رسالة جونسون للرئيس عبد الناصر في 23 مايو 1967
“ملف وثائق فلسطين عام 1950 إلى 1969، وزارة الارشاد القومي، ج 2، ص 1553- 1555”
رسالة جونسون للرئيس عبد الناصر(*)
23 مايو 1967
سرى
صاحب الفخامة الرئيس جمال عبد الناصر رئيس الجمهورية العربية المتحدة
عزيزى الرئيس ناصر:
لقد أمضيت معظم هذه الأيام الماضية أفكر فى الشرق الأوسط وفى المشاكل التى تواجهونها والمشاكل التى نواجهها فى المنطقة وقد فكر لى عدد من أصدقائنا المشتركين بما فيهم السفير “باتل” أنكم قلقون لأن الولايات المتحدة قد أبدت اتجاهات غير ودية تجاه الجمهورية العربية المتحدة وأود أن تعلموا بصورة مباشرة أن هذا أبعد ما يكون عن نوايانا.
ولقد راقبت من بعد جهودكم لتنمية بلادكم والنهوض بها، وأظننى أفهم كبرياء شعبكم وأمانيه- وتصميمه على أن يدخل العالم العصرى ويشارك بدوره الكامل فيه بأسرع وقت ممكن وآمل أن نتمكن من أيجاد الوسائل العامة والخاصة على السواء للعمل معا بطريقة أوثق.
كذلك فانى أفهم القوى السياسية التى تعمل فى منطقتكم. أفهم المطامح وأسباب التوتر وكذلك الذكريات والآمال.
وبطبيعة الحال فان من واجبكم وواجبى فى الوقت نفسه ألا ننظر الى الوراء وانما أن ننقذ الشرق الاوسط- والمجتمع الانساني كله- من حرب أعتقد أنه ليس هناك من يريدها ولست أعرف الخطوات التى سيقترحها عليكم السكرتير العام للأمم المتحدة يوثانت ولكننى أحثكم على أن يكون واجبكم الأول تجاه امتكم وتجاه منطقتكم وتجاه المجتمع العالمى كله هذا الهدف السامى: وهو تجنب أعمال القتال.
ان المنازعات الكبرى فى عصرنا هذا يجب ألا تحل بالاجتياز غير المشروع للحدود بالسلاح والرجال- لا فى آسيا- ولا فى الشرق الأوسط أو افريقيا أو أمريكا اللاتينية فذلك اللون من النشاط قد أدى الى نشوب الحرب بالفعل في آسيا وهو يهدد السلام فى مناطق أخرى وكنت أتوقع ان أطلب الى نائب الرئيس- هيوبرت همفرى- أن يتوجه الى الشرق الأوسط لاجراء محادثات معكم ومع غيركم من الزعماء العرب وكذلك الزعماء الاسرائيليين. واذا ما خرجنا من هذه الأيام بدون أعمال القتال فانى سأظل آمل أن تتم على الفور هذه الزيارة يقوم بها الصديق الذى يحظى بأوفى قدر من ثقتى.
(*) المعتدون اليهود من أيام موسى الى أيام ديان” محمد صبيح
رسالة جونسون للرئيس عبد الناصر في 23 مايو 1967
“ملف وثائق فلسطين عام 1950 إلى 1969، وزارة الارشاد القومي، ج 2، ص 1553- 1555”
ان كلا منا ممن يحملون مسئولية قيادة امة يواجه مشكلات متباينة صاغها التاريخ والموقع الجغرافى وأعمق المشاعر لدى شعوبنا ومهما كانت الخلافات فى نظرتنا واهتماماتنا بالنسبة لبلادكم وبلادى فاننا كلينا نشترك فى الاهتمام باستقلال وتقدم الجمهورية العربية المتحدة وبالسلام فى الشرق الأوسط.
انى أتوجه اليكم بهذا الخطاب فى هذه اللحظة الحرجة آملا أن تشاركونى هذا التقييم وأن يكون فى امكانكم التصرف وفقه فى الساعات والأيام المقبلة.
|
| المخلص |
وقد ألحقت بهذه الرسالة مذكرة شفوية توضيحية هذا نصها:
مذكرة حكومة الولايات المتحدة الأمريكية الى حكومة الجمهورية العربية المتحدة
سرى
فى الأيام الأخيرة ساد التوتر مرة أخرى على طول خطوط الهدنة بين اسرائيل والدول العربية. وأننا نتفق مع وجهة نظر السكرتير العام للأمم المتحدة ان الموقف فى هذه المنطقة موضع اهتمام المجتمع الدولى بأكمله. وأنها لرغبتنا الصادقة أن نعاون الجهود التى تضطلعون فيها بدور قيادى لتخيف حدة التوترات واستعادة أحوال الاستقرار والثقة.
