مذكرة الهيئة العربية العليا لفلسطين إلى وزراء خارجية الدول العربية بمناسبة الاعتداء على مكاتب الوفد السوري في الأمم المتحدة

مذكرة الهيئة العربية العليا لفلسطين إلى وزراء خارجية الدول العربية بمناسبة الاعتداء على مكاتب الوفد السوري في الأمم المتحدة
المصدر: “الوثائق الفلسطينية العربية لعام 1966، مؤسسة الدراسات الفلسطينية، بيروت، مج 2، ص 456 – 457”

مذكرة الهيئة العربية العليا لفلسطين إلى
وزراء خارجية الدول العربية بمناسبة
الاعتداء على مكاتب الوفد السوري في
الأمم المتحدة.

بيروت في 19/10/66
(فلسطين) – نشرة
الهيئة العربية العليا لفلسطين – العدد 68
– تشرين الثاني 66)

         “ان حادث الاعتداء الاثيم الذي قام به بعض يهود نيويورك يوم 14 – 10 – 1966 على المكاتب الرسمية للوفد السوري في الأمم المتحدة، هو حادث مماثل في أهدافه وغاياته، للموقف الوقح الذي وقفه رئيس بلدية نيويورك جون ليندسي من جلالة الملك فيصل آل سعود خلال زيارته الرسمية للولايات المتحدة الامريكية في شهر حزيران الماضي واثار استنكار العالم المتمدن قاطبة .

         ان هذه التصرفات الصهيونية المستنكرة، تدل دلالة واضحة على وحدة الخطط الصهيونية الموجهة ليهود الولايات المتحدة الاميركية وانها العامل الاول في حوافز وتصرفات يهود أميركا، وتوضح مدى تحيزهم لصالح القضية الصهيونية، وطغيانها على ولائهم لكل دولة ينتمون اليها، وعلى واجباتهم نحو الوطن الذي يعيشون فيه ويمتصون موارده الاقتصادية ومنابع ثروته وخيراته، كما تدل على مدى سيطرة النفوذ الصهيوني في الولايات المتحدة الاميركية وتغلغله في صميم أجهزة هذه الدولة التي بالغت في سياسة الدعم والتأييد لدولة العصابات الصهيونية في فلسطين المحتلة، وتنفيذ مخططات الصهيونية في العالم العربي أيضا.

         وليس في وسع حكومة الولايات المتحدة  الامريكية ان تتنصل من مسؤوليتها عن هذه التصرفات المنكرة الصادرة من رعاياها الاميركيين، ولو كانوا يهودا، ببضع كلمات على لسان ممثلها اليهودي، غولدبرغ، في الامم المتحدة. كما ان سياستها تجاه القضية الفلسطينية خاصة، والقضايا العربية عامة لم تترك مجالا للشك بمساعدتها للصهيونية العالمية على ابتلاع فلسطين وتصفية قضيتها وامتصاص شعبها العربي.

         وهناك ناحية اخرى، ترجو الهيئة العربية العليا لفلسطين ان تسترعي النظر اليها، وهي ان مدينة نيويورك هي في الحقيقة والواقع عاصمة اليهودية العالمية وموئل السياسة الصهيونية، وهي القلب النابض الذي يبعث الدم في شرايين الصهيونية العالمية والعقل المفكر الذي يضع    

 

مذكرة الهيئة العربية العليا لفلسطين إلى وزراء خارجية الدول العربية بمناسبة الاعتداء على مكاتب الوفد السوري في الأمم المتحدة
المصدر: “الوثائق الفلسطينية العربية لعام 1966، مؤسسة الدراسات الفلسطينية، بيروت، مج 2، ص 456 – 457”

مخططاتها ويوجه سياستها، وان زعماء الصهيونية بذلوا أقصى جهودهم أثر الحرب العالمية الاخيرة حتى تمكنوا من جعل نيويورك مقرا للأمم المتحدة وفروعها لتأمين سيطرتهم على هذه المؤسسة العالمية الكبرى. وقد تمت لهم بالفعل هذه السيطرة بالقرار الذي اتخذ في ذلك الحين بجعل نيويورك هي المقر بدلا من جنيف أو أية مدينة اخرى في أية قارة اخرى، وكان للاموال اليهودية ووسائل الاغراء المتعددة، بالاضافة الى وسائل الدعاية والنشر الواسعة النطاق التي يمتلكها اليهود في نيويورك، الاثر الاكبر فيما ينالونه من فوز في تنفيذ سياستهم وتحقيق مصالحهم على حساب قضية فلسطين وسائر القضايا العربية.

         وتعتقد الهيئة العربية ان الدول العربية الموقرة شاعرة كل الشعور بثقل هذا الضغط اليهودي البالغ غير غافلة عن هذا الخطر الماثل، وان قضية فلسطين والقضايا العربية الاخرى قد حاق بها كثير من الخسران واصيبت بكثير من الخذلان لهذا السبب، وقد أصبح من الواجب العمل لنقل مقر الأمم المتحدة من نيويورك الى بلاد محايدة كسويسرة ومدينة كجنيف التي كانت مقرا سابقا لعصبة الأمم أو غيرها من المدن التي لا يسيطر عليها النفوذ الصهيوني، والتي هي أقرب الى اقطارنا العربية والاسلامية من تلك المدينة النائية الموبوءة. وفي هذا النقل فائدة اخرى لان فيه وفرا كبيرا في النفقات التي تتحملها الدول العربية وفودها ولجانها.

         ولا شك في ان تحقيق هذه الرغبة يتطلب جهدا كبيرا وعملا دائبا، ولكن اقترانه بالنجاح يعود بفوائد عظيمة على الدول العربية وقضاياها وهو ادعى الى تحقيق مصالحها وضمان سلامتها.

          وتفضلوا يا صاحب المعالي بقبول خالص التحية وفائق الاحترام.
         بيروت في 19 تشرين الاول 1966
         رئيس الهيئة العربية العليا لفلسطين”.


Scroll to Top