى كارثة على البشرية.

      3 – سمحت لنفسي بأن أوزع على أعضاء المجلس كتيبا صغيرا كنت قد نشرته باللغة الإنكليزية في سنة 1970 عنوانه ” تهويد القدس ” وردت فيه حقائق عن بعض الانتهاكات التي ارتكبتها سلطات الاحتلال الإسرائيلي حتى نهاية سنة 1969.

      4 – يتكون بعض هذه الانتهاكات الجديدة مما ورد في تقرير حكومتي الذي وزع عليكم كوثيقة المجلس التنفيذي رقم  في 7 آذار ( مارس ) 1971، والبعض الآخر من انتهاكات إضافية جمعتها مؤخرا. وكل المواد، سواء ما كان منها في التقرير وما جمع، مؤيد تماما بوثائق إسرائيلية رسمية أو بصحف إسرائيلية.

أولا – استمرار الحفريات الأثرية
الإسرائيلية غير الشرعية

      5 – على الرغم من القرارات المتكررة التي صدرت عن مختلف أجهزة الأمم المتحدة وعن مجلسكم لوقف الحفريات الأثرية غير الشرعية في القدس تستمر سلطات الاحتلال الإسرائيلي فيها دون الإصغاء إلى أحد سوى أهدافها الصهيونية الخاصة. إن الخريطة رقم (1) المرفقة بالوثيقة رقم تظهر ثلاث مراحل من الحفريات المتواصلة غير الشرعية التي يقوم بها الإسرائيليون حول أسوار الحرم الشريف في القدس القديمة.

      6 – كذلك تجدون في الوثيقة التي أمامكم وصفا مفصلا لما تنطوي عليه هذه المراحل، ولمدى الضرر الذي تسببه. وسأقدم الآن، بالإضافة إلى ذلك، المستند رقم (1)، وهو نسخة عن صورة نشرتها جريدة ” هآرتس ” في 23 نيسان ( أبريل ) 1971 تظهر اتساع أحد القطاعات في هذه الحفريات على طول السور الجنوبي حيث وصل العمق إلى 35 مترا معرضا للخطر المئذنة والمتحف الإسلامي والمسجد الأقصى.

      7 – نقلت الصحيفة الإسرائيلية ”  يديعوت احرونوت ” في عدد 28 تشرين الأول ( أكتوبر ) 1970 عن وزير الأديان، زيراح فيرهافتيغ، قوله: ” تهدف وزارة الشؤون الدينية الإسرائيلية إلى كشف حائط المبكى بأسره كي تعيد هذه الجوهرة الثمينة إلى مجدها السابق”.

      ثم تابع قوله: ” إن هذه الحفريات عمليات تاريخية ومقدسة تهدف إلى كشف الحائط بإزالة كل المباني المجاورة له على الرغم من أي من العقبات في طريقها، أو من كلها “.

      إن قسما من هذه المباني مؤلف من 300 فقط يسكنه لا أقل من ثلاثة آلاف عربي، ويضم أملاكا عربية ذات أهمية أثرية عظيمة، ورد وصف بعضها في الفقرة (8) من الصفحة (3) في الوثيقة رقم.

ثانيا- استمرار نسف المباني الأثرية

      8 – تشير الخريطة الثانية الملحقة بتقرير حكومتي إلى النتائج الخطرة للحفريات حتى الآن، كما تظهر المساحات الواسعة التي صادرتها السلطات العسكرية

<1>

خطاب السيد روحي الخطيب، أمين القدس، حول تغيير معالم المدينة
المصدر: ” الوثائق الفلسطينية العربية لعام 1971، مؤسسة الدراسات الفلسطينية، بيروت، مج 7، ط 1، ص 359- 363 “

الإسرائيلية ووضعت يدها عليها حول الحرم الشريف والمساحات الأخرى المهددة بوضع اليد.

