رسالة ياسر عرفات إلى ممثلي الملوك والرؤساء العرب رداً على برقيتهم إليه

رسالة السيد ياسر عرفات إلى ممثلي الملوك والرؤساء العرب ردا على برقيتهم إليه
المصدر: “الوثائق الفلسطينية العربية لعام 1971، مؤسسة الدراسات الفلسطينية، بيروت، مج 7، ط 1، ص 289”

رسالة السيد ياسر عرفات، رئيس اللجنة التنفيذية لمنظمة
التحرير الفلسطينية، إلى ممثلي الملوك والرؤساء العرب
ردا على برقيتهم إليه.

11 / 4 / 1971

 

( فتح، دمشق،12 / 4 / 1971 )

          تلقيت رسالتكم وقرأتها مع إخواني الثوار، في وقت كنا نخوض فيه معارك شرسة شمالي الأردن أمام هجمات قوات السلطة الأردنية البربرية على مقاتلينا وثوارنا. لقد التزمنا ستة أشهر وسنظل ملتزمين باتفاقيتي القاهرة وعمان. وكنا ولا زلنا على مستوى الرجولة من حيث تنفيذنا كل ما اتفقنا عليه في الوقت الذي لم تلتزم السلطة الأردنية بشيء من بنود الاتفاقيات والبروتوكولات، بل استمرت في تنفيذ مخططها التآمري ضد شعبنا وثوارنا. وما حدث في المفرق وأربد والأغوار من مذابح وبطش وإرهاب واعتداء على الأعراض، يشكل نقطة سوداء جديدة في وجه هذا النظام.

          إن الجريمة مستمرة والمخطط الذي رسمته المخابرات الأميركية والذي كشفته تصريحات المسؤولين الأميركيين وما يتدفق على الأردن من أسلحة وأعتدة، لا علاقة لها بالقتال مع العدو الصهيوني، وقد رحب بها قادة الصهاينة، وأبدوا ارتياحهم وموافقتهم على هذا الإنتاج العسكري الذي يحشد ضد شعبنا وثوارنا. إن كل هذا يوضح مدى خطورة الموقف ويضع كل الشرفاء من أمتنا أمام المحك والاختبار تجاه ثورتنا وشعبنا الذي يذبح ويهان، على مرأى ومسمع من أمتنا العربية، ليس في الأرض المحتلة، وليس في غزة والضفة الغربية فقط وإنما في الأردن، في عمان وأربد والزرقاء والمفرق والأغوار. ووصلت الجريمة إلى حد منع مقاتلينا من عبور النهر لقتال العدو في أرضنا المحتلة، ويجابه ثوارنا الذاهبون والعائدون من الأرض المحتلة النار والرصاص من الجانبين.

          إن شعبنا وثوارنا أمام هذا الموقف التاريخي، وأمام ما يحسون به من ثقل الأمانة وخطورة الأحداث التي تجابه، ليس شعبنا فقط بل جميع أمتنا العربية، قرروا أن يظلوا صامدين أمام هذه الهجمة البربرية الامبريالية الصهيونية، ولا أقل من أن نموت واقفين، ولن يستطيع كائن من كان أن ينتزع هذا السلاح من أيدي ثوارنا، وستظل أيدينا قوية على بنادقنا بكل عزم وإيمان وإرادة.


<1>

Scroll to Top