مذكرة اللجنة المركزية لمنظمة التحرير إلى السيد الباهي الأدغم حول الوضع العسكري في الأردن
المصدر: ” الوثائق الفلسطينية العربية لعام 1970، مؤسسة الدراسات الفلسطينية، بيروت، مج 6، ص 929- 930 “
مذكرة اللجنة المركزية لمنظمة التحريرالفلسطينية إلى
السيد الباهي الأدغم، رئيس اللجنة العربية العليا
للمتابعة، حول الحكم العسكري والأوضاع الاستثنائية
في الأردن. (1)
عمان،26 / 10 / 1970 | ( ” المقاومة الفلسطينية والنظام |
الموضوع – الحكم العسكري والأوضاع الاستثنائية والمخالفات.
أقدم هذه المذكرة نيابة عن اللجنة المركزية من أجل اتخاذ الإجراءات السريعة اللازمة بشأن المواضيع الواردة فيها:
1 – الحكم العسكري
صحيح أن حقوق ممارسة الحكم العسكري قد أعيدت إلى ما كانت عليه قبل الخامس عشر من شهر أيلول ( سبتمبر ) 1970، فأصبح رئيس الوزراء هو الحاكم العسكري العام والحكام الإداريون في مناطقهم هم الحكام العسكريون المحليون بدلا من القائد العام للقوات المسلحة الأردنية والقادة العسكريين. غير أن مضمون الحكم العسكري ما زال قائما من حيث التطبيق والتنفيذ. ولا جدال بأن تعليمات الأحكام العرفية نافذة المفعول في البلاد منذ الخامس من حزيران ( يونيو ) لغاية 15 / 9 / 1970 لم تكن موجهة للداخل وإنما كانت موجهة لمقتضيات الحرب ضد العدو الصهيوني، وبقيت الإدارة المدنية إجمالا هي المسؤولة عن الوضع داخل البلاد، وهذا ما هدفت إليه اتفاقية القاهرة المؤرخة في27 / 9 / 1970 بأن تتحمل سلطات الأمن الداخلي تحت الإدارة المدنية مسؤولية الأمن وبإنهاء المظاهر الاستثنائية والحكم العسكري.
ومن مظاهر الحكم العسكري: منع التجول واستمرار الحظر على تحرك عدد كبير من سيارات الأجرة، عدم السماح لتجمع أكثر من خمسة أشخاص، منع السفر للخارج بدون تصاريح من الحاكم العسكري، التفتيش والاعتقال، انتشار الجنود في الشوارع في دوريات مسلحة ثابتة ومتحركة، نقاط التفتيش الكثيفة العدد والتسليح في معابر ومداخل المدن وفي مفارق الطرق العامة وغير ذلك.
2 – الوضع في مدينة الزرقاء
ما زالت مدينة الزرقاء تعيش في ظروف استثنائية قاسية جدا ويلخص الوضع في الزرقاء على الوجه التالي:
لا يزال الجيش يحتل مدينة الزرقاء والدوريات المسلحة بالرشاشات تجوب جميع الشوارع وينتشر الجنود فيها ويرابطون على أسطحة المنازل وما زالت تجري مداهمة وتفتيش المنازل والاعتقالات على نطاق واسع، هذا فضلا عن أن بعض الجنود في بعض الحالات يضربون المواطنين في منازلهم أو في الشوارع العامة، يضاف إلى هذا أن كثيرا من الجنود المنتشرين في المدينة يطلقون النار في معظم أوقات الليل بكثرة وبدون داع مما يثير الفزع والقلق.
لقد تم بحث الحالة في الزرقاء عدة مرات في اللجنة العليا للمتابعة وفي المكتب العسكري، وقام رئيس اللجنة العليا بزيارته لهذا الغرض وكذلك زارها رئيس المكتب العسكري عدة مرات… (*) ولكن برغم الجهود التي بذلها رئيس اللجنة العليا ورئيس المكتب العسكري، فإن أوضاع الزرقاء بقيت على ما هي عليه دون أن يطرأ عليها أي تغير أو تبديل، وما زال منع التجول فيها من السادسة صباحا لغاية السادسة مساء.
(1) وقع هذه المذكرة السيد إبراهيم بكر، مندوب اللجنة المركزية لمنظمة التحرير الفلسطينية.
<1>
مذكرة اللجنة المركزية لمنظمة التحرير إلى السيد الباهي الأدغم حول الوضع العسكري في الأردن
المصدر: ” الوثائق الفلسطينية العربية لعام 1970، مؤسسة الدراسات الفلسطينية، بيروت، مج 6، ص 929- 930 “
3 – الوضع في الرمثا وعلى امتداد طريق الرمثا- عمان
تقوم وحدات من الجيش بين فترة وأخرى بقطع الطريق الرئيسي في الرمثا وينتشر جنود من الجيش حول مواقع كثيرة على امتداد الطريق الرئيسي من الرمثا- جرش- صويلح- عمان على شكل مجموعات، وفي كثير من الأحيان يتم توقيف السيارات وتفتيشها بما في ذلك سيارات الفدائيين وفي بعض الحالات يتم حجز هذه السيارات واعتقال من فيها.
4 – عرقلة حرية المرور إلى قواعد الفدائيين
ما زالت بعض وحدات الجيش تغلق الطرق المؤدية إلى قواعد الفدائيين في بعض المناطق الشمالية مما يحول لغاية الآن من عودة الفدائيين إلى التمركز في قواعدهم السابقة، والوضع في الجنوب من هذه الناحية أكثر صعوبة مما هو عليه في الشمال حيث تزيد المصاعب والعراقيل. وهنا لا بد من التأكيد على أن بعض الأوساط المغرضة تحاول القيام بحالات تحريضية لدى المواطنين ضد عودة الفدائيين إلى قواعدهم خاصة في الجنوب وهذا أمر يتعلق بما تقوم به هذه الأوساط من تعبئة نفسية معادية للثورية الفلسطينية.
5 – تسريح الموظفين لعلاقتهم بالعمل الفدائي
جرت بعض أعمال تسريح الموظفين لسبب علاقتهم بالعمل الفدائي.
6 – المعتقلون
ما زالت حركة تصفية المعتقلات وإطلاق سراح من تبقى من المعتقلين تسير سيرا بطيئا، هذا بالإضافة إلى أنه ما زالت تجري هنا وهناك اعتقالات جديدة.
7 – تصاريح العمل للمقيمين من قطاع غزة
تم توقيف مفعول تصاريح العمل المعطاة لعدد من المواطنين المقيمين في البلاد من قطاع غزة.
ختاما تبدي اللجنة المركزية أنها نفذت كافة ما يترتب عليها من التزامات بمقتضى اتفاقي القاهرة وعمان… (*) وبأنه كلما تم الإسراع من ناحية الدولة في إعادة الحياة العادية إلى البلاد وتعزيز الإدارة المدنية بما في ذلك صلاحية الادعاء العام المدني والضابطة العدلية المدنية كلما زادت عوامل الاطمئنان في نفوس جميع المواطنين من المدنيين والعسكريين والفدائيين وأخذ كل مواطن ينصرف كليا إلى ممارسة شؤونه الطبيعية في جو ملائم من الهدوء والاستقرار. ومن ناحية اللجنة المركزية فإنها على استعداد كامل للمساهمة في كل ما يترتب عليها في هذا الخصوص لإعادة دوران عجلة التجارة والعمل والإنتاج، ولدفع هذه العجلة للدوران بمزيد من السرعة بما يعود على الوطن والمواطنين جميعا بالراحة والخيرعلى طريق بناء الأردن القوي المتماسك شعبيا وعسكريا واقتصاديا وفي كل الميادين الأخرى.
وتفضلوا بقبول فائق الاحترام.
<2>