مذكرة الهيئة العربية العليا لفلسطين للدول العربية حول مشروع صهيوني يستهدف الغاء وكالة الغوث وامتصاص اللاجئين

مذكرة الهيئة العربية العليا لفلسطين للدول العربية حول مشروع صهيوني لإلغاء وكالة الغوث
“ملف وثائق فلسطين من عام 1950 الى 1969، وزارة الارشاد القومي، ج 2، ص 1501-1503”

مذكرة الهيئة العربية العليا لفلسطين
للدول العربية
حول مشروع صهيونى
يستهدف الغاء وكالة الغوث وامتصاص اللاجئين(*)
بيروت فى 29 / 6/ 1966

          لقد شكل الكونغرس الامريكى لجنة فرعية لبحث مشكلة اللاجئين برئاسة السناتور ادوارد كنيدى، وقد أوفدت هذه اللجنة مندوبين عنها هما (جورج ابرامز) “ويعتقد انه يهودى” و (دال ديهان) برحلة تفتيشية الى الدول المضيفة للاجئين، لدراسة حالة اللاجئين، ولا سيما من يتدرب منهم على حمل السلاح. وقد عادا من جولتهما وقدما تقريرهما وصرح رئيس اللجنة السناتور ادوارد كنيدى اثر ذلك “ان لدى اللجنة تقارير كاملة وانها ستعمل على التشاور مع وزارة الخارجية الامريكية حول هذا الموضوع” كما أفاد “ان اللجنة قد أكملت تفتيشا عن أعمال وكالة الغوث، والاعانات التى تدفع الى أشخاص يتدربون على القتال، وعن الغش فى جداول اللاجئين”.

          ومن المعلوم أن السناتور ادوارد كنيدى يتمتع ببعض النفوذ فى الاوساط الامريكية، وانه صهيونى بأفكاره وتصرفاته، وهو يقدم للصهيونيين مساعدات سياسية كبيرة، ولا يمر اسبوع دون أن يخطب فى أحد الاجتماعات الصهيونية مبشرا بالصهيونية، وهو ينادى بان انشاء “اسرائيل” كان حقا وعدلا، وبانه من الضرورى أن تقدم أمريكا لليهود كل ما يطلبونه من سلاح، كما يدعو الى التحالف بين فلسطين المحتلة والولايات المتحدة.

          ومن المعلوم أيضا انه خلال الحملة الانتخابية التى نظمها الرئيس السابق كنيدى سنة 1960، ألقى خطابا تعهد فيه بأن يعمل فى حالة انتخابه لرئاسة الولايات المتحدة على حمل الدول العربية على الصلح مع اليهود، كما تعهد بأن يدافع عن كيان الاحتلال الصهيونى لفلسطين المحتلة وقد كان السناتور ادوارد كنيدى وأصدقاؤه الصهيونيون هم الذين وضعوا هذا الخطاب للرئيس كنيدى.

          ويشارك فى هذه الجهود المريبة كبار رجال الصهيونية الامريكية مثل (غولد برغ) رئيس الوفد الامريكى لدى الامم المتحدة، والسناتور روبرت كنيدى الذى أعلن


        * “فلسطين” نشرة الهيئة العربية العليا لفلسطين العدد 64، حزيران- (يونيو) 1966.

  

مذكرة الهيئة العربية العليا لفلسطين للدول العربية حول مشروع صهيونى لإلغاء وكالة الغوث
“ملف وثائق فلسطين من عام 1950 الى 1969، وزارة الارشاد القومي، ج 2، ص 1501- 1503”

أنه يعتزم زيارة لبنان والاردن وغيرهما من البلدان العربية قريبا، بحجة دراسة مشكلة اللاجئين أيضا، وليتذرع بهذه الزيارة كحجة تبرر التقدم باقتراحات ومشاريع لصالح الصهيونيين.