          9 – أكثر من 200 مبنى أثري وديني ترجع إلى العصور الوسطى، ظهرت في المراحل الأولى الثلاث في هذه الخريطة، قد نسفت جميعا. ونتيجة لذلك، وبناء على الصحيفة الإسرائيلية اليومية ” هآرتس” في عدد 19 تشرين الأول ( أكتوبر ) 1970، أجبرت هذه الإجراءات الإسرائيلية 3000 عربي على إخلاء بيوتهم في هذه الأحياء التي هدم بعضها واحتل البعض الآخر نحو 350 يهوديا في تشرين الأول ( أكتوبر ) 1970، وأقيمت 600 وحدة سكنية يهودية جديدة على بقايا الأملاك العربية المنسوفة.

          10 – قالت الصحيفة الإسرائيلية اليومية ” معاريف ” في عدد 5 تشرين الأول ( أكتوبر ) 1970 أن السلطات الإسرائيلية قررت نسف وإزالة مدرسة عربية قديمة تبعد نحو 20 مترا عن الحرم الشريف، وتعرف بمدرسة الأقصى للبنات، وهي وقف إسلامي.

          11 – من تجول منكم يوما في القدس يذكر القرية الجميلة على رأس أعلى جبل في منطقة القدس، في ضاحيتها الشمالية الغربية. تلك كانت قرية النبي صموئيل، ولا وجود لها الآن. في 30 آب ( أغسطس ) 1970 أعلنت سلطات الاحتلال الإسرائيلي وضع يدها عليها، فصودرت بأمر عسكري أراضي هذه القرية وما يحيط بها، وتبلغ مساحتها 1200 فدان، وهدم الجيش الإسرائيلي في 23 آذار ( مارس ) 1971 جميع منازل القرية ومدرستها ما عدا الجامع. لم يعط القرويون الفقراء أي إنذار سابق أو مبرر، فاضطروا الى الرحيل بقوة السلاح فكان مصيرهم كمصير ألوف العرب من قرى عمواس ويالو وبيت نوبا التي محيت من الخريطة تماما بعد حرب حزيران ( يونيو ) فورا. تذكرون أيضا أن حي المغاربة في القدس لاقى المصير نفسه في 9 حزيران ( يونيو ) 1967. أهذا عالمنا الصغير؟ أهذه أعمال قائمة على التمييز العنصري أم الديني؟ لقد ائتمنتم على القيم الإنسانية لتحرسوها، وكل مبنى يزال من مكانه يمحو صفحة من هذه القيم الدولية.

ثالثا- انتهاك حرمة كنيسة القبر المقدس

          12 – دخل يهودي أميركي القبر المقدس زائرا في 26 شباط ( فبراير ) 1971، وإذ وجد نفسه وحيدا بدأ يحطم الأيقونات والمصابيح الزيتية المحيطة بالقبر المقدس ويدوس بلاطة القبر. لفتت الضجة التي أحدثها عمله انتباه الرهبان الموكلين بحراسة القبر المقدس، فأسرعوا نحو المكان وأذهلتهم رؤية الرجل يدوس بلاطة القبر، فاعتقلوه وسلموه للبوليس.

          13 – ذكرت الصحيفة اليهودية ” هآرتس” في عدد 3 آذار ( مارس ) 1971 أن التحقيقات الأولية أكدت أن الرجل يهودي أميركي، و أنه قدم للمحاكمة ووضع تحت الحجز 15 يوما في انتظار التحقيق الذي جرى سرا، وعلى الرغم من مرور أكثر من شهرين لم تعرف النتيجة ولن يكون غريبا أن يعلن في بلاغ رسمي في المستقبل أن الرجل مختل العقل كما قيل عن الشخص الذي أشعل النار في المسجد الأقصى.

          14 – ذكرت الطائفة الأرثوذكسية أن سلطات الاحتلال الإسرائيلي صادرت قطعة كبيرة من الأرض تملكها البطركية، وتقع بين فندق الملك داود وبين محطة السكة الحديد في القدس. قدمت البطركية احتجاجا شديدا ضد هذا العمل الذي يعد اعتداء وقحا على الوجود المسيحي في المدينة المقدسة، ولكنها لم تجد استجابة حتى الآن.

