هرتزل – مباحثاته مع جاويد بك
“ملف وثائق فلسطين من عام 637 إلى عام 1949، وزارة الارشاد القومي، ج 1، ص 81 “
هرتزل – مباحثاته مع جاويد بك
8 /6 /1896
كانت معارضاته ما يلى: مصير الاماكن المقدسة. قال ان القدس يجب ان تظل تحت الادارة التركية، لان اى تغيير فى ذلك سيسىء الى مشاعر الناس الدينية. فوعدته ان تبقى القدس خارج حدود الدولة، لان الاماكن المقدسة التى تخص العالم المتمدين يجب ان تكون للجميع وليس لاحد بالذات وفى النهاية لابد ان نقدر على ابقاء القدس على حالتها الراهنة. وسأل جاويد بك عن العلاقة التى ستكون بين الدولة اليهودية وبين تركية، وهو سؤال يشبه تماما ما سأله زياد عن تبعية فلسطين لا استقلالها. قلت اننى ارى النجاح لا يتم بالاستقلال، ولكننا على اى حال سنتحدث فى نوع من الحكم مثل ذلك الذى فى مصر او فى بلغاريا، أى علاقة فرعية. وأخيرا سأل جاويد عن نوع الحكم الذى سيكون لهذه الدولة. أجبت: جمهورية ارستقراطية. فاحتج جاويد بشدة قائلا. اياك ان تذكر كلمة “جمهورية” للسلطان. ان الناس هنا يخافون منها خوفهم من الموت. انهم يخافون أن تنتقل عدوى هذا النوع من الحكم الثوري الى كل مقاطعة. فاخبرته ان ما أفكر به أنا هو نوع من الحكم، يشبه الحكم الموجود فى البندقية. هذا وتوسلت اليه ان يكون موجودا فى المقابلة التى رتبت لى مع أبيه الصدر الأعظم خليل رفعت باشا. وقد وعدنى بذلك.