كتاب الملك عبد العزيز آل سعود إلى رئيس الولايات المتحدة ( مستر ترومان) 15 أكتوبر 1946
“ملف وثائق فلسطين من عام 637 إلى عام 1949، وزارة الإرشاد القومي، ج 1، ص 857 – 858”
كتاب الملك عبد العزيز آل سعود
إلى رئيس الولايات المتحدة (مستر ترومان)
15 أكتوبر سنة 1946
يا صاحب الفخامة..
ان الصداقة التى تربط بلادى ببلاد الولايات المتحدة والصداقة التى تأسست بينى وبين الرئيس الراحل روزفلت والصداقة التى تجددت بينى وبين فخامتكم تجعلنى شديد الحرص فى المحافظة على هذه الصداقة وتغذيتها والعمل على تقويتها بكل الوسائل الممكنة لذلك تجدوننى فخامتكم ألح وأكرر فى كل مناسبة أشعر فيها بما يخل بصداقة الولايات المتحدة مع بلادى ومع سائر البلاد العربية لكى أزيل ما يمكن أن يعرقل هذا الصفاء.
ولقد كتبت للراحل العظيم ولفخامتكم حقيقة الموقف فى فلسطين والحق الطبيعى للعرب فيها وأن ذلك يرجع الى آلاف السنين وأن اليهود ليسوا الا فرقة ظالمة باغية معتدية اعتدت فى أول الأمر باسم الانسانية ثم أخذت تظهر عدوانها الصريح بالقوة والجبروت والطغيان مما ليس بخاف على فخامتكم وعلى شعب الولايات المتحدة.
أضف الى ذلك أطماعهم التى بيتوها ليس لفلسطين وحدها بل لسائر البلاد العربية المجاورة ومنها أماكن فى بلادنا المقدسة.
لقد دهشت للاذاعات الأخيرة التى نسبت تصريحا لفخامتكم بدعوى تأييد اليهود فى فلسطين وتأييد هجرتهم اليها بما يؤثر على الوضعية الحاضرة فيها خلافا للتعهدات السابقة.
ولقد زاد فى دهشتى أن التصريح الذى نسب أخيرا لفخامتكم يتناقض مع البيان الذى طلبت مفوضية الولايات المتحدة فى جدة من وزارة خارجيتنا أن ينشر فى جريدة أم القرى باسم بيان أدلى به البيت الأبيض بتاريخ 16 أغسطس 1946 وذلك البيان صريح فى أن حكومة الولايات المتحدة الأمريكية لم تتقدم بأية فكرة من جانبها لحل مشكلة فلسطين وأظهرتم أملكم بحلها بواسطة المحادثات بين الحكومة البريطانية وبين وزراء خارجية الدول العربية وبين الحكومة البريطانية والفريق الثالث،وأظهرتم فخامتكم فى اتخاذ تسهيلات فى الولايات المتحدة لايواء المشردين وفى جملتهم اليهود، ولذلك كانت دهشتى عظيمة حين اطلاعى على البيان الأخير الذى نسب لفخامتكم مما جعلنى أشك بصحة نسبته لكم لأنه يتناقض مع وعود حكومة الولايات المتحدة والتصريح الذى صدر فى 16 أغسطس 1946 من البيت الأبيض. وانى لعلى يقين بأن
كتاب الملك عبد العزيز آل سعود إلى رئيس الولايات المتحدة (مستر ترومان) 15 أكتوبر 1946
“ملف وثائق فلسطين من عام 637 إلى عام 1949، وزارة الإرشاد القومي، ج 1، ص 857 – 858”
شعب الولايات المتحدة الذى بذل دمه وماله فى مقاومة العدوان الغاشم لا يمكن أن يسمح بهذا العدوان الصهيونى على بلد عربى صديق لم يقترف ذنبا غير ايمانه فى مبادئ العدل والانصاف التى قاتلت من أجلها الأمم المتحدة وكان من أركانها بلاد الولايات المتحدة وكان لفخامتكم بعد سلفكم العظيم المجهود العظيم فى هذا السبيل.
ورغبة منى فى المحافظة على صداقة العرب والشرق مع الولايات المتحدة أوضحت لفخامتكم بهذا البيان الظلم الذى يمكن أن يحيق بالعرب اذا بذلت أى مساعدات لهذا العدوان الصهيونى وانى على يقين بأن فخامتكم ومن ورائكم شعب الولايات المتحدة لا يمكن أن يقبل أن يدعو للحق والعدل والانصاف ويحارب من أجله بقوة فى سائر أنحاء العالم يمنع هذا الحق والعدل عن العرب فى بلادهم فلسطين التى ورثوها عن آبائهم وأجدادهم منذ العصور القديمة.
واقبلوا تحياتنا.