          15 – صادرت سلطات الاحتلال الإسرائيلي في الآونة الأخيرة بناية فندق ” فاست ” في القدس التي تخص البطركية الأرثوذكسية الاميركية في القدس بحجة أن البناية متداعية جدا ولا يمكن إصلاحها، ثم نسفتها. ثم أن سلطات الاحتلال الإسرائيلي باعت قطعة الأرض لشركة إسرائيلية لإنشاء فندق جديد. رفعت البطركية قضية على السلطة مطالبة بإرجاع الأرض إليها، ولم يتم حتى الآن التوصل الى قرار.

          16 – في تشرين الثاني ( نوفمبر ) 1970 ذكر أن الإسرائيليين قد خدعوا بصفقة بيع مزورة عقدت في نيويورك، المشرف على دير نوتردام الكاثوليكي في القدس فوقع اتفاقية لبيع أكبر فندق للحجاج الكاثوليك. ودير في القدس للجامعة العبرية. وإذ تنبه قداسة البابا الى هذا النبأ الخطر أمر وكيله في القدس، الأسقف كلداني باتخاذ الخطوات القانونية اللازمة لإبطال هذه الصفقة. وقد رفع الأسقف كلداني قضية الى المحكمة العليا في القدس طالبا الإلغاء.

          17 – حتى خلال الإجراءات القضائية أجبر معظم الرهبان على الانتقال من الدير الى مواقع أخرى تاركين وراءهم أربعة رهبان فقط.

رابعا – مصادرة أملاك عربية أخرى حول القدس، والاستيلاء عليها في الواقع

          18 – أصدر وزير المالية أمرا بمصادرة 11680 دونما من الأرض العربية ( نحو 3000 فدان ).

          وصدر أمر المصادرة هذا في الجريدة الرسمية الإسرائيلية رقم 1656، في 30 آب ( أغسطس ) 1970، وهو المستند (2) ويتضمن نسخة فوتوستاتية عن الأصل العبراني وترجمة الى الإنكليزية.

          19 – أن هذه المصادرات للأراضي العربية تغير الوضع الجغرافي للأرض العربية، وهذا يؤدي الى تغيير آخر في التصميم العمراني والبنائي وأخيرا الى تغيير

<2>

خطاب السيد روحي الخطيب، أمين القدس، حول تغيير معالم المدينة
المصدر: ” الوثائق الفلسطينية العربية لعام 1971، مؤسسة الدراسات الفلسطينية، بيروت، مج 7، ط 1، ص 359- 363 “

ثالث للسكان بإحلال الإسرائيليين محل العرب. فهل هذا تمييز؟

خامسا- إكمال تخطيط بلدي لتغيير الوضع الراهن للقدس

          20 – إن إجراء المصادرة السابقة، مضافة الى تلك التي لوحظت في نيسان ( إبريل ) 1968، كانت مقدمة لمشروع إسرائيلي للقدس يدعى” المشروع النموذجي “. يواجه هذا المشروع باستمرار انتقادا شديدا من المجتمع الدولي لان غرضه لا تغيير الوضع السكاني والطابع الفريد للقدس فحسب بل أيضا القرى والجبال التي حولها حتى بلدتي رام الله في الشمال وبيت لحم في الجنوب. إن مصير عرب قرية النبي صموئيل، وتشريدهم كما أشرنا الى ذلك فيما تقدم، مثل لما قد يحدث.

          21 – إن هذا المشروع الإسرائيلي النموذجي الخاص بالقدس يتصور إنشاء أربع ضواح إسرائيلية على الأراضي والأملاك العربية المغتصبة. وهي مصممة لتضم 35000 وحدة بناء جديدة و 34 مشروعا صناعيا جديدا.

          22 – إن إنشاء هذه الوحدات هو لإيواء 122000 مهاجر يهودي جديد، أي نصف سكان القدس الحاليين تقريبا.