          ويلعب السناتور الصهيونى الامريكى فاريشتاين دورا أساسيا فى هذه القضية فقد تقدم فى 7 / 6/ 1966 بمشروع قانون من الكونغرس الامريكى بالاتفاق مع الآخرين كنيدى وكبار الصهيونيين، بالنص التالى:

          “بما ان الولايات المتحدة قد قدمت أضخم التبرعات التى زادت على 350 مليون دولار لتمويل وكالة الغوث من أجل اعاشة وتعليم اللاجئين الفلسطينيين العرب، وبالرغم من ان مجموع نفقات وكالة الغوث زاد على 500 مليون دولار، فان عدد اللاجئين يزداد على الدوام بسبب عجز وكالة الغوث عن حذف أسماء اللاجئين الذين توفوا أو الذين فقدوا صفة اللاجئين بسبب تمكنهم من الشغل واعالة أنفسهم. وبما ان وكالة الغوث مستمرة فى اعاشة اللاجئين الذين يتدربون على الاعمال العسكرية، لذلك فقد تقرر ما يأتى”:

          “ان هذا المجلس يعلن رغبته لرئيس الجمهورية لكى يعمل بواسطة الولايات المتحدة فى الامم المتحدة، لتأييد اجراءات الامم المتحدة لاعادة تنظيم وكالة الغوث وتطهير قوائم اللاجئين من غير المستحقين بالعمل على الاسراع فى عملية امتصاص اللاجئين فى اقتصاد البلاد العربية، وعلى أن تتضمن الاجراءات ما يأتى:

1 –

عمل احصاء دقيق للاجئين.

2 –

نقل مسئولية ادارة وكالة الغوث بشأن توزيع الاعاشة والتعليم والصحة من وكالة الاغاثة الى الدول المضيفة.

3 –

تقديم الولايات المتحدة الى وكالة الغوث المساعدات التى تتحمل مسئولياتها الدول المضيفة، على شرط أن تستعمل الدول المضيفة هذه الاعانات للاسراع بتشغيل اللاجئين وامتصاصهم فى المحيط العربى.

          وقد علمت الهيئة العليا من مكتبها فى نيويورك ان هذا المشروع قد نظم فى فلسطين المحتلة وحمله أبا ايبان الى الولايات المتحدة فى زيارته الأخيرة حيث تشاور بشأنه مع النواب الامريكيين الصهيونيين الذين اتفقوا على أن يتقدم به نيابة عنهم النائب الصهيونى فاريشتاين.

          وتعتقد الهيئة العربية العليا ان الحكومات العربية الموقرة تقدر دون شك خطورة هذه الجهود الصهيونية لتصفية قضية اللاجئين والتحلل من الالتزامات الدولية نحوهم والمساعدة على امتصاصهم فى الاقتصاد العربى.

          كما تعتقد الهيئة أن هذه المساعى الصهيونية الاستعمارية الجديدة هى تتمة للمشاريع السابقة كمشروع هامر شولد ولجنة التوفيق وغيرها التى استهدفت جميعها فكرة التركيز على ان قضية فلسطين هى قضية لاجئين فى حاجة الى امتصاص وتوطين، أو الى تعويض رمزى عن أملاكهم المنهوبة.

          ان المحاولات الصهيونية الاستعمارية الحاضرة هى محاولات خطيرة تستوجب

مذكرة الهيئة العربية العليا لفلسطين للدول العربية حول مشروع صهيونى لإلغاء وكالة الغوث
“ملف وثائق فلسطين من عام 1950 الى 1969، وزارة الارشاد القومي، ج 2، ص 1501- 1503”

تضامن الحكومات العربية والاسلامية والصديقة والمبادرة باتخاذ الاجراءات المناسبة لمقاومتها واحباطها. وفى هذا المجال تقترح الهيئة العربية العليا لفلسطين، بكل احترام، ما يلى:

1 –

مطالبة سفراء أمريكا بواسطة وزارات الخارجية العربية، بأن يسترعوا نظر حكومتهم الى خطورة اقدامها على تنفيذ المشاريع الخاصة بتصفية قضية اللاجئين.

2 –

ارسال التعليمات الى السفراء العرب فى واشنطن بأن يسترعوا أنظار الولايات المتحدة الى خطورة الاقدام على محاولة تصفية اللاجئين.

3 –

ارسال التعليمات الى الوفود العربية فى الامم المتحدة للقيام بالمساعى السياسية اللازمة مع بقية الوفود لقطع الطريق على هذه المحاولات لتصفية قضية اللاجئين.

4 –

السعى لدى بعض النواب الامريكيين بواسطة السفارات فى واشنطن لافهامهم وجهة النظر العربية واقناعهم بتبنيها لاحباط مشروع النائب الصهيونى فاريشتان المذكور.

5 –

تكليف مكاتب الاعلام العربية فى الولايات المتحدة بالقيام بحملة اعلامية ضد هذا المشروع وتبيان خطورته وأضراره على حقوق الشعب الفلسطينى.


 

Scroll to Top