رسالة الهيئة الإسلامية في القدس إلى العرب والمسلمين حول حريق المسجد الأقصى
المصدر: “الوثائق الفلسطينية العربية لعام 1969، مؤسسة الدراسات الفلسطينية، بيروت، مج 5، ص 329”
| رسالة الهيئة الإسلامية في القدس إلى العرب والمسلمين حول |
| |
| القدس، 21/8/1969 | (منظمــة التحريــر |
|
إلى العرب والمسلمين في كل مكان…
نعي ونداء،
بمرارة لا تبلغ الألفاظ أعماقها ويأس بالغ، لا يحيط به كلام، ولا يحده تعبير. بمرارة وأسى، تنعى الهيئة الإسلامية في القدس المجاهدة الصابرة إلى العالم بعامة، والى المسلمين والعرب بخاصة – المسجد الأقصى المبارك: أولى القبلتين، وثالث الحرمين الشريفين.
تنعي الهيئة الإسلامية، المسجد الجامع العظيم، مسرى رسول الله، الذي تجمعت من حوله إلى بركات الله، قلوب المسلمين.. تحجه وتعظمه وتهفو إليه.
تنعي الهيئة الإسلامية، المسجد المحزون.. بعد أن أتت عليه نار آكلة، بيد تلبست بشر، ولم يهيئها قدر، فاصطلى جحيمها المتأجج منبره، منبر صلاح الدين، المنبر الذي أقيم لتعلو من فوقه أصوات الحق والحرية والعدالة.. من بعد ظلم ظالم وعبودية قاتلة، ملأت آفاق الأرض المقدسة وأهدرت إنسانية العباد، وكرامة البلاد واصطلى جحيمها المتأجج قبته التي كانت إلى ثلاثة عشر قرنا والى صبيحة هذا اليوم، وهو يوم أسود أشأم من ناره ودخان ناره، ستردد أصداء النداء الإلهي “الله اكبر” فتهزم به باطلا، وتزهق جحودا وتفتح أمام الصدق والحق أرجاء الدنيا وصفحات التاريخ، تردد أصداء “الله اكبر” لتجد من خلال هذا النداء شعوب الأرض متنفسا، وينزاح به عن صدور أبنائها ثقل الأمم الظالمة وقسوة الطواغيت والمستبدين.
تنعي الهيئة الإسلامية، إلى المسلمين والى شعوب الأرض، المسجد الذي شهد بإسراء الرسول ومعراجه النور الذي لا يخبو، والدعوة التي لا تنطفئ شعلتها، وازداد فيه الرسول بما أفاء عليه الله من سابغ نعمته، من صفاء نفس ونقاء بصيرة.
إلى المسلمين، وهم يترقبون أن تجلو الغمة عن أرض المسجد، وان تزول البلوى عن صدور سدنته وحراسه ويتطلعون إلى يوم يجلى فيه غاصب، وينتصر حق. توجه الهيئة الإسلامية هذا النعي بألمه ومرارته للمسجد الجامع العظيم المحزون.. وقد أتت عليه النار.
وان الهيئة الإسلامية، لا تريد من نعيها هذا، أن يبلغ من نفوس المسلمين مواطن الحزن والمرارة والأسى وانما تريده أن يبلغ مواطن عزة وبأس وكرامة، وأن يحملهم على قولة حق وتجمع كلمة، إنما تريدهم على ترديد نداء الله “الله اكبر الله اكبر” يهزون به آفاق الدنيا وأعماق الناس وان تحركهم إلى عمل يدفع أذى وشرا وظلما.
إنها توجه إليهم هذا النعي، بل هذا النداء، وهي تعلنهم بلسان المسلمين والمواطنين المحزونين جميعا انهم إلى ما أصابهم من أذى وشر في العرض والوطن والدين .. صابرون مصابرون مرابطون. والله متم نوره.
<1>