          وقد أوضح هذا الهدف أيضا السيد شريف في عدد 16 شباط ( فبراير ) 1971 من ” نيويورك تايمز ” بقوله: ” لتوطين مهاجرين جدد بأسرع ما يمكن من اجل إبقاء القدس مدينة يهودية”.

          23 – نشرت ” الايكونوميست ” اللندنية في عدد 2 كانون الثاني ( يناير ) 1971 التعليقات التالية، بعنوان ” القدس غابة من الخرسانة” : ” في اجتماع عقده السيد تيدي كوليك ( أمين القدس المحتلة ) قبل ثلاثة أيام من عيد الميلاد الأخير وحضرته لجنة عليا من المهندسين المعماريين والمخططين البلديين والمستشارين، تقرر أن المشروع النموذجي غير ملائم، وأكد الخبراء أنه يحرم القدس عظمتها ويحولها الى مدينة قبيحة لا تلائم العيش ولا تصلح له”.

          24 – رفض الخبراء الدخول في المضامين السياسية التي تحرم الأردن مساحات كبيرة من الضفة الغربية نتيجة فصل رام الله وبيت لحم والأراضي التي ما بينهما وضمها الى القدس، بغية زيادة مساحتها ثمانية أضعاف المساحة الحالية.

سادسا- إنشاء مبان عالية في القدس على جبل الزيتون خلافا لطبيعة القدس العمرانية الفريدة ولمقدساتها

          25 – أقدم لاطلاعكم ثلاث صور تمثل نموذجا للمباني التي تقيمها الآن سلطات الاحتلال الإسرائيلي في القدس متحدية أنظمة البناء التي أعدت بعناية خلال الانتداب وراعتها حكومتي بدقة.

          المستند 3: أن الصورة الأولى المشار إليها بالمستند (3) تظهر مجموعة من مباني سكن عالية أقيمت على ارض عربية مغتصبة في جبل سكوبس المجاور لجبل الزيتون في القدس.

          المستند 4: الصورة الثانية المشار إليها بالمستند (4) تظهر مجموعة من وحدات السكن الإسرائيلية الجديدة التي أقيمت على الجانب الشمالي من جبل الزيتون مفسدة جمال الجبل المقدس وجوار مقبرة الجنود البريطانيين.

          المستند 5: الصورة الثالثة المشار إليها بالمستند (5) تظهر مجموعة أخرى من المباني السكنية للطلاب الإسرائيليين أقيمت على أراض عربية مغتصبة في جبل الزيتون مكونة مع المجموعة الواردة في المستند (6) القسم الأول من مشروع بناء كبير لإيواء 13500 شخص في المرحلة الأولى، و18000 شخص في المرحلة الثانية المفروض أن تنتهي في سنة 1980 كما ذكرت الصحيفة اليومية الإسرائيلية ” هآرتس” في عدد 9 آذار (مارس) 1971. ولا ريب أن هذا المشروع سيغير، كما قالت ” هأرتس “، صفة جبل الزيتون المقدس ووضعه .

          26 – إن المشروع الإسرائيلي الجديد لمدينة القدس قد وصفته ” معاريف “، إحدى الصحف الإسرائيلية اليومية في عدد 21 كانون الأول ( ديسمبر ) 1970 بعنوان: ” انتحار عام بعد فشل مشروع القدس النموذجي “.

سابعا – انتهاك متواصل للأماكن المقدسة والممتلكات الإسلامية

          27 – ظهر التقرير التالي في عدد 12 كانون الأول ( ديسمبر ) 1970 من صحيفة ” معاريف “: علق في شوارع القدس أمس منشور يحذر من تداعي حائط المبكى نتيجة الحفريات المستمرة. دعا موقعو المنشور الوطنيين اليهود الى معارضة الحفريات ووضع حد لها.

          28 – حول الطابق الأرضي من مبنى المحكمة الشرعية الإسلامية القديم القريب من حائط المبكى الى كنيس يهودي، وأظهرت ” هآرتس” في عدد 23 / 4 / 1971 بعض المصلين اليهود خارجين منه، بناء على النسخة الفوتوستاتية التي أقدمها كمستند رقم (6).

          المستندان 6 و7: في الناحية الأخرى من حائط المبكى وعلى بعد اقل من 50 مترا، جامعان هدمتهما سلطات الاحتلال الإسرائيلي.إنه مثل آخر للتمييز العنصري.

          29 – كتبت الصحيفة العربية اليومية، ” القدس”،

<3>

خطاب السيد روحي الخطيب، أمين القدس، حول تغيير معالم المدينة
المصدر: ” الوثائق الفلسطينية العربية لعام 1971، مؤسسة الدراسات الفلسطينية، بيروت، مج 7، ط 1، ص 359- 363 “

في عدد 10 آب ( أغسطس ) 1970 بعنوان كبير: ” مشروع جديد للمدينة القديمة ” قالت ” إن لجنة المباني والتخطيط المركزية التابعة لسلطات الاحتلال الإسرائيلي في القدس أقرت مشروع المنتزه العام، وستستولي على المقابر الإسلامية حول أسوار المدينة، وعلى مساحات كبيرة من الوقف الإسلامي المجاور للحرم الشريف والمسجد الأقصى. إن الاستيلاء عليها يعني أنه لا أقل من 70% من الأملاك الإسلامية حول منطقة الحرم الشريف والمسجد الأقصى وجامع الصخرة ستقع في أيدي الإسرائيليين وستهود” .

          أهذا تهويد أم تحويل الى الصهيونية؟

          30 – حضرة الرئيس، إن الوضع الذي أمامك مثار قلق شديد. خلف برقع زائف من التحديث وإضفاء الصبغة الصهيونية يرتكب جرم ضد البشرية، ويغتصب التراث الإنساني للمدينة القديمة.

          31 – نعتقد مع الأمم المتحدة أن على سلطات الاحتلال الإسرائيلي أن تتقيد بدقة بنصوص اتفاقيات جنيف والقانون الدولي التي تنظم الاحتلال العسكري، وأن تكف عن إحداث أي عائق لقيام القدس بوظائفها الثابتة.

          32 – نعتقد مع الأمم المتحدة أن ” أي عمل من أعمال الهدم أو التدنيس للأماكن المقدسة والمباني والمواقع الدينية في القدس، وأي تشجيع أو تسهيل لمثل ذلك العمل قد يعرض للخطر بصورة جادة السلام والأمن الدوليين”.

          33 – نعتقد مع الأمم المتحدة ان على سلطات الاحتلال الاسرائيلي أن ” تحافظ بدقة على كل المباني والاملاك الاثرية التي ورد ذكرها وخصوصا في مدينة القدس القديمة. وان تكف عن الحفريات الاثرية، وتحويل معالم تلك الاملاك أو صفتها الأثرية والتاريخية “. ( القرار رقم 3 / 343 الذي اصدره مؤتمر الاونيسكو العام في دورته الخامسة عشرة ).

          34 – نعتقد مع الأمم المتحدة أن ” سلطات الاحتلال الإسرائيلي ( عليها ) أن تمتثل بدقة للالتزامات التي وضعها اتفاق لاهاي الدولي ” ( القرار رقم 4 / 42 الذي اتخذه مكتب الاونيسكو التنفيذي ).

          35 – نحن، مع الأمم المتحدة ” نستنكر بأقسى العبارات كل الإجراءات التي تتخذ لتغيير وضع مدينة القدس”.

          36 – أهملت سلطات الاحتلال الإسرائيلي قرارات الأمم المتحدة جميعا، دون استثناء بحرفيتها وروحها. أن الوضع الحالي أكثر من وضع خطر ومثير، وإني لواثق من أن المجتمعين هنا يدركون ذلك تماما كما أدركه.

          لا أستطيع أن أفعل شيئا أكثر من وضع الأمر أمام ضمير البشرية الممثل هنا بكل واحد منكم ليقرر مصيره. وآمل أن تقرروا وتعملوا قبل فوات الوقت. شكرا.

<4>

Scroll to Top