وليس لدينا أى سبب للاعتماد في هذا الموقف الحالى بأن احدا من أطراف اتفاقات الهدنة بين الدول العربية واسرائيل لديه النية فى ارتكاب عدوان. والواقع ان الخطر- وهو خطر جسيم فعلا- يكمن فى المغامرة الخاطئة وسوء التقدير. فهناك احتمال بأن يقع اولئك الذين يتولون السلطة فى المنطقة فى اساءة فهم أو اساءة تفسير نوايا الآخرين وأفعالهم.
وهناك ثلاثة وجوه للموقف تسبب لنا قلقا خاصا.
أولها- أعمال الارهاب المستمرة التى تجرى ضد اسرائيل بموافقة سوريا والتى تقوم فى بعض الحالات، على الأقل من الأراضى السورية وهذا يتنافى مباشرة مع اتفاقات الهدنة العامة التى تنادى الدول الموقعة عليها ان تضمن الا يرتكب عمل شبيه بأعمال الحرب أو من أعمال العدوان من أرض احدى هذه الدول ضد الطرف الآخر أو ضد المدنيين فى أرض يسيطر عليها هذا الطرف الآخر. ونحن نعتقد ان اتفاقات الهدنة العامة ما زالت تشكل القاعدة المثلى لأن تسود الأحوال السلمية على امتداد الحدود ونحن نأمل أن تشاركنا الجمهورية العربية المتحدة هى والحكومات الأخرى فى مناشدة كل أطراف اتفاقات الهدنة أن تحترم مواد هذه الاتفاقات بحذافيرها.
وثانيا- فاننا قلقون من أن يؤدى الانسحاب السريع لقوة الطوارئ التابعة للأمم المتحدة الى جعل مشكلة المحافظة على السلام على طول حدود الجمهورية العربية المتحدة مع اسرائيل أكثر صعوبة وفى رأينا فان وجود قوة الطوارئ التابعة للأمم
رسالة جونسون للرئيس عبد الناصر في 23 مايو 1967 المتحدة يشكل عاملا مساعدا هاما فى المحافظة على الأمن الاساسى على امتداد هذه الحدود. وتؤيد حكومة الولايات المتحدة مهمة السكرتير العام يوثانت في القاهرة وكلها ثقة صادقة فى ان حكومة الجمهورية العربية المتحدة ستبحث معه على نطاق شامل امكانيات استمرار المحافظة على السلام بشكل من الاشكال على الحدود بين الجمهورية العربية المتحدة واسرائيل. ثالثا- تعتقد حكومة الولايات المتحدة أنه من الضرورى بصفة خاصة أن يتوقف الاتجاه الحالى لتعبئة القوات وحشدها على الجانبين وأن يغلب هذا الاتجاه. ولقد أخذنا بعين الاعتبار أن بيانات الجمهورية العربية المتحدة واسرائيل تشير الى ان تحركات قواتها المسلحة ذات غرض دفاعى ولعلنا نأمل فى ان يبدأ الطرفان هما وغيرهما من الدول الأخرى التى اتخذت احتياطات عسكرية فى اعادة قواتهم الى قواعدها الطبيعية فانهم اذا قاموا بذلك يصبح فى امكانهم أن يؤدوا خدمة هامة فى سبيل تخفيف حدة الموقف الحالى المتوتر. ونحن ننتهز هذه الفرصة لنعيد تأكيدنا بالتزامنا المستمر لمبدأ حرية المرور الى خليج العقبة لسفن جميع الدول فان حق المرور الحر والبرئ الى هذه المياه يعد جزءا من المصلحة الحيوية للمجتمع الدولى. ونحن موقنون بأن التدخل فى هذه الحقوق الدولية قد تكون له عواقب دولية خطيرة. وفى الموقف الحالى فان حكومة الجمهورية العربية المتحدة والحكومات العربية الأخرى تستطيع ان تتأكد بيقين وأن تعتمد على ان حكومة الولايات المتحدة تعارض معارضة صارمة اى عدوان فى المنطقة من أى نوع – سواء كان مكشوفا أو فى الخفاء وسواء اقامت به القوات المسلحة النظامية أو قوات غير نظامية ولقد كانت هذه سياسة هذه الحكومة تحت قيادة أربعة عهود أو حكومات مختلفة وسجل أعمالنا العقدان الماضيان – سواء داخل الأمم المتحدة أو خارجها – يوضح هاتين النقطتين بجلاء. وختاما فان حكومة الولايات المتحدة تعبر عن أملها الصادق فى ان تشترك الجمهورية العربية المتحدة معها هى ودول متعددة أخرى فى جهودهم داخل الأمم المتحدة وخارج نطاق هذه الهيئة للوصول الى تخفيف التوتر واعادة الاستقرار الى المنطقة.
|