مذكرة اللجنة المركزية لحركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح) الى الحكومات العربية حول ما أعلنه ناطق باسم وزارة الداخلية الأردنية بشأن اعتقال عدد من المسلحين

مذكرة اللجنة المركزية لحركة “فتح” إلى الحكومات العربية حول ما أعلنه ناطق باسم وزارة الداخلية الأردنية
المصدر: “الوثائق الفلسطينية العربية لعام 1973، مؤسسة الدراسات الفلسطينية، بيروت، مج 9، ط 1، ص 65- 66”

مذكرة اللجنة المركزية لحركة التحرير الوطني الفلسطيني
“فتح” إلى الحكومات العربية حول ما أعلنه ناطق باسم
وزارة الداخلية الأردنية بشأن اعتقال عدد من المسلحين.(1)
16 /2 /1973 (فلسطين الثورة، العدد 34، بيروت، 21/2/1973، ص7)

         تحية الثورة والعودة،
         لقد كان موقف الثورة الفلسطينية في مجلس الدفاع العربي المشترك بالقاهرة واضحاً اتسم بالإيجابية نحو تحقيق الجهد العربي المشترك في مواجهة العدو الصهيوني، ايماناً من الثورة الفلسطينية بان قضية شعبنا ومصيره مرتبط ارتباطاً تاماً بحرية حركة هذا الشعب فوق الارض التي. يتواجد فيها وبمدى قدرته على ممارسة حقه في النضال المشروع من اجل تحرير ارضه وعبر جميع الاقطار التي يعيش فيها.

         كما جاء منطلقاً من التحليل الواعي لمجريات الامور في هذه المنطقة وما لمسناه من محاولات تبذل على اكثر من صعيد من اجل تصفية قضية الشعب الفلسطيني، تحت اسم حل ازمة الشرق الاوسط، والتي تجسدت بشكل واضح في محاولة طرح النضال الفلسطيني وكأنه قضية ثانوية وفي محاولة تجاهل طبيعة النظام الحاكم في الاردن المرتبط بالامبريالية وعلى رأسها الولايات المتحدة الاميركية.

         ورغم معرفة الثورة الفلسطينية لهذا النظام الذي شن ضد شعبنا حرب إبادة مستمرة، كان موقفنا إيجابياً وكنا نسعى لوحدة الجهد.

         ولكن النظام الحاكم في الاردن، وقد اكد مواقفه الملك حسين شخصياً عشية سفره لواشنطن، يرفض اي وحدة جهد من اجل القتال، لان ذلك يتناقض مع مخططاته الهادفة إلى الوصول إلى تصفية القضية وتوقيع صك الاستسلام.

         ولقد جسد النظام هذا الموقف بشكل خطير خلال الساعات الاخيرة عندما عمل على تسريب قصص وهمية وانباء مختلفة، هدفها كلها ايجاد مبرر جديد لمجازر جديدة ضد شعبنا في نطاق ترتيب أوضاع المنطقة للسلم الاميركي الاسرائيلي.

         ان حركة التحرير الوطني الفلسطيني ” فتح ” يهمها ان توضح ما يلي عن الاخبار التي نشرها النظام الاردني في جريدة “النهار” في عددها الصادر اليوم، 16/2/1973، والتي مهد لها ببلاغ وزارة الداخلية الاردنية أمس.

         أولاً: على ضوء تحليل حركة “قتح ” للظروف العربية الحالية وشعورها بأن المنطقة يجري إعدادها للاستسلام لا للقتال، وانسجاماً مع استراتيجيتها في حرب الشعب وفي تصعيد القتال في الأرض المحتلة، قررت الحركة ان تدفع بخيرة قياداتها الى داخل فلسطين المحتلة للاشراف على مرحلة نضال واسعة، بدات فلسطين المحتلة تشهد بوادرها خلال الفترة الاخيرة.

         ولقد دخل عدد من هولاء القياديين الى داخل ارضنا المحتلة فعلا، وعبر كل المسالك التي يمكن استخدامها.

         ثانياً: ان التنسيق بين المخابرات الاردنية والمخابرات الاسرائيلية ليس سراً على الذين يعرفون مجريات الامور. ولقد سبق للمخابرات الاردنية ان ساعدت العدو الاسرائيلي في عدة قضايا تتعلق برجال الثورة في الارض المحتلة.

         ونتيجة لهذا التنسيق تمكنت المخابرات الاردنية يوم الخميس الماضي من اعتقال عدد من ثوارنا كانوا يستعدون لدخول الارض المحتلة.

         ثالثاً: كان على رأس هذه المجموعة من الثوار احد قادة ” فتح ” هو الاخ (أبو داود) عضو المجلس الثوري لحركة ” فتح ” والذي عرفته أرض فلسطين مناضلا صلباً مشرفاً على العديد من ابرز العمليات ضد العدو قبل ان


(1) سلم السيد ” أبو يوسف “، بصفته رئيساً للدائرة السياسية في منظمة التحرير الفلسطينية وعضواً في اللجنة المركزية لحركة التحرير الوطني الفلسطيني ” فتح “، السفراء. العرب في بيروت هذه المذكرة، بعدما دعاهم إلى لقاء في مكاتب المنظمة بناء على قرار اللجنة المركزية لـ “فتح”.

<1>

مذكرة اللجنة المركزية لحركة “فتح” إلى الحكومات العربية حول ما أعلنه ناطق باسم وزارة الداخلية الأردنية
المصدر: “الوثائق الفلسطينية العربية لعام 1973، مؤسسة الدراسات الفلسطينية، بيروت، مج 9، ط 1، ص 65- 66”

يعرفه الاردن مدافعاً صلباً عن الثورة في ايلول [سبتمبر].

          ولقد سبق للاخ ابو داود خلال الفترة الاخيرة ان تردد على الارض المحتلة اكثر من مرة الامر الذي جعل المخابرات الاسرائيلية تتعقبه وتطالب المخابرات الاردنية بالمساهمة في ذلك.

          رابعاً: اننا ونحن نؤكد حقنا في ان نقاتل من كل ارض تحيط بفلسطين، ونصر على التزامنا المبدئي بحقوقنا كاملة في الاردن حيث شعبنا وارضنا، لا نجد ان هناك ضرورة للرد على الرواية الاردنية لاحتلال عمان، فان عمان لا تحتل بهذه الطريقة. نحن نعرف ذلك والنظام الاردني يعرف ذلك ايضاً.

          خامساً: ان اختلاق هذه الرواية الهدف منها ايجاد الذرائع لارتكاب مجزرة- سيكون من ضمنها الاخ ابوداود.

          ان حركة “فتح” تحمل السلطات الاردنية مسؤولية حياة الاخ ابو داود وبقية رفاقه. ونطالب الدول العربية بتحمل مسؤولياتها ايضاً. فالموقف خطير، ويتعرض الاخ ابو داود ورفاقه لحملة تعذيب وحشية تهدد حياتهم.

          ان حركة التحرير الوطني الفلسطيني ” فتح ” وهي توضح هذه الحقائق، تؤكد انها تتابع ما يجري ضد ثوارنا في الاردن وعلى راسهم الاخ ابو داود، وهي لا تستطيع ان تستمر في تقبل الصمت العربي على جرائم هذا النظام ومجازره.

          ولتتحمل كل القوى مسؤولياتها.
          وثورة حتى النصر.


 

<2>

Scroll